بعدما قدمت عدداً عن الأدب المصري الحديث

أشهر مجلة أدبية في بلجيكا تخصص عددها الأخير عن الأدب الإيراني الحديث

بروكسيل من عماد فؤاد: في الوقت الذي ينشغل العالم فيه بتطورات الوضع الراهن في العراق، أخذت المجلة الأدبية الأشهر في بلجيكا “Deus Ex Machina” والتي تصدر بشكل فصلي، على عاتقها نفض الغبار الذي تراكم على الآداب الإسلامية والعربية الحديثة، فبعدما خصصت في عددها قبل السابق (رقم 107 لشتاء 2003) ملفاً ضخماً عن الأدب المصري الحديث، جاء عددها الجديد لصيف هذا العام والذي حمل الرقم 109 في مسيرة المجلة التي تمتد نحو 28 سنة، متناولاً الأدب الإيراني الحديث، حيث خصصت المجلة ملفاً ضخماً تحت عنوان "مرايا الليل" أعده كل من الباحثين: الهولندي "رونالد بوس" والذي درس الأدب الهولندي في جامعة أمستردام ونشر مقالاته النقدية بالعديد من المجلات والدوريات المتخصصة في هولندا وبلجيكا، إلى جوار اهتمامه بالسينما، وشاركته إعداد الملف الكاتبة والشاعرة الإيرانية الشابة "نفيس نيا" التي درست الإخراج السينمائي بأكاديمية الفيلم والأدب الفارسي الحديث في جامعة طهران، كما درست السيناريو بأكاديمية الفيلم في أمستردام وقدمت عدداً من الأفلام السينمائية القصيرة في إيران، وهما الباحثين الذين اشتركا سوياً في كتابة مقدمة الملف، الذي حاولا أن يعبرا من خلاله عن المشهد الأدبي الراهن في إيران، فقدما قصائد ونصوص روائية وقصصية تجمع بين القديم والحديث.

ففي مجال الشعر ضم الملف قصائد للشاعر الشهير "أحمد شملو" تحت عنوان "الأفق الخفيف"، "سمك"، "غزالة من أجل الهيمنة"، ويُعَدُّ "أحمد شملو" أكبر ممثَّلي مدرسة الشعر الفارسي الحر الحيثة في إيران، كما يُعَدُّ ابن مرحلة تمتَّعت بقدر من الحرية؛ إذ كان لا يزال في مستهلِّ صباه في مرحلة الديمقراطية التي لم تستمر طويلاً، وفتح عينيه على ترجمة إيلوار ولوركا ومايكوفسكي، وعلى فاعليات حزب "تودة" وعلى شعار "الفن للمجتمع"، وكان لذلك كلِّه تأثير كبير في شعره، ومن دواوينه الشعرية "الألحان الضائعة" ويُعَدُّ ديوانه الثاني "الجو الجديد" البداية الحقيقية له في مدرسة الشعر الحر

والمعروف أن "شملو" عاش فترة طويلة خارج إيران مطروداً، لكنه عاد إليه بعد العام 1979 وقام بإصدار مجلة "كتاب الجمعة" التي منعت هي الأخرى من التداول، ولكنها استمرت توزع في السر، ومنذ العام 1984 منعت كتبه من التداول في إيران ولكنه استمر يترجم عن الفرنسية للكتاب العالميين من أسبان وأمريكان وفرنسيين، وحين نقرأ تاريخ "أحمد شملو" (مواليد 1925) سنجد أننا أمام واحدة من المآسي الإنسانية الصعبة، فالشاعر الأشهر في تاريخ إيران الحديث كان يعاني منذ العام 1974 من مشاكل صحية تمثلت في مشاكل بالجملة في شرايين القلب ثم بترت ساقه، وظل من العام من 1976 مطروداً من بلده، حتى عاد إليه في نهايات 1979، ولم يمنعه كل هذا التشرد من نشاطه الكتابي وحرصه على الترجمة، حتى رحيله العام 1999، كما تضمن العدد قصائد للشعراء: "سهراب سبهري": "واحات اللحظة"، "الفنار المبلل"، "الرحلة"، وللشاعرة "فروخ فرخزاده" ضم الملف قصائد: "شحن الدمية"، "العابر"، "سامحها"، أما الشاعرة "زيا موفاهد" فترجمت لها قصيدتين هما: "حرب المدن"، "فجأة"، ويبدو أن حرص المجلة على ترجمة المبدعات امتد حتى تضمن الملف قصائد ونصوص كل من: "طاهرة سفر زاده" (مواليد 1936)، و"ناظنين نظام شهيدي"، "خاتري حجازي" (مواليد 1961) في أصفهان، "نرجس سهري نسب" (مواليد 1973) في أصفهان.

في مجال القصة والرواية تضمن العدد ترجمة لإحدى قصص مؤسس الرواية الإيرانية الحديثة "صادق هدايت" صاحب رواية "البومة العمياء" التي ترجمت إلى العديد من اللغات، والذي أنهى حياته منتحراً وهي قصة "الدوامة" التي كتبها هدايت في العام 1932، وللروائي "هوشانج جولشيري": ضم العدد قصته "الذئب"، وللكاتبة "زويا بيرزاد" ترجمت المجلة قصتها "مثل كل الليالي الأخرى"، كما ضم الملف قصصاً ونصوص لكل من: "فريشتيه ساري"، و"فريدا خيراد ماند".


[email protected]