مصر عرت ماتبقى من ممارسات الطغاة ومؤامراتهم ضد الشعوب والحريات وكل أدواتهم وأساليبهم في القمع والاستبداد الذي يذل الشعوب ويؤخر تطورها ويحبط خطواتها نحو مستقبل يستنشقون فيه هواء الحرية.

ولم يعد لدى الشعوب جهل بتلك الأساليب والأدوات التي يمتهنها الطغاة لقهر شعوبهم وإذلالها في عصر النور الذي بسببه تعرت حقائق الطغاة أعداء الحق والجمال والعدالة والعلم والإبداع الإنساني بكل ألوانه.

أدركت الشعوب أخيرا أن ما يدعيه الطغاة من امن واستقرار في بلدانهم ليس إلا أكذوبة كبيرة حيث لا أمن إلا ما يكفل للطاغية وأعوانه وأقاربه وبطانته أن يسرقوا ثروات الشعب ويقهروا إرادات الشرفاء ويفشوا الجهل ويحاربوا النور ويمكنوا كل حقير أن يتبوأ مركزا على حساب الأكفاء والنزهاء الأمناء، وان لا استقرار سوى ما تتمتع به عصابات نظام الطاغية من مزايا تجعلها فوق القانون دون حسيب من قانون او رقيب من جهة رقابية أمينة.

أدركت الشعوب المستبد بها : أن ما يسمى برجال الأمن ليسوا إلا بلطجية يمارسون كل الأدوار القذرة التي تبث الرعب والخوف في قلوب الناس حتى فقدت الشعوب ثقتها بنفسها وانشغلت عن ممارسة دورها الطبيعي في تربية أبناءها تربية سليمة واعية وسط أجواء صحية وعلمية وبيئية تضمن لها أن تصنع أجيالا تبني أوطانا متطورة وحياة متحضرة.
أدركت الشعوب المستبد بها : أن الإرهاب من صنع الطغاة وان الإرهابيين قد تم إعدادهم في مدارس الطغاة كي يقوموا بالهاء الناس عن مطالبهم الإنسانية المشروعة ولغرس الخوف في النفوس الطامحة في العيش بأمان واستقرار. وان الجهل المقدس وسيلة الطغاة الممنهجة لتخريب التعليم وأدلجته كي تكون المدارس والجامعات أوكارا لتخريج المعتوهين والمحبطين والحاقدين على الحياة والناس ليصبح ما تعلموه وقودا يشعل قدراتهم كيلا تبدع إنتاجا وعطاء بقدر ما تصبح أدوات في يد من ادلجها لتتحول إلى قنابل تقتل الأبرياء بعد أن تشبعت بفكر يحرض على البغض والكراهية ويحتقر الحب والحياة والجمال.

أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطغاة يمنهجون الفتنة كوسيلة تبررها غاية التسلط، وان كل فتنة طائفية ونعرة قبلية يقف وراءها كل فكر استبدادي تنفذه عناصر بلطجية تتلبس بعباآت الدين والفضيلة وتكون على رأس هرم تعليمي او ديني او فوق منبر يدعي حرصه على القيم والأخلاق وينطلق من تلك المنابر لينفث الشر ويغرس الكراهية ويشغل الناس بعضهم ببعض كي يبقى متربعا على صدورهم وعقولهم وكاتما لأنفاسهم، وعندما تتمرد الصدور على ضيقتها وتستنير العقول بما يكشف زيف من يمارس تجهيلها وتهفوا النفوس لمعانقة نسائم الحرية يعود الطغاة إلى استحضار الفتنة والكراهية كي يفرقوا ليسودوا!

أدركت الشعوب المستبد بها : أن كل خلل أدى إلى تلوث البيئة وانهيار الصحة وتخلف التعليم وانتشار الفساد ليس أمرا عفويا وإنما هو مقصود وممنهج كي لا تشم الشعوب هواء نقيا ولا تتعلم تعليما مستنيرا ولا تعيش في أجواء صحية يجعلها تتسابق إلى اعتلاء قمم المجد، ينهكها الفساد ويؤخر خطواتها ويجعل ثرواتها من نصيب اللصوص والفاشلين والشحاتين والجهلة والكسالى، ويجوع الشرفاء والمبدعين حتى يكونوا ضحية الإحباط والقهر والمعاناة.

أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطاغية بلطجي، لايملك علما ولا فكرا ولا تربية ولا قيما ولا اخلاقا، وانه اكبر عدو لشعبه ولأمته. ودوره أن يكون رمزا للعبوس والإحباط واليأس والظلم والقهر حتى يتحول الناس في عهده إلى أدوات قاتلة او مقتولة، تتحرك بغير إرادتها إلا من أدرك خطورة الطاغية ونال حريته بعد أن فقدها طويلا .
أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطاغية مغيب عن هموم شعبه، لايستجيب للمطالب ويعتقد أن من يطلب حقا شيطان يستحق العقاب جلدا او صلبا او قتلا او دهسا، لأن الطاغية يظن انه قد وصل إلى درجة الإله بسبب ما يحيطه به المنافقون والمتملقون واللصوص من اهتمام مقدس وتعامل خانع وتأليه كاذب يصورن فيه أنفسهم كعبيد أمام طاغية جاهل يوهمونه انه اعرف الناس وهو اجهلهم، وانه فلتة زمانه وعبقري أمته وملهم الناس ومصدر تطورها في الوقت الذي لم تصنع الأمة دبوسا صغيرا.

أدركت الشعوب المستبد بها : أن تفجير المساجد والكنائس وصناعة الإرهاب من صنع الطغاة، لأن بذور التفجير قد زرعت في حقول المنابر والمناهج والمدارس والجامعات والكتب التي تزيف الحقائق وتسود صفحات التاريخ البيضاء لتجعل من عصرها الأسود رمزا للخير المزيف والعلم المزيف والحضارة المزيفة.. زورا وبهتانا.

يا طغاة العالم : كل شيء أصبح واضحا ومكشوفا ومتعريا... وعيكم قاصر، وفكركم سطحي، وأفقكم ضيق، وأساليبكم معروفة، ولم يعد أمامكم شيء تتسترون خلفه او تلعبون به سوى أن تصالحوا شعوبكم وتحسنوا النوايا بها وتصدقوا في تعاملكم معها، وأن تنبذوا سياساتكم القديمة المتخلفة التي تعتمد على زرع الفتن وبث الفرقة والكراهية، و تضعوا الأكفاء في مقدمة الصفوف وتعيدوا المنافقين والمطبلين والبلطجية إلى كهوفهم كي ينعموا بظلمتهم وما غنموا منها.

يا طغاة العالم : نحن في عصر النور رغما عن انف جهلكم.
نحن في عصر الحرية رغما عن انف قهركم وقيدكم واستبدادكم.
نحن في عصر الانترنت والفيس بوك والتويتر والبث المباشر رغما عن إبلكم وخيلكم وحميركم التي تواجهون بها حضارة القرن الواحد والعشرين وكأننا في عصر داحس والغبراء.

نحن في عصر تستقبل الصدور العارية رصاصاتكم لترتد إلى صدوركم، فإذا متنا نكون شهداء وإذا عشنا نكون أحرارا، وإذا متم فمأواكم النار وإذا عشتم فدنياكم الذل والعار والهزيمة.
نحن في عصر ملت الشعوب عسف طغاتها، لم تعد مطيعة للركوب، ولا راكعة بخنوع، ولا مستلقية للدهس، ولا متلقية للجهل والتلقين والأدلجة.

يا طغاة العالم : الذين تحكمون، والذين تنظرون، والذين تعتلون المنابر لتادلجون وتفرقون، والذين تحزبون الناس وتغرسون المخاوف والكراهية بينهم، والذين ترسلون بلطجيتكم ليضربوا هنا ويسرقوا هناك ويفجروا هنا ويقتلوا هناك، والذين يملكون الطائرات والبوارج للوقوف مع طاغية. توبوا عن ظلمكم وقبحكم وسوء مقاصدكم وعشقكم للتسلط والاستبداد والاستعباد ونهب الثروات وعيشوا معنا نتقاسم وإياكم شظف العيش او ترف الحياة لا يظلم احدنا الآخر ولا يسرقه ولا يقهره ولا يتسلط عليه، تحكمنا أنظمة ديمقراطية في عالم الحرية وجميعنا تحت القانون ونعترف أننا جميعنا بشر، آدم أبونا وحواء أمنا، الله ربنا وربكم وليس فينا آلهة وعبيد، او فارحلوا إلى حيث تريدون، إلا في عالمنا فانه لايتحمل بقاءكم ساعة إن ظللتم طغاة تستبدون بالشعوب في عصر يلهم الله خلقه فيه أن يثوروا ضد كل ظالم ويعدهم بالنصر المؤزر!
ياطغاة العالم.... نحن في عصر يقول لكم : وللحرية الحمراء باب... بكل يد مضرجة يدق !!

[email protected]