تريثت قبل كتابة هذا المقال، فسرعة تواتر الأحداث في علاقة الإدارة بالمواطن و الإعلام، و بروز عناصر جديدة في الموضوع تجعل من المقال مفتوحا يصعب اختزاله في بعض الفقرات.
قبل فترة، دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى ضرورة تكامل الأدوار بين الوزير و كاتب الدول،و اي مسؤول في الإدارة، كما أكد على اهمية دور مكاتب العلاقة مع المواطن. بعد ذلك أعلن في تونس عن انطلاق سلسلة حوارات تلفزيونية مع اعضاء الحكومة، بمشاركة مختلف المتدخلين في القطاع.
يقيني انه بقدر ما تكون علاقة المسؤول جيدة مع ثالوث الإعلام و المواطن و الموظف، بقدر ما تنجح الوزارة و الإدارة في دورها وتكسب ود كل الأطراف، و هي غاية ليست باليسيرة. ولما تم الإعلان، عن انطلاق الحوارات التلفزيونية مع اعضاء الحكومة، كنت متأكدا، بأن وزير الصحة الحالي، المنذر الزنايدي سيكون اول ضيوف هذا المنبر. لم يكن الأمر في تقديري اعتباطيا، فالرجل معروف بعلاقته الجيدة مع الصحافة و الصحفيين،وهو الى ذلك محاور جيد،ووزير ناجح بكل المقاييس، بشهادة الذي عملوا الى جانبه في وزارة السياحة و التجارة. و خلافا للكثيرين الذين يؤثرون quot;التريثquot; و quot;الانتظارquot; حتى يفوت الأوان، فإن ما يعرف عن وزير الصحة الحالي، دخوله المباشر في صلب الموضوع واخذ القرارات الحازمة في الوقت المناسب، و لم يكن غريبا و لا مستبعدا اذن ان تتفق جميع الأطراف على ان البرنامج الذي ظهر فيه وزير الصحة كان الأنجح مقارنة ببقية الوزراء.
مهم جدا ان يكون المسؤول من اهل القطاع،على قاعدة ان اهل مكة أدرى بشعابها، أو ان يعمل مع مختصين، يأخذ بمشورتهم و يقتدي بتجاربهم، وقد كتبت مقالا على أعمدة ايلاف، قلت فيه، ان التعيينات الأخيرة في الإذاعة و التلفزة التونسية، أتت بأشخاص من اهل المهنة، سيقدون الإضافة لقطاع الإعلام بتونس. و قد صدق حدسي بالنسبة للإذاعة التونسية و خاب في الأخرى، فتأتينا الأخبار عن عمل الإعلامي شوقي العلوي الدءوب من اجل، لا فقط تحسين ظروف عمل الصحفيين و تعين الشباب في مواقع القرار، و لكن ايضا من خلال محاولته إعادة بريق الإذاعة التونسية التي بدأت تفقده امام منافسة الإذاعات الخاصة التي ظهرت مؤخرا في تونس.
والحقيقة، فإنه يوجد نوعان من المسؤولين. إحداهما، يفتح أبوابه و يستمع الى مشاغل الناس و يسعى لإيجاد الحول، و آخر يعتمد سياسة الأبواب الموصدة، و حتى وان دعاك لزيارته، فذلك من باب المجاملة و الاستهلاك الإعلامي البحت،و تخيلوا،كيف ستكون حال الوزارة او الإدارة التي يرفض المشرف على تسيير دواليبها، استقبال موظفيه، و يستعدي الجميع بمن فيهم، أقرب الناس اليه من مديرين و رؤساء مصالح و إطارات و مستشارين، ولا يلقي بالا لانتقادات الصحافة،فيتحول مكتبه الى خلية لإدارة الحروب quot;الدنكيشوتيةquot;، ضد المتآمرين و الراغبين في الإطاحة بعرشه. و المضحكات المبكيات، في هكذا مسؤولين، هو تركيزهم على quot;ملفquot; او ملفين،quot;هامينquot;،حسب تخميناتهم، متخيلين أنها ستكون طوق نجاتهم وقت الأزمات و أنها، اي quot;الملفات الهامةquot;، ستحملهم زقفونة، إلى جنة المعري، بالحصول على إدارة أهم او منصب ارفع، وهو في اعتقادي، تفكير بسيط، ينطبق عليه المثل الشعبي التونسي القائلquot;اللي يحسب وحدو يفضلوquot;.
لا أدافع عن هذا الوزير و المسؤول او ذلك، ليست تلك وظيفة الصحفي، لكننا نتحدث عن انجازات ان تحققت و ننتقد النواقص و الإخفاقات، و هي موجودة مهما حاول اي منا تلافيها او التستر عليها.
التعليقات