لايزال الائتلاف الوطني للمعارضة السورية يتخبط في فشله التنظيمي، وهو يقف أمام استحقاق جنيف-2، التاريخي بحسب وصف الفنان جمال سليمان، من دون رئيس أو امين عام، إذ سيتم انتخابهما في الثاني عشر من الشهر الجاري.


لندن: يقف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمام استحقاق جديد بعد توسعته، هو انتخاب رئيس له وأمين عام، خلفا للشيخ معاذ الخطيب ورجل الأعمال مصطفى الصباغ، في 12 حزيران (مايو) الجاري في اسطنبول. وعلمت quot;ايلافquot; أن جورج صبرا، رئيس الائتلاف بالانابة والدكتور كمال اللبواني سيترشحان للرئاسة، ووجود مطالبات من بعض أعضاء الائتلاف للشيخ أحمد عاصي الجربا والفنان جمال سليمان، عضوي الائتلاف، ليترشحا لهذا المنصب، في حين يبدو منصب أمين عام الائتلاف غامضًا، في ظل أحاديث عن عودة الصباغ إليه. ويعتبر منصب رئيس الائتلاف شرفيًا، أقرب إلى المنصب الدبلوماسي، فيما تصب جميع الصلاحيات في منصب الأمين العام.
ويبدو واضحًا إرجاء ملف حكومة المعارضة ورئيسها وشكلها إلى ما بعد مؤتمر جنيف-2 ونتائجه، خصوصًا بعد غياب الاتفاق على اسم غسان هيتو رئيسًا لحكومة المعارضة، وطرح اسم الدكتور أحمد طعمه بديلًا له.
وطالب منذر آقبيق، عضو الائتلاف الوطني الجديد عن القائمة الديمقراطية، في تصريح لـquot;ايلاف quot; أن يتطلع الجميع إلى الامام، quot;وأن نترك كافة المساجلات المتعلقة بالتمثيل بعد أن تم الاتفاق على التوسعة، خصوصًا الحراك الثوري والجيش الحر والقوى السياسية الديمقراطية، وفتح صفحة جديدة في عمل المعارضة عنوانها التوافق والتوحد من أجل تحقيق اهداف الثورة في الحرية والكرامة للشعب السوري، عن طريق اسقاط النظام ومحاسبة مجرميهquot;.

استحقاق تاريخي
ووعد الفنان جمال سليمان ألا يكون تواجده في الائتلاف مجانيًا، وقال: quot;شعبية الائتلاف قد انخفضت إلى حدها الأدنى في الآونة الأخيرة، بسبب أدائه غير المقنع بالنسبة إلى الشارع المعارض، لكن التغيير الحاصل في المناخ الإقليمي والدولي، والرغبة في إيجاد حل سياسي للقضية السورية، يجعلان هذا الائتلاف، وهو الهيئة المعارضة الوحيدة التي يعترف بها المجتمع الدولي حتى الآن، ممثلًا شرعيًا للشعب السوريquot;.
وبعد تصريحات بعض أعضاء الائتلاف بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف-2، اعتبر سليمان في مقالة له في جريدة الاخبار اللبنانية أن كل هذه التصريحات مجرد آراء تمثل أصحابها، ولا تمثل الائتلاف، لأن قراره لا يصدر إلا بموافقة غالبية أعضائه. ورأى أن الذهاب إلى جنيف استحقاق تاريخي، يجب الاستعداد له ومواجهته بأعلى الكفاءات الوطنية السورية المعارضة.
ولفت سليمان إلى ردود الأفعال السلبية التي أضافت شكوكها في طبيعة هذا التوسع إلى محدودية ثقتها بالائتلاف أصلًا، quot;حتى أن بعض القوى الثورية سحبت اعترافها بشرعية الائتلاف نفسه، وهذه كلها مؤشرات سلبية لا تساعد على خلق مناخات مناسبةquot;.
لكن سليمان أكد أنه لا يرى في الائتلاف إلا كيانًا موقتًا أملته الظروف الراهنة، وأن الفترة القادمة حتى انعقاد جنيف-2 هي فترة امتحان النوايا لكل الأطراف.