شارك في الهجمات على سفارتي اميركا وفرنسا في الكويت
نائب عراقي متورط بمحاولة لاغتيال جابر الاحمد؟


الياس نصر الله من لندن وحسين الحربي من الكويت: نقلت جريدة quot;الرايquot; الكويتية عن مصادر امنية قريبة من جهاز الامن القومي العراقي قولها ان عضو البرلمان العراقي المعروف باسم quot;أبو مهدي المهندسquot; كان من المشاركين في الهجمات الارهابية على سفارتي اميركا وفرنسا في الكويت عام 1983 quot;وربما كان متورطا في محاولة اغتيال امير الكويت المغفور له الشيخ جابر الاحمد عام 1985quot; وهو من العناصر التي يطاردها البوليس الدولي (الانتر بول).

ولم تستطع quot;الرايquot; التي نشرت هذه المعلوماتمن الاتصال بالنائب العراقي او باحد القريبين منه للتأكد من صحة هذه المعلومات فيما اكدت مصادر امنية غربية لquot;الرايquot; ان ابو مهدي المهندس quot;متورط في اعمال ارهابيةquot; ومطلوب دوليا لكنها رفضت تحديد الامكنة او الحوادث المتورط فيها. اما في الكويت فرفض مصدر امني التعليق.

واضافت المصادر القريبة من جهاز الامن القومي والتقتها quot;الرايquot; في لندن على هامش quot;زيارة خاصةquot; غير معلنة قامت بها ان quot;المهندسquot; الذي فاز في عضوية البرلمان العراقي في الانتخابات الاخيرة، بدأ حياته السياسية عضوا في حزب الدعوة ثم انتمى الى quot;فيلق بدرquot; التابع ل quot;المجلس الاعلى للثورة الاسلاميةquot; في طهران مطلع ثمانينات القرن الماضي.

وتتابع المصادر ان ولاء quot;المهندسquot; كان لقادة quot;الحرس الثوري الايرانيquot; الذين اشرفوا على تدريب quot;فيلق بدرquot; وتطويره وتنظيم مشاركته في الحرب العراقية - الايرانية الى جانب القوات الايرانية.

وبحسب المصادر فان مجموعات من quot;فيلق بدرquot; كانت تتبع رسميا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الذي كان يتزعمه وقت ذاك سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، لكنهم quot;كانوا يتبعون واقعيا لقيادات الحرس الثوري خصوصا لقيادات لواء القدس في الحرسquot;.

واوضحت المصادر ان ابو مهدي المهندس اختلف مع الحكيم، ثم شارك في عدد من المهمات والاعمال الارهابية بينها الهجوم على سفارتي امريكا وفرنسا في الكويت، وربما كان له دور في محاولة اغتيال الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد في السادس من شهر رمضان عام 1985 حين اقتحمت سيارة يقودها انتحاري موكبه ما ادى الى استشهاد عدد من مرافقي الامير. واشارت المصادر الى ان quot;المهندسquot; قال لعدد من السياسيين والحزبيين الذين واكبوا حركته الانتخابية الاخيرة ان مشاركته في اعمال عدائية في الكويت في ثمانينات القرن الماضي quot;لم يعد لها اي تبعات قانونية خصوصا ان الاجواء والظروف السياسية تغيرت، اضافة الى الدور الذي لعبته مجموعات تابعة لنا لاحقا في ضرب مراكز للجيش العراقي في الكويت خلال الغزو العراقي الغاشمquot;، واضاف ابو مهدي لمحدثيه ان quot;السلطات الكويتية تعرف تماما البطولات التي قامت بها مجموعات تتناغم فكريا معنا في اعمال المقاومة ضد جيش صدام عندما احتل الكويتquot; مؤكدا ان اي مذكرة كويتية بملاحقته لم تصدر.

وبقي ابو مهدي المهندس في ايران بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، وكان يتردد على العراق من فترة لاخرى ثم يعود الى ايران بحجة ان اولاده لا يزالون في المدارس . ثم اسس مركز بحوث ودراسات في الكاظمية ، وكان ينوي ان يؤسس فضائية واذاعة الا ان المشروع توقف .

وبعد ذلك عينه قائد لواء quot;القدسquot; في quot;الحرس الثوريquot; (المسؤول عن دعم كل quot;الحركات التحرريةquot; في العالم) الجنرال قاسم سليماني، مندوبا شخصيا عنه في العراق للتنسيق بين الاحزاب العراقية المختلفة السنية والشيعية على السواء. وكان لquot;المهندسquot; الدور الاساس حسب المصادر العراقية الامنية في جمع شمل الائتلاف العراقي الموحد بعدما شرذمتهم المصالح الحزبية واستطاع اقناع السيد مقتدى الصدر بالتحالف مع السيد عبد العزيز الحكيم لخوض الانتخابات سويا. كذلك كان له الدور الاساس في ترطيب الاجواء بين الصدريين من جهة وquot;البدريينquot; العاملين في الحرس الوطني والشرطة العراقية من جهة ثانية خصوصا اثر معارك العمارة والناصرية الاخيرة التي اعدم الصدريون فيها عددا من quot;البدريينquot; بعد توثيقهم.

ويرتبط quot;المهندسquot; بعلاقات واسعة مع الكثير من الشخصيات السياسية العراقية البارزة وكان له دور حاسم في اقناع مقتدى الصدر بالتحالف مع ابراهيم الجعفري لاسيما لجهة التصويت له داخل quot;الائتلافquot; في مواجهة عادل عبد المهدي. وعلى رغم ان تسلسله في قائمة quot;الائتلافquot; الصادرة عن المفوضية العليا للانتخابات هو 24 الا انه شارك بفاعلية في مفاوضات مجلس الحكم مع مقتدى وذهب بطائرة مروحية مع شخصيات سياسية عراقية من بغداد الى النجف للقائه في ربيع وصيف 2004.

واكدت المصادر ان ابو مهدي quot;وهو حاصل على الجنسية الايرانية صار معنيا بالشأن الامني بشكل مباشر ويلعب دورا اساسيا بين احزاب السلطة العراقية وبين ايرانquot;. مشيرة الى انه من مواليد البصرة واكمل دراسته حتى الجامعية فيها، ويعتقد انه حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية ، وهو ينتمي اساسا في quot;الدعوةquot; الى مجموعة عبد الزهرة عثمان المعروف باسم عز الدين سليم الذي اصبح رئيسا لمجلس الحكم واغتيل في ابريل 2004 .

اصبح quot;المهندسquot; اليوم احد الكوادر الرئيسيين لحزب الدعوة ndash; تنظيم العراق التي لها وجود اساسي في البرلمان لكنه لا يتابع اعمال جلسات البرلمان العراقي ولا يظهر في وسائل الاعلام ويتحاشى الصحافة والكاميرات.