معالي الاستاذ عمرو موسى المحترم
الامين العام للجامعة العربية

سيادة الأمين العام ونحن ندخل هذا المنعطف التاريخي الهام في حياة شعبنا العربي، الذي استطاع بثورة ياسمينة تونسية ان يبدأ مرحلة تغيير لم نشهدها في زماننا ابدا هذه الصحوة التي عبدت الطريق لثورات شعبية فريدة من نوعها و شباب مصر الذي امسك بالريادة في تغير لغة العالم وأنتزع الحرية بالاحتجاج ولأول مرة في حياتي كعربية اكون شاهدة على تغيير نظام عربي من خلال صوت حر وأناس ليس لهم علاقة بطموح الساسة والسياسيين وليس من خلال الانقلابات وسرقة الحكم من قبل العسكر ولا من قبل احتلال أجنبي

لاول مرة نرفع رؤوسنا ونخجل من الخوف الذي صلينا له في بلداننا ولازال البعض يخاف هذا الخوف ولكننا سنرجمه يوما بطوفان حرية يصنعها جيل طالما استهنا به واحتقرناه
اليوم بوصفكم أمينا ومؤتمنا على جامعة عربية معنية اكثر من أي وقت الان للاجتماع فورا لوضع خطة إصلاح تبدأ بها كافة أنظمة الحكم في العالم العربي او المجتمعات التي ارتضت ان تكون جزءا من هذه الامة.

على ان تساهم قيادات شابة وشخصيات قانونية من كل بلد تمثل هذه الشعوب فالعديد ممن نراهم من زعماء ووزراء البلدان وباعتراف الشعب انهم فقدوا شرعية حتى الانتخابات التي جاءت بهم لانهم في لحظة استشهاد اكثر من الف ضحية في عاصمة عربية على سبيل المثال لاالحصر كما حدث في موقعة جسر الأئمة ببغداد، هؤلاء وغيرهم لم يقدموا استقالتهم من مناصبهم ومسؤولياتهم كأقل مايمكن التعبير عنه عن احترام دم الانسان وحرمته وأمنه!!

نعم اليوم نريد الجامعة العربية وهي تعد العدة لاجتماع قمة جديدة في بغداد ان لاتبقى في دور الاستنكار والـتأييد والادانة.
لن تسمح الشعوب بذلك بعد الان ابدا، هذه الشعوب المحرومة من ثرواتها والتي تعيش دون خط الفقر وبلدانها تصنف دوليا على انها الاغنى في العالم.
هذه الشعوب هي من تمول كيان هذه الجامعة.

سيثور الشعب العربي ليس فقط للمطالبة بحقوقه من حكامه فقط ولكنه سيثور على اية لعبة تمييع لعهد الاصلاحات التي فرضتها الشعوب العربية وجاءت وليدة الحرمان والطغيان والجوع والتخلف.

هذه الإصلاحات جاءت من أبنائنا وبناتنا وتضحيات شهداء الحرية، ولم تصدر الينا من قبل اية قوة عالمية كبرى كما توهم البعض وروج لذلك.
لأن الحرية والديمقراطية التي جاء بها الامريكان الى العراق هي حرية مجروحة بالاحتلال وتظل للأسف كذلك.
اذا نحن ابناء هذا التغيير واصحابه الشرعيون.

نطالبكم ان تعدوا العدة لا للوعود ولكن للشروع بتنفيذ هذا المطلب الشعبي العربي الذي اثبتته احداث تونس و ماحصل في مصر الامر الذي وحدنا من جديد اعصابنا التي كانت مسمرة في شاشات التلفاز ودمنا الذي فرقته فرقة زعمائنا ودموعنا وحماسنا ذكرنا تعيدنا الى لحمة وطننا العربي الكبير.
اننا لن نقبل ان تهان الحرية مرة اخرى في ارض السماوات والاديان التي أمرت بها.

اليوم هو يوم العرب صناع حضارة النيل ووداي الرافدين، الشباب العربي يصنعون حريتهم وليست مبادئ فولتير الغرب هذا الغرب الذي كان ولازال ينظر الينا بعين دونية رغم قيام مدنيته الحديثة كلها على ميراث حضارتنا العظيمة ويتباكى على حرياتنا المسلوبة وهو لم ينفك على تزويد انظمتنا بوسائل قمع تلك الحريات التي ينادي بها.

لن ننخدع مرة اخرى يامعالي الامين العام لقد اسقط الشباب حاجز الخوف والترهيب ولن ننتظر أكثر لأننا وهذا مانريد وببساطة ان نشهد عصر الحرية والعدالة ونستعيد كرامتنا المسلوبة كبشر.

وفقكم الله في هذه المهمة الصعبة ولكنها ليست المستحيلة

عاش ابن ادم حرا و كريما كما أراده الله
المرسلون : العدالة والحرية، أمهات العراق، بغداد2011