في الوقت الذيما زال الجيش المصري يتمسك بالحياد بشأن الأحداث الجارية حاليا في ميدان التحرير وسط القاهرة،تثور مخاوف وتساؤلات عن دور الجيش اليوم فيما يسميه المتظاهرون بـquot;جمعة الرحيلquot; التي دعا إليها نشطاء المعارضة.
يطرح المصريون العديد من التساؤلات حول دور الجيش فيما أسموه quot;جمعة الرحيلquot; التي تمت الدعوة إليها من قبل النشطاء المعارضين وسط مخاوف من أن تتحول ساحة ميدان التحرير من ميدان الحرية كما يلقبها النشطاء إلى quot;ميدان الشهداءquot; بسبب العدد الكبير من الضحايا المتوقع وقوعه في حال حدوث مصادمات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري حسني مبارك.
ويواصل المعتصمون في ميدان التحرير اعتصامهم الذي دخل يوم الثامن اليوم في ظل إصرارهم على مغادرة الرئيس مبارك السلطة ورحيل كافة رجال النظام وسط دعوات متعددة للحوار بين المعتصمين والسلطة بعد الاستجابة والوعد بتنفيذ عدد كبير من مطالبهم.
ففي الوقت الذي يرى فيه عدد كبير من الشباب أن مطالب انتفاضة 25 يناير قد تحقق غالبيتها إن لم يكن جميعها على اعتبار أن الرئيس مبارك أعلن عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في سبتمبر المقبل وتتبقى له أيام معدودة في السلطة، ويقومون بالدعوة إلى جمعة هدوء واستقرار ، يؤكد شباب آخرون تنتمي غالبيتهم إلى حركات سياسية أن الجمعة سيكون quot;يوم الرحيلquot; للرئيس مبارك الذي يتولى الحكم منذ أكتوبر 1981 مؤكدين أن أي تراجع يهدم كل المكاسب التي تحققت لثورة المصريين ويهدر دماء المصريين الذين قتلوا منذ اندلاع التظاهرات.
وتثور مخاوف من استيلاء جماعة الاخوان المسلمين المحظورة قانونا من السيطرة على الثورة ولاسيما أن غالبية الشباب الذي شارك في انتفاضة 25 يناير تراجع بعد كلمة الرئيس مبارك إلا أن عددا كبيرا عاد مرة أخرى إلى ميدان التحرير للاعتصام بعد مقتل 8 مواطنين وإصابة المئات في المصادمات التي شهدها الميدان.
وقضى في ميدان التحرير نحو 20 الف مواطن ليل (الخميس ndash; الجمعة ) وسط مصادمات عنيفة تجددت بين مؤيدي للرئيس ومعارضيه حيث حاول كل فريق إثناء الفريق الاخر عن موقفه ، ونجحت مجموعة من الشباب في إثناء عدد من معارضي الرئيس مبارك عن موقفهم وإعادتهم إلى منازلهم ، فيما قضى عشرات من مؤيدي الرئيس الليل في منطقة ميدان مصطفى محمود للتعبير عن تأييدهم للرئيس.
وفشلت عبارات quot;اللي يحب مصر ، ما يخربش مصر quot; التي رددها عدد من الشباب من المؤيدين في وقف التقاذف بالحجارة التي أدت إلى تدمير واجهة زجاجية لإحدى البنايات وإصابة العشرات بالإضافة إلى قيام عناصر مجهولة بإلقاء زجاجات مولوتوف على معارضي الرئيس.
واستمر المتواجدون في ميدان التحرير في ترديد الهتافات المناهضة للرئيس مبارك والتي تطالبه بالرحيل وسط حماس كبير من الشباب والمشاركين فيما تم فرض حراسة مشددة من قبل اللجان الشعبية الموجودة في المنطقة لتفتيش المترددين ذاتيا لتجنب دخول أي أسلحة وقنابل.
وتغيرت لهجة الهتافات أمس من quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; إلى الشعب يريد محاكمة السفاحquot; في إشارة إلى الرئيس مبارك بعدما أدت الاشتباكات بين مؤيديه ومعارضيه إلى وقوع عشرات المصابين متهمين الرئيس بأنه من دفع بالبلطجية لقتل وإصابة المتظاهرين من أجل إرهابهم لإنهاء الاعتصام.
وأصدر مؤيدو الرئيس بيانا بعنوان quot;من أجل مصر quot; جاء نصه كالتالي دعا المصريين لعدم الانسياق وراء الشعارات و الشائعات التي ستؤدي إلى الفتنة حسب قول البيان، كما حذروا من استخدام صفحة quot;كلنا خالد سعيدquot; على الفايسبوك على اعتبار انها تريد الفوضى والفتنة في مصر.
فيما أصدر الشبان المعتصمون في ميدان التحرير بيانا أكدوا فيه أن الغالبية الكاسحة منهم لا تنتمي إلى أحزاب سياسية، وليس لها نشاط سياسي من قبل وأن حركتهم الاحتجاجية ضمت شيوخا وأطفالا، فلاحين وعمالا ومهنيين، وطلبة وموظفين، ولا يمكن تصنيفها على أنها مدفوعة أو محركة من أحد، ولم تشهد حالة عنف واحدة أو اعتداء على الممتلكات أو خروج على النظام منذ انطلاقها.
وتابع البيان: فوجئنا بمن يتهمنا بأننا جماعة ممولة من الخارج وأنها قامت بتحريض من حماس، وتسير تحت قيادة رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي، وموجهة من قبل الإخوان المسلمين، وهي اتهامات باطلة ولا أساس لها، فالمحتجون كلهم مصريون أهدافهم وطنية واضحة ومحددة، ولا يمتلكون سلاحا أو تمويلا أجنبيا كما يدعي البعض، لسنا من أخرج المجرمين من السجون ليخلقوا حالة السلب والنهب في شوارع المحروسة ، المتظاهرون ليسوا هم الذين فرضوا حظر التجول، وليسوا هم من قتلوا 300 شخص بعضهم بالرصاص الحي، وجرحوا أكثر من ألفي شخص في الأيام الماضيةquot;.
إلى ذلك ، قامت قوات الأمن بالقبض على الناشط الحقوقي خالد على مدير المركز المصري للحقوق الاجتماعية الاقتصادية ، حيث دهمت مقر المركز ومركز هشام مبارك للقانون وقامت بإلقاء القبض على كل المتواجدين فيه حيث يشكل المركزان نقطة تجمع المتظاهرين ، كما يقوم مسؤولو المركز بتكليف محامين للدفاع عن النشطاء المقبوض عليهم.
وقال القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير جورج إسحاق في إفادة لـquot;إيلافquot; إن الشباب الذين كانوا متواجدين في المركز كانوا يقومون بالتنسيق من أجل تحديد أفراد منهم للتفاوض مع نائب الرئيس عمر سليمان على اعتبار أن أصحاب الثورة الحقيقة متسائلا كيف ينادي نائب الرئيس ورئيس الوزراء بالحوار ويتم اعتقال ممثلي الشباب في أماكن مجهولة.
وأكد إسحاق أن الشباب اختاروا من يمثلهم بالفعل إلا أن النظام يراوغ أيضا رغم كل أحاديثه عن الحرية التي أصبحت متاحة للشباب ومطالبهم التي تم تنفيذها مشددا على أن الحل الوحيد لإنهاء الاضطرابات التي تمر بها مصر في الوقت الحالي هو رحيل الرئيس مبارك من السلطة.
التعليقات