تميزت صحيفة " الجارديان " البريطانية بصفحة خاصة تنعي فيها كبار الأدباء والكتاب والمفكرين الذي يرحلون فجأة عن هذا العالم بلحظة صمت تؤجج المشاعر. وحاول الصحافيون المشرفون على هذه الصفحة الابتعاد عن التمييز بين أديب من شرق الدنيا أو من غربها، وكانت أخر نعي منشور فيها للأديب السوري الراحل ممدوح عدوان. نعت صحيفة " الجارديان " البريطانية الكاتب السوري الراحل ممدوح عدوان، وذكّرت بأنه أحد أبرز الكتاب المثقفين على الساحة السورية، كما نشرت أسماء أبرز مؤلفاته. وكان رحل ممدوح عدوان مساء الأحد 19 كانون أول ( ديسمبر )عن عمر ناهز الثالثة والستين عاما بعد مواجهة طويلة مع مرض السرطان. وشيع جثمان الكاتب الراحل من مشفى الأسد الجامعي بدمشق الى مسقط رأسه في قرية تابعة لمصياف في محافظة حماة حيث ولد عام 1941.‏ ‏

وذكّر بيتر كلارك، الصحافي الذي كتب نعي عدوان في " الجارديان "، بأن هذا الأديب السوري نقل 23 عملا من الإنجليزية إلى العربية. وأشار إلى رواية " أعدائي " الصادرة عن دار رياض الريس. وقال كلارك : " إنها رواية عن الأيام الأخيرة للحكم العثماني في سورية حيث كان القمع في زمن الحاكم جمال باشا ". ويتابع كلارك : " أعمال ممدوح عدوان تضم الفكاهة والمأساة. لقد كان لاذعا في شجبه الفساد والاستبداد. وابتعد عن التصوير النمطي لليهود. في رواية أعدائي إنهم يضحكون ويبكون أكثر مما يهددون ويقاتلون. وفي رواياته التاريخية ينقل رسالة إلى الحاضر. لغته بسيطة ومباشرة كما كان ضد النفاق الرسمي، الأحلام القاسية امتزجت بالخبز القاسي كما يقول في إحدى قصائده. أعماله المسرحية تعرض قلق مواطن هذا العصر. مسرحية ( القناع) أنجزت باللغة الإنجليزية تستكشف أوضاع فتاة دمشقية تعيش وحيدة ".

وللأديب السوري الرحل ممدوح عدوان أكثر من ثمانين مؤلفاً: (17) مجموعة شعرية، (26) مسرحية، (16) مسلسلاً، روايتان، بالإضافة الى ترجماته المهمة عن عدد من اللغات العالمية.

يقول الشاعر الراحل في ديوانه " كتابة الموت " :
إننا ننهض عن مائدة العمر ولم نشبع
تركنا فوقها منسف أحلام
نحن أكملنا مدار العمر فرسانا
وقد متنا شبابا.