يوم 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 تاريخ لن ينساه التونسيون. فمع إضرام الشاب محمد بوعزيزي النار في جسده احتجاجًا على منعه من العمل كبائع متجول في مدينة سيدي بوزيد التونسيّة (270 كلم جنوب غرب العاصمة)، انطلقت شرارة الاحتجاجات التي ازدادت توهجًا، وسرعان ما اتسع نطاقها لتصل إلى القرى ثم المحافظات المجاورة في الوسط والجنوب وصولا إلى العاصمة، معلنة مرحلة جديدة في تاريخ تونس الحديث.
المتظاهرون نزلوا إلى الشارع، حاملين قضاياهم الاجتماعيّة ذات النكهة السياسيّة الخالصة. وانخرط الجيل الشباب بشكل غير مسبوق في كتابة تاريخ تونس الحديث، مسخرًا تكنولوجيا الاتصال لكسر الحجب وإسماع صوته للعالم.
لم تنجح المهدئات الرسميّة ولا حتى الخطاب الذي وصف بالتاريخي وتلاه الرئيس التونسي ليل الخميس، بإعادة المتظاهرين إلى منازلهم. واستمرت الأحداث بالتصاعد، وبدأت تتخذ منحى لم يكن متوقّعاً حتى بالنسبة إلى أكثر المتابعين تشاؤمًا أو... تفاؤلا بحسب موقعهم السياسيّ!
ولم يسبق أن تحركت المدن التونسيّة والقرى كما في بدايات العام 2011 الذي حمل الكثير للتونسيين حكومة وشعبا. حتى أثناء الإضراب العام الذي دعا إليه الإتحاد العام التونسي للشغل (المركزيّة النقابية الوحيدة في البلاد) في 26 كانون الثاني (يناير) من العام 1978، وquot;انتفاضة الخبزquot; في 3 كانون الثاني (يناير) من العام 1984، لم تهتزّ أركان النظام التونسيّ بسبب الاحتجاجات الاجتماعية لعموم المواطنين كما اهتزت اليوم، فحصيلة القتلى برصاص الشرطة تقترب من 60 قتيلا، والخسائر المادية التي ترافق الاحتجاجات تتكثف يوما بعد يوم.
quot;إيلافquot; التي لم تتوقّف عن متابعة الشأن التونسي ميدانيا حتى حين طالها الحجب في تونس، تتابع بزخم أكبر بعد فكّ الحجب عنها هذه التغطية الخاصة لآخر المستجدات وأهمها على الساحة التونسيّة.
التعليقات