بداية انا مؤمن بحقوق الاكراد كمواطنين عراقيين متساويين في الحقوق والواجبات، ضمن دولة المواطنة التي تضم جميع أطياف الشعب العراقي، وإن من حق المواطن العراقي الكردي إستلام مختلف المناصب في الدولة، كمنصب رئيس الجمهورية وغيره، شريطة الانتماء للعراق أولا، والتعامل مع الوطن بشرف.

أما رسائل الشتائم، والفايروسات التي يرسلها الاكراد ليّ بالبريد الالكتروني، فهي لن تثنيني عن إداء واجبي الوطني في الدفاع عن وحدة العراق، ومصالحه.

لعل من أخطر الملفات المؤجلة، هو ملف الميلشيات الكردية المسلحة، اذ إنها اصبحت الان غير شرعية بعد زوال نظام صدام، وانتفاء الاسباب الموجبة لاستحداث منطقة الحظر الجوي التي حصلت لاسباب مؤقته انتهت في الوقت الحاضر، وكذلك ليس من صلاحيات السلطة العراقية الموافقة على بقاء هذه الميلشيات.

ويوجد الان في الشمال وضع قانوني، وسياسي شاذ.. فالشمال الان مشطور الى قسمين :

القسم الاول : دولة مسعود البرزاني.
والقسم الثاني : دولة جلال الطالباني.

وكلتا الدولتين من طبيعة عشائرية تسيطر عليها الميلشيات المسلحة تحت يافطة مسميات حزبية صورية زائفة، ويقينا إن هذا الوضع الخطر الغير قانوني، يعتبر تمرداً على الدولة العراقية، وخرقاً لثوابت وحدة العراق أرضاً وشعباً!!

إن تاريخ الميلشيات الكردية لم يكن نظيفاً في يوم ما، فقد كانت عبارة عن عصابات مافيا تمارس القتل ضد الجنود المساكين، وتتعامل مع جهات أجنبية لتدمير العراق، والسعي للانفصال عن الوطن.

وتقوم الان هذه الميلشيات بتهريب الممنوعات، وتبيض الاموال، وتفريغ العراق من البنية التحتية الصناعية، وبيعها الى دول الجوار لغرض أضعاف البلد اقتصادياً، وإطالة فترة حالة الوهن والتفكك الذي سيصب في صالح المخططات الانفصالية لهم.

المؤلم إن الاكراد يستخدمون العراق الان مجرد بنك يصرف عليهم كل يوم ملايين الدولارات لتغطية صرفيات : التعليم، والصحة، والبترول، والكهرباء، والمواد الغذائية المدعومة، وسائر الخدمات الاخرى، و دفع رواتب الموظفين كل هذه التكاليف الباهضة تدفع من ميزانية العراق، ولكن للاسف بدلاً من شعور الاكراد بالامتنان والشكر للوطن.. نجدهم بلا إنتماء حقيقي للعراق، ومستمرين في مخططاتهم الانفصالية!!

واخطر مايمارسه الاكراد الان هو تصوير العراق في خطابهم السياسي ( كدولة محتلة للشمال) وإنهم ينشدون التحرر من هذا الاحتلال... في محاولة مضحكة منهم لطمس حقائق التاريخ والجغرافية التي تشير الى وحدة بلاد الرافدين منذ بداية الخليقة، والتي كان شمال العراق أحد أضلاعها موطناً للآشوريين، ثم جاءوا لاحقاً ( الاكراد من إيران كمهاجرين ) الى الشمال.


إن على الدولة العراقية واجب مقدس هو معالجة هذا الوضع الغير قانوني الشاذ لشمال العراق، وإعادته الى أحضان الوطن، والغاء الانفصال العملي الراهن... بواسطة أوراق الضغط التي تمتلكها كالتهديد بقطع حصة الشمال المالية من خزينة الدولة، وتشكيل جيش عراقي وطني قادر أن يكون أداة ردع فعالة، وجاهز لممارسة واجبه في الحفاظ على وحدة الوطن.




[email protected]