الحديث الدبلوماسي عن ولاء شيعة الخليج لأوطانهم وعدم وجود إرتباطات خارجية لهم.. حديث للإستهلاك الاعلامي لايغير من حقيقة الواقع المعاكسة، فالتمدد الإيراني داخل المجتمعات الشيعية في جميع انحاء العالم، واسعا وعميقا ومؤثرا لدرجة الهيمنة على عقائد وتفكير وسلوك - غالبية - شيعة العالم.

وشيعة الخليج هم في بؤرة الإهتمام الإيراني قديما وليس الآن، فهم يعتبرون الدجاجة التي تبيض ذهبا وتدر أموال الخمس والزكاة الضخمة على مكاتب المراجع الذين هم جميعا من اصول إيرانية، وبعد استيلاء الملالي على السلطة في إيران توحدت المؤسسة الدينية مع النظام هناك واصبح تعامل شيعة الخليج مع النظام الإيراني مباشرة، وقد شهدت فترة الثمانينات انشاء تنظيمات إرهابية شيعية خليجية من قبل المخابرات الإيرانية نفذت عددا من جرائم التفجيرات.

ولديّ معلومات مؤكدة تشير الى استخدام المخابرات الإيرانية بعض العناصر الشيعية الخليجية لممارسات نشاطات تجسسية في مختلف انحاء العالم بحكم سهولة تنقل الخليجي بين الدول نظرا لقوة جواز سفره قبل جريمة 11 سبتمبر.

وتعد مكاتب المراجع في دول الخليج أوكاراً خطرة على الوحدة الوطنية، فهذه المكاتب تنشر الفكر الطائفي، وتسعى الى إستقطاب الشيعي وربطه بسلطة المرجع والطائفة والأمة الاسلامية مما يتسبب في إضعاف مشاعر الإنتماء الوطني لديه، وهي تقوم بنقل كميات هائلة من الأموال الى خارج دول الخليج لتستقر في إيران، ولايُستبعد قيام مكاتب المراجع بعمليات غسيل الأموال بحجة تحويل أموال الحقوق الشرعية الخمس والزكاة.

وقد عمد اللوبي الإيراني في الحوزات العلمية على منع بروز مرجع خليجي خوفا من خسارة أموال الخمس والزكاة، لذا تجد طالب العلوم الدينية الخليجي لايسمح له بالتقدم والبروز ونيل مرتبة المرجعية، واذا حاول بمجهوده الفردي التقدم والصعود.. يتعرض الى حملة منظمة للتشكيك بقدراته الفكرية والسخرية منه، وهز ثقته بنفسه، فلا يعقل منذ عشرات السنين لم ينجب شيعة الخليج مرجعا واحدا من بين صفوفهم، ولماذا هذا الإحتكار للمرجعية من قبل العناصرالإيرانية حصرا، أليست هذه مؤامرة محكمة لفرض السيطرة الدينية والاستحواذ على أموال الخمس والزكاة؟!

ومايسهل الاختراق الإيراني لدول الخليج هو حملات التكفير التي يتعرض لها الشيعة من قبل الوهابية وغيرهم، فالضغوطات وتجريح العقائد والتكفير الصريح في الفضائيات والكتب ومناهج التعليم، وحرمان الشيعة من حقوق المواطنة.. كل هذه العوامل تسهل المخططات الإيرانية لإختراق الشيعة واستقطاب ولاء بعضهم.

خلاصة القول: ان التغلغل الإيراني في دول الخليج واسع وعميق، ويجب التصدي له عن طريق دمج الشيعة بأوطانهم من خلال وقف حملات تكفيرهم والتهجم على عقائدهم، ومساواتهم ببقية المواطنين، وتكثيف العمل الاستخباري لملاحقة التغلغل الإيراني الذي يتخذ عدة أشكال وصور وبدهاء خطير جدا!

[email protected]