من افضل النماذج في دول الشرق الاوسط لرجل الاعمال المخلص لوطنه وساهم في بناءه والذي تتوقف عنده كثيراً هو رئيس الوزراء اللبناني الراحل laquo;رفيق الحريريraquo;. فتجربة رجل الاعمال الناجح الذي يؤسس كياناً سياسياً يستقطب من خلاله اغلبية الشعب ثم يرسم السياسات لوطن هي تجربه فريدة. رفيق الحريري رجل الاعمال وأحد اغني الاغنياء في العالم اسس تيار سياسي هو laquo;تيار المستقبلraquo; واستطاع منه ان يصل الي رئاسة الوزراء في لبنان منذ عام 1992 - 1998 ثم من عام 2000 حتي 2004، خلالها ارتفع النمو وانخفض التضخم وارتفعت قيمة العملة البنانية بنسبة 15 بالمائة وانخفضت الضرائب وتم اعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق ونجح في إعمار لبنان بعد سنوات من الحرب الاهلية هناك.

أعتقد ان هذا النموذج اللبناني قادر علي الوجود علي الساحة المصرية متمثلاً في رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس، وبخاصة ان هناك صداقة كانت تجمع الحريري وساويرس علي المستوي الشخصي حسبما اعرف، فكما قرأنا جميعاً ان ساويرس الابن سيعتزل العمل الاقتصادي واعتقد جاء الدور علي نجيب ان يقوم بدوره نحو الوطن من خلال العمل السياسي، فمصر الان تحتاج قيادات سياسية وطنية جديده لمرحلة جديده يجب ان تبدأ، فالوطن ينهار يوماً بعد يوم وسط التطرف الديني والفقر والتخلف والفساد والجمود السياسي، ومصر الان تحتاج من نجيب ساويرس اكثر من مجرد تأسيس كيانات صحفية او دعم ثقافي او فكري او فني او جوائز تُدفع هنا او هناك. تستحق منه انه وبما يتمتع بكاريزما نادرة ان يكون مشارك وان يسعي ان يكون ممن يصنع القرار في هذا الوطن من خلال كيان سياسي جديد بعيداً عن الاحزاب المخترقة امنياً وحكومياً او من تلاحقة المشكلات من داخله وخارجه. وهو قادر علي النجاح في العمل السياسي وبجدارة للاسباب الاتية:
نجيب ساويرس مخلص لوطنه جدأً شهد بهذا صديق مشترك وهو رجل اعمال كندي علي عشق هذا الانسان لمصر، ويمكنك ايضاً ان تشعر بهذا في تعبيراته عندما يأتي الحديث عن مصر، وهو الذي شرف مصر والمصريين حيثما وجد ومن له كل هذه المشاعر نحو وطنه بالتأكيد سيكون وطنه وابناء وطنه في عقله وقلبه ويستطيع العبور بهم لبر الامان.
نجيب ساويرس قادر علي البناء والعمل بروح الجماعة لتواضعه واسلوب حياته وفكره الفلسفي واحترامه للانسان، فهو قادر ان يجمع الالاف بل الملايين من محبيه ومؤيدوا اراءه حوله.
نجيب ساويرس متحدث بارع للاعلام فهو الذي يدافع عن ليبراليته التي يؤمن بها حتي النخاع دون ان يخسر المحافظين، قادر عن الدفاع عن الاقلية دون ان يخسر الاغلبية، قادر ان يدافع عن معارضي النظام دون ان يخسر النظام، بل قادر علي الدفاع عن النظام دون ان تتهمه المعارضة بالمحاباة، وهي قدرة عجيبة علي الوجود علي مسافات متساوية مع الجميع فتكسب الجميع دون ان تخسر نفسك او مبادئك.....تركيبة لا يعرف اسرارها الا نجيب ساويرس.

نجيب ساويرس قادر علي التعامل مع صحف وصحفيي النظام الذي لن يقف مكتوف الايدي، فالنظام المصري ربما يسمح ان تعارضه ولكن لا يسمح ان تطرح له بديل، وبالطبع ستبدأ حرب اعلامية وستنفرد الاقلام تجريحاً ولكن ساويرس قادر علي التعامل معهم جيداً، وله خبرة طويلة في التعامل مع صحف تحاربه وعلي مدي السنوات يوجد صحف ومواقع اليكترونية حاربته ومازالت تحاربه لاسباب يعلمها هو، وتعامل معها بدهاء بين الرد تارة بالتصريح وتارة بالتجريح وتارة بالتجاهل وتارة بالتقاضي وكسب قضاياه معهم جميعاً.

ان حلم التغيير بات حلم اجيال واجيال من المصريين ممن فقدوا الامل في الغد بسبب اجبارهم علي الجلوس في مقاعد المتفرجين ليشاهدوا نفس الوجوه علي خشبة المسرح ويسمعون نفس العبارات علي مدي عشرات السنوات دون بادرة امل في المشاركة في بناء هذا الوطن. ولن تحل مشكلات المصريين جميعاً بصفة عامه ولا مشكلات الاقليات بصفة خاصة الا بوجود وطن صحيح معافي يسود فيه القانون علي الجميع ويحارب فيه الفساد اينما وجد ويُحترم فيه حقوق الانسان ويشارك في بناءه ابناءه دون تمييز فالتغيير بات حلم الجميع. اجيال من الليبراليين يرون في امثال نجيب ساويرس الحلم بعد ان جربنا الحكم القومجي والديني والديكتاتوري وكلاهم فشلوا سواء فرادي او مجتمعين. نعلم ان ساويرس الابن يستطيع ان يذهب ليعيش اينما يريد دون عناء السياسة ومشكلاتها، ولكن هناك من ضحي لاجل هذا الوطن بحياته ومصر تحتاج من ساويرس الابن ليس ان يكون مشجع لنجاحات هذا الوطن حتي وان ورمت يداه من التصفيق،ولكنها تحتاجه اكثر من اي وقت مضي ان ينزل ليكون لاعب رئيسي في المعترك وان يحمل سلاحه وينزل الميدان لأجلها فاذا فعلها فنحن وهو ومصر الرابحون واذا لم يفعلها فلننتظر ربما مائة عام اخري حتي نجده ولن laquo;نجدهraquo; اقصد الوطن.