التقت الجاليه العربيه فى السابع عشر من تشرين الاول هذا العام فى الشاعر السورى والمفكر العربى ادونيس. وكنت ضمن الحشد فى احدى قاعات معرض الفنون الجميلة.. واصطحبت معى زوجتى وابنتى رغم ان الاولى لا تحب الشعر والثانية لا تجيد العربيه فى مهارة تجعلها تفهمه.. لكونى عربيا واريد ان اكون فخورا بانه سوف يلقى امام الجالية العربيه هنا والضيوف الاجانب ما كنت اظنه سيكون وجه محبة وتفاؤل بالغد العربى.. وانه سيطرح لهم ايضا صراعنا الفلسطينى الاسرائيلى والعربى الصهيونى على الاقل لجزء من امريكا هنا.
والحق اقول اننى فوجئت الى درجة الغضب من محاضرته.. اولا انا كنت اتوقع شعرا لا محاضرة.. وادبا لا تهجما على امته.
رايت تهجما على الدين وتهكما على العرب..سمعت نقدا للدين وتجريحا للعقيده؟؟ انا لست مسلما ولا مسيحيا الى درجة التعصب لافرح بما قاله.. لكننى عربي ولدي ثقافة ما افتخر بها واعتبرها منحة تساعدنى على الفهم والكتابه؟
لقد هاجم الدين والعقيدة بشكل واضح وان لم يذكر الاسلام اسما لكنه تندر على تسمية باسم اخر الانبياء (وكان الله لم يقل كلمة واحده بعد ذلك) وان الاسلام لم يعترف حتى بالمرأة بالقران الكريم وانها لا تساوى الرجل اذ خلقها الله من ضلع الرجل؟؟
كان تهكمه علينا كعرب واضحا حتى ظننت انه ليس عربيا؟؟ ولم اسمعه بكلمة واحده يلوم ايا من الحكومات العربيه؟؟ يلومنا كافراد على عدم مقدرتنا على الوصول الى الثقافة المطلوبه لتطوير انفسنا وينسى اننا الان فى الغربه نفهم من اين تبدا حكاية الوجع والتخلف..
لم اسمعه يقارن بين حكامنا كرئيس دولة او جمهوريه يمكث العمر كله رئيسا هنا وفى كل انحاء العالم يكون انتخابا رسميا وبعد مدة لا يحق له كرئيس ان يمارس الحكم؟؟ اين هو الرئيس العربى الذى تنحى عن منصبه بعد اربع او ثمان سنوات من الحكم؟؟
كيف يعاملنا ادونيس في هذه النظرة؟؟ وهل هو حقا ذلك المثقف الذى سيقودنا الى الاصلاح الشامل؟ ان كان يتهكم علينا وعلى عقيدتنا وعلى ماضينا فهل لنا امل فى تواصل المثقف المغترب الى جذور امته؟ الا يعتقد ولو لحظة ان تراجع هذه الشعوب هو من الحاكمين فوقنا وليس من الجامع الذى نذهب له او الخطيب الذى نستمع له؟ ومن يقول كلمته ومن يحاول اصلاح مجتمعه ان لم يكن تحت مطالب الحزب الحاكم لا يرى النور لمدة طويله؟
كنت اتوقع منه ان يقول للضيوف الاجانب فى القاعة ان امتنا سوف تنهض كمثل كل الشعوب التى نامت بالذل ونهضت؟؟ كنا اتوقع منه ان يقارن اسرائيل بما تفعله بالشعب الفلسطينى بما فعلته المانيا هتلر بفرنسا حيث يعيش وفى اوربا وكيف ان تلك الدول قد نهضت واصبحت كما هى الان؟
اردت ان اسمع شعرا فقال ابياتا حتى ان جليسه والذى قدمه للناس لم يعرف انه انهى القصيده حتى لكزه ادونيس بيده ليصفق دليلا على انتهاء الالقاء؟
لقد حضرت الامسية اود ادبا وثقافه فخرجت منها بمحاضرة عن تأخر العرب وتهكما على الدين؟ باعتقادى، انه فشل كمثقف عربى ان يحمل رسالته للعالم
وان يحملنى انا لتناول احرفه على مكتبى بين الحين والحين.
مهاجر أردني
- آخر تحديث :
التعليقات