يعرفني السادة القراء إنني لست طائفياً.. بل أنا واحد من أشد العلمانيين الليبراليين نقداً للممارسات السلبية لشيعة العراق الذين أنتمي الى طائفتهم.


إتصلت البارحة بأحد الاصدقاء في مدينتي كربلاء، وأخبرني بوجود مسجد قديم لسنة العراق في كربلاء وإنهم في الوقت الراهن كل يوم يسمعون الآذان السني المخالف لعقائدهم.. وسألني : تصور هل بالامكان وجود مسجد شيعي في الفلوجه يمارس اصحابه طقوس العبادة بهذه الدرجة من الحرية التي يتمتع بها المسجد السني في كربلاء ؟!

والبارحة نقلت الاخبارنبأ جريمة قطع رؤوس العشرات من الشيعة الابرياء من سكنة منطقة المدائن بسكاكين (بعض) المجرمين من سنة العراق، وقبلها سجلت صفحات التاريخ مذابح الدولة الاموية والعباسية.. ومن لايعرف مذابح الحجاج بن يوسف الثقفي ضد الشيعة ؟!.. ومازلنا نسمع أنين شهداء المقابر الجماعية في المدن الشيعية الذين سقطوا برصاص بعض سنة العراق إبان حكم نظام صدام.


ليست مصادفة أبداً أن ينجب المجتمع الشيعي كل هذه الاعداد الهائلة من الادباء، والفنانين، والكتاب.


وأيضا ليست مصادفة أن يخرج من مجتمع سنة العراق كل هذه الاعداد من ضباط الجيش والامن والمخابرات والاستخبارات، وان يشهد تاريخ العراق الحديث لأول مرة جرائم قطع الرؤوس والمقابر الجماعية وحلبجه والانفال على يد السنة.


من ينظر الى التكوين الثقافي الذي شكل شخصية الشيعة.. سيجد أن طقوس عاشوراء التي تقام حزناً على إستشهاد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب كل عام قد لعبت دوراً محوراً في بلورة أفكارهم ومشاعرهم وتكريس نزعة التصوف والشفافية والروح المسالمة فيهم.


والمتأمل للمكونات الثقافية والتاريخية التي شكلت الشخصية السنية.. سيرى ان روح التحفز والتمسك بالسلطة وأضطهاد الخصوم وإبادتهم طوال مئات السنين هي المسار الثابت والمتحكم بسلوك الشخصية السنية، وبالتالي أورثها كل هذه الميول السادية العدوانية التي لاتتورع عن قطع الرؤوس بدم بارد وتحتفل به كأحدى أنتصاراتها.


لاننكر جرائم عصابات مقتدى الصدر وعناصر فيلق بدر وغيرهم، وكذلك إنخراط آلاف شيعة العراق في أجهزة حزب البعث والامن والمخابرات والاستخبارات والجيش.. ولكنهم كانوا مجرد أدوات منفذة لمخططات ومبادرات وخيارات قادة الجيش والاجهزة الامنية وحزب البعث من سنة العراق أصحاب السلطة والقرار.


أن شيعة العراق ليسوا جبناء كما نسمع من بعضهم عندما يجلدوا أنفسهم، ولكن هناك فوارق نوعية كبرى بين الشخصية الشيعية الصوفية، وبين الشخصية السنية السادية التي تعودت على إغتصاب السلطة وتحفز مشاعرها العدوانية للدفاع عن هذه السلطة ومن ثم تحول السلوك السلطوي العدواني الى موروث وطبع فيهم... ونشير إننا لانعمم وانما نتكلم عن الاعم الاغلب لدى الشيعة والسنة.

[email protected]