تشهد البحرين منذ فترة تحرکات شعبية تطالب بالاصلاح، ولامراء من أنه ليس هناك من أحد بمقدوره الاعتراض او النيل من أي مطلب شعبي مشروع يستند على المسوغات و المبررات الخاصة به، ذلك أن القاعدة المعروفةquot;الحق يعلو و لا يعلى عليهquot;، هي دوما المقياس و المعيار الاهم و الادق لإستجلاء الحقيقة و تبيانها.
يقينا أن هذه التحرکات الشعبية التي تبغي الاصلاح قبل أي شئ آخر، ليس بإمکاننا الحکم عليها بأنها ظاهرة سلبية او أنها تمس أمن و مصلحة الوطن، خصوصا فيما لو سارت بشکل هادئ و لم تسلكquot;لاسامح اللهquot; سبلا تؤثر على أمن و استقرار هذا البلد الامين، واننا في الوقت الذي ندرك و نؤمن بمشروعية هذا التحرك وفق بقائه داخل الاطار الوطني العام و تمسکه بثوابت اساسية أهمها أمن الوطن و سلامته و عدم النيل او التأثير في استقراره، ولاسيما وان هناك ملك رحيم واسع الصدر و طيب القلب يسعى بکل إخلاص من أجل التواصل مع مطالب الشعب و التجاوب معها الى الحد الممکن، وان خطابه المتلفز الذي اسف خلاله لوفاة أثنين من المتظاهرين و إصداره الاوامر الى وزارة الداخلية للتحقيق في القضية، يدل بوضوح انه ولي أمر أمين للشعب البحريني النبيل، وانه حري بالمتظاهرين وبالقوى السياسية البحرينية المختلفة، أن تأخذ سعة صدر و حلم و طيبة الملك بنظر الاعتبار و تعتبره الفيصل و المقياس الذي من خلاله تتحدد الاشياء، فهو الاب العادل الذي لن يأل جهدا أبدا في إنصاف أبنائه و العدل فيما بينهم، وجدير بهکذا ملك عطوف و عادل و متواصل مع شعبه، أن يبادل بموقف مماثل من جانب شعبه ولاسيما اولئك الذين يتحرکون مطالبين بالاصلاح، واننا وفي هذا الوقت الاستثنائي الذي تمر به المنطقة، و تسليط الاضواء عليها من کل جانب وخصوصا من اولئك الذين يعادون اماني و تطلعات الشعب البحريني و يتربصون شرا به، ندعو کل أطياف و شرائح الشعب البحريني بصورة عامة و اخواننا الشيعة فيها بشکل خاص، الى أخذ جانب الحيطة و الحذر وعدم فسح المجال للمشبوهين و المعادين للبحرين و شعبها بالنفوذ و التغلغل داخل تلك التظاهرات، وأن القوى الشريرة سوف لاتأل جهدا في سبيل الوصول الى غاياتها و اهدافها الخبيثة بمختلف الطرق و الوسائل غير المشروعة لکي تدق اسفينا بين أبناء الشعب الواحد من جهة وبين هذا الشعب من جهة و قيادته المخلصة الرشيدة، وان هکذا عناصر هي اساسا کالحرباء حيث تکتسب لون أي مکان او بيئة تدخلها، ولذلك فإن الحذر و اليقظة واجبين دائما وعلى طول الوقت، ومن هذا المنطلق يجب السعي المتواصل من أجل ضمان عدم تطور الاوضاع الى درجة تؤثر فيها على أمن و استقرار البحرين.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، في الوقت الذي نبدي تفهمنا الخاص لهذه التحرکات الشعبية في البحرين، فإننا ندعو و نحث کافة فصائل و شرائح الشعب البحريني من أجل إنتهاج أفضل السبل و الطرق السلمية و الحضارية لتحقيق مطالبها المشروعة وعدم فسح المجال للمتربصين شرا و المشبوهين للنفوذ بين صفوفهم، ونعتقد ان اللجوء للمؤسسات الرسمية الشرعية کمجلس النواب لطرح مطاليبهم المشروعة هو أفضل وسيلة مثالية لتحقيق تلك المطاليب ولاسيما وان الجميع يعلمون بأن جلالة ملك البحرين مشدود الانتباه الى مجريات الامور وهو يأمل و يعمل قبل الجميع من أجل إنصاف المظلومين و تهدئة الامور بما يحفظ للجميع حقهم و يساهم في خروج الوطن من هذه الاوضاع بسلام و بعون الله و همة الغيارى و المخلصين من أبناء الشعب سيخرج البحرين سالما منتصرا معافى من هذه المحنة وان ثقتنا بشعب البحرين و ملکه و حکومته الوطنية عالية والله المستعان.
- آخر تحديث :
التعليقات