كل عام، عندما تأتي ذكرى السادس مِن أكتوبر، افرح وأتنطط و(أزأطط) أيضاً، لأنهم يمنحونني اجازة مِن العمل، وبالتالي أنام ساعتين زيادة في الصباح واستيقظ للأكل بمزاج أكثر انسجاماً مِن مزاج الأكل في العمل.

لكن للأسف الشديد مسئوليات العيال والبيت ومشغوليات عيال البيوت التي بجوارنا جعلت طعم أكتوبر هذا العام وكأننا في حي شعبي مِن عاصمة المقهورين رغم ذكرى انتصار المنتصرين.

وللاسف بعد الأكلة التمام بكل ما حوت مِن ملوثات ومبيدات نظرت حولي وطبعا لم تكن عندي قدرة تنفسية على تحريك رأسي مِن تدني مستوى النظافة، فسألت: هل نحن حقا انتصرنا؟
وزيادة في الترابط بين تدني مستوى النظافة العام وبين انتصار أكتوبر العظيم، كان السؤال الثاني: ماذا عن المستوى التعليمي في المدارس والجامعات والمعاهد البحثية وتراكم تلال القمامة (الحمد للحكومة أنها لا زالت تلال) أمام المراكز التعليمية والعلمية؟
ناهيك عن تدني المستوى الصحي للسادة ابناء المنتصرين وما ادراك بالمستوى الصحي لأحفادهم؟
إنه سؤال لكي لا يتضايق الذين تبقوا مِن آثار الانتصار العظيم، أو أحفادهم المقتنعين بتواصل الإنتصار؟

لن أسأل عن المستوى الثقافي لأبناء المنتصرين؟
ولا داعي للخوض في أعراض وانتشار وتغلغل مستوى الإرهاب الفكري؟
أما عن مستوى التقدم التكنولوجي، فيقول العالم الكاذب طبقاً للتقارير المغرضة التي تصنعها مراكز الأبحاث (الفشارة)، نسبة لصانعي (الفِشار) مِن الذُرة الصفراء: إن جامعات الذين انتصرنا عليهم مِن أفضل جامعات العالم رغم قلة عددهم وتنوع أجناس مواطنيهم، ونحن نفشل في اختراع الأستيكة ونستورد أدوات العبادة والصلاة مِن الصين،

ومع ذكرى الانتصار العظيم لا داعي ولا مجال للسؤال عن مدى تهلهل الوحدة الوطنية بعد الإنتصار؟ هذا سؤال يا سادة، لكي لا نذهب بعيداً في التفكير.

أما عن مستوى التقدم التكنولوجي، فالمنهزمون يبتكرون طائرات بدون طيار ونحن نستورد (التوكتوك) الذي يسير بدون سائق، لماذا؟
وبعد إنتصار أكتوبر العظيم هم يشترون أراضي جيرانهم الفلسطينيين بأعلى الأسعار، ونحن نبيع أغلى الأراضي بأبخس الأثمان،.
وبعد الإنتصار العظيم يقفون للمُعلمِ تعظيماً، ونحن نصنع المظاهرات والقتال لأجل واحدة غيّرتْ عقيدتها أو شخص آمنْ بغير دين الأغلبية.
السؤال: هل نحن حقا انتصرنا في حرب السادس مِن أكتوبر، وإلى أي مدى؟

في ذكرى أكتوبر: تحية إلى شهداء مقالب القمامة العمومية بجانب مدرسة النصر القومية، ومستشفى الوحدة الوطنية.

Aimanramzy1971@yahoo،com