أطفال فلسطينيون في مخيم العودة quot;عدسة إيلافquot;

بالقرب من مخيم بلاطة للاجئين في الضفة الغربية، أقام الفلسطينيون مخيما رمزيا باسم quot;مخيم العودةquot; والذي يلخص حياة اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بمناسبة الذكرى الـ63 للنكبة الفلسطينية، وفي داخل المخيم الرمزي يتجول الفلسطينيون في معرض للصور يروي قصة الهجرة واللجوء، بينما جلس البعض يتابع أفلاما وثائقية عن النكبة، فيما تمعن آخرون في ملصقات تعكس القرارات الأممية، التي أكدت على حق العودة باعتباره مطلبا وحقا شرعيا لأهله.

وقال القائمون على المخيم الرمزي لـquot;إيلافquot; أن مخيم العودة هو الخامس في المدينة بالإضافة إلى المخيمات الأربعة، وأن إقامة المخيم هو تأكيد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة، حيث حاكى المخيم الواقع الصعب الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية على مر 63 عاما من اللجوء والتشرد والمعاناة.

فادي المسيمي ناشط من مخيم بلاطة قال لـ quot; إيلاف quot; : مخيم العودة تأكيد لنا ولكل من يزوره من الأطفال وغيرهم بان لهم وطن لا يمكن التنازل عنه، وانه لا بديل عن العودة له في يوم من الأيام مهما طال الزمان في رسالة واضحة ان حق العودة مقدس ولن يسقط بالتقادم كما يعتقد الاحتلال الاسرائيليquot;.

وقال المسيمي : quot; نحن اليوم نجسد هذا الحق حيث قالت إسرائيل أن الكبار يموتون وان الصغار ينسون، ولكنه كان مخطئا لأنه نسي أن الكبار يورثون لأبنائهم مفاتيح بيوتهم تأكيدا على حق العودة إلى ديارهم وقراهم ومدنهم التي هجرو منها.

مخيم العودة.. يلخص مسيرة اللجوء الفلسطيني quot;عدسة إيلافquot;

والتقت إيلاف quot; في مخيم العودة بالطفلة quot;أية الواديquot; والتي أكدت حبها لفلسطين التاريخية حيث أنها ابنة لاجئ فلسطيني من حيفا وهي اليوم تزور المخيم لتترسخ في ذهنها صور معاناة أجدادها وعائلتها لتحمل همهم وهم عودتهم إلى الديار حيث قالت :نحن من سيرجع ليطمئن أجدادنا في قبورهم quot;.

وقالت الوادي رغم صغير سنها أنها تعتبر quot;العودة حق مطلوب منها وأنها مهما مرت في ظروف واحتلال لن تنسى هذا الواجب وأنها ستتعلم قصص وحكايات مؤلمة رواها أجدادها قبل وفاتهم والتي تؤكد حقيقة النكبة المؤلمة وان من عايشها شهد أصعب ظروف حياته أمام الاحتلال الذي لا يرحمquot;.

تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني قال ل quot; إيلاف quot; أن فصول النكبة الفلسطينية لا زالت تحاكي الفلسطينيين منذ 63 عاما، وتميزت هذا العام في إحيائها بمشاركات واسعة في الداخل والخارج والتي بعثت على الأمل من جديد في نفوس الشباب الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال حيث يشعر الفلسطينيون اليوم بان العودة أصبحت رغم المعاناة قريبة في ظل الحراك العربي والفلسطيني quot;.

وقال نصر الله:quot; اشتمل هذا المخيم على المطرزات الفلسطينية والأثريات القديمة، مما يدل على حياة اللاجئين الصعبة، فيما عرض أيضا صورا تتحدث عن صمود اللاجئين وثباتهم لتحقيق حلم العودة، مؤكدا على الحنين للأرض وترابها يزيد من تمسكه بهذا الحق، فيما عكس المخيم أيضا الواقع الصعب للمخيمات ووجه رسائل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) quot;التي أخذت تنتقص شيئا فشيئا من حقوق اللاجئين quot;.

الحاج محمود البشاوي 83 عاما، أكد لـ quot;إيلاف quot; بان ما يجري اليوم من احداث وقمع من الاحتلال ومزيد من معاناة للفلسطينيين يوازي ما كان قبل النكبة والأحداث اليوم تتكرر والخوف من تكرار هذه المأساة، وأنا الآن احرص كل الحرص على رواية ما عانينا لأحفادنا وأعلمهم قصة لجوئي من مدينة حيفا في اراضي أل 48 إلى مخيم بلاطة في الضفة الغربيةquot;.

وأضاف البشاوي :quot; أطفالنا وأحفادنا يستمعون لنا في كل قصص نكبتنا، ويحرصون على استيعاب كل احدث ماضينا كي لا ينسوها أبدا بكل تفاصيلها، ليكونوا على دراية بمسلسل رحيلنا تحت سياط الجلاد الصهيوني الذي ما رحم كبيرا ولا صغيرا آنذاك ولا زال حتى ليوم، مؤكدا على أن كرامة وهيبة اللاجئين لن تعود إلا بالعودة إلى الديارquot;.


وأكد الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن الشعب الفلسطيني ثابت وصامد في أرضه مهما تكالبت عليه الظروف وقال:quot; هذا أثبته الفلسطينيون في هذه الأيام عشية إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في تعزيزهم للوحدة ووقوفهم في خندق المواجهة مع الاحتلال الاسرائيليquot;.

وقال أبو يوسف ل quot;إيلاف quot; أن حالة النهوض الشعبي العربي والمتغيرات الحاصلة في المنطقة نؤكد على رهاننا على المزيد من النضال العربي والقومي, لإفشال سياسة الإدارة الأميركية في المنطقة , والوقوف في وجه الهيمنة وما تمثله السياسة الأميركية من انحياز إلى جانب إسرائيلquot;.