نهاد اسماعيل من لندن: اقتراب موعد الانتخابات العراقية والبرد القارس في الولايات المتحدة وطلب قوي من الصين دفعت الاسعار في اتجاه الخمسين دولار للبرميل.

البرد القارس في شمال شرق الولايات المتحدة والتزام اوبك بسقف الانتاج وتنفيذ التخفيضات التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر القاهرة الشهر الماضي عززت استمرار تصاعد الاسعار. وأغلقت اسعار النفط للعقود الاجلة تسليم شهر مارس (آذار) في سوق النايمكس في نيويورك على 48.81 دولار للبرميل وهذا اعلى سعر منذ اوائل شهر نوفمبر _تشرين الثاني).
اما مزيج برنت فأغلق جلسة التداول في بورصة لندن على سعر 46.01 دولار للبرميل وهذا اعلى مستوى منذ الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

ألاسعار الان اعلى مما كانت عليه قبل عام بنسبة 40%

ويقدر الخبراء ان معدلات انتاج اوبك لشهر يناير(كانون الثاني) الحالي هي اقل من معدلات شهر ديسمبر (كانون الاول) بما يعادل 800 الف برميل يوميا وهذه كمية كبيرة يفتقدها السوق في وقت تشهد الاسواق تصاعدا في الطلب. الطلب القوي يأتي من الصين التي نمت احتياجتها من الطاقة بنسبة 35% خلال عام واحد.

ومن المخاوف التي تعزز ارتفاع الاسعار هو تناقص المخزونات في الولايات المتحدة اثر الاستهلاك المرتفع لوقود التدفئة اثناء موجة البرد الشديد ، واحتمال وقوع اعمال تخريب تستهدف الصناعة النفطية العراقية يوم الانتخابات بعد 6 ايام.

ومن المقرر ان تجتمع اوبك في الثلاثين من هذا الشهر لدراسة الاوضاع الانتناجية.
و ستجد اوبك من الصعب تنقيص الانتاج اذا بقيت اسعار سلة اوبك فوق الاربعين دولار.

ويبلغ الطلب العالمي في الربع الاول من العام 28.56 مليون برميل يوميا. وهذا سيتناقص في الربع الثاني مع حلول شهر الربيع. آنذاك ستجد اوبك نفسها مضطرة لاعادة النظر في الحصص الانتاجية. ومن المعروف تاريخيا ان المخزونات الاستراتيجية الاميركية ترتفع في الربيع وهذا ما يقلق اوبك حيث تسعى دائما لمنع تراكم المخزونات التي بدورها تضغط على الاسعار وتوثر عليها سلبا.