قرار منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" ليوم أمس في مدينة أصفهان الايرانية لم يكن قرارا سهلا و لا قرارا مريحا سواء للمنظمة أو للأسواق النفطية و لا حتي للأسعار الملتهبة بالرغم من قرار المنظمة بزيادة الأنتاج فورا و بحوالي 500 الف برميل في اليوم وبنسبة تقارب حوالي 2%. الا ان اسعار النفط أرتفعت وبنسبة 3% ولتسجل أعلي معدل لأسعار وفاقت معدلات شهر أكتوبر من العام الماضي وبدأت تقترب أكثر الي معدل ال60 دولار للبريمل الواحد.
وقرار ال " لا خيار " بسبب ضغوط الدول المستهلكة للنفط و الأسواق النفطية اجبرتا المنظمة بأصدار هذا القرار برغم علم و معرفة " أوبك " بأن اسعار النفط لن تهدأ و لن تستقر طالما ان الطلب العالمي أكثر من المعروض من النفط الخام .و ماذا ستفعل المنظمة اذا ما حدث اي نقص او عجز في الأمدادات النفطية من اية دولة منتجة للنفط .
" أوبك " بدأت تدرك و تعلم بأنها لم تعد قادرة من تهدئة الأسواق النفطية أو من توجيه الأسعار و لا في استقرار الأسعار. وأصبحت اسعار النفط أكثر عرضة للمضاربات اليومية و المضاربين في اسواق البورصات العالمية. جميع الدول النفطية لم تعد قادرة من عمل اي شي طالما لم تعد لديها كميات فائضة من النفط الخام . و دون وجود اي فائض في الطاقات الأنتاجية فأن اسعار ستتحكم بها الأسواق و الطلب العالمي المتزايد.
قرار المنظمة ليوم امس كان قرارا جماعيا الا ان توزيع حصة الزيادة شملت اقل من 5 دول اعضاء في المنظمة حيث معظم الأعضاء لم يعد في استطاعتهم زيادة انتاجهم و البعض الآخر لم يعد حتي يستطيع ان ينتج حصته الرسمية من النفط. و الدول التي تستطيع من زيادة انتاجهم هم دول منطقة الخليج العربي هي المملكة العربية السعودية و التي مازالت تمتلك فائض بحوالي 600 ر1 مليون برميل و الكويت و الأمارات العربية المتحدة بأقل من 300 الف برميل في اليوم.
معدلات الطلب العالمي علي النفط و الذي يقارب 85 مليون برميل في اليوم لم يتوقعه احد لدرجة اننا اصبحت منظمو " أوبك" بدون اية احتياطيات زائدة لمقابلة اي عجز أو نقص في الأمدادات النفطية لاي سبب من الأسباب و هذا هو سبب ارتفاع اسعار النفط واحتمال تزايد اسعار النفط و خاصة ابتداء من نهاية الربع الثالث من العام الحالي حيث من المتوقع ان يصل معدل الطلب العالمي علي النفط الي 86 مليون برميل في اليوم و بزيادة مليون برميل عن المعدل الحالي.
و الحل يكون فقط في خفض وضغط معدلات الأستهلاك العالمي والأسراع و السماح في البحث و التنقيب عن النفط في كل مناطق العالم. و حتي ذلك الوقت ستواصل اسعار النفط ارتفاعها وحتي عندما تصل الي ال 80 دولار للبرميل فأننا سنكون قد وصلنا الي معدل عام 1981 لترجمة الحقيقية لسعر النفط بقياس لهذا اليوم.