quot;الأزمة
الأزمة بين الكويت والعراق تهدد ثقة شعبيهما

أشرف السعيد من الكويت:أكد خبراء كويتيون في العلوم السياسية لـquot;إيلاف وجود quot;إمكانية للعيش في سلام وإستقرار مع الجارة quot;العراقquot;، وتطوير العلاقات وتطبيعها وتنميتها في كافة المجالات وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي، بل وإعادة جسور الثقة المتبادلة بين الشعبين الكويتي والعراقيquot;. وخلص الخبراء إلى أن الإحتقان الحاصل في العلاقة الكويتية ndash; العراقية يرجع الى قيام تيارات شعبوية داخل البرلمان وتنظيمات سياسية بعثية من بقايا النظام الصدامي البائد بافتعال هذه الأزمة لمصالح شخصية وللحصول على مكاسب سياسية في الشارع العراقي لقرب موعد إجراء الإنتخابات. وأكدوا أن نقطة شرارة هذا التصعيد إنطلقت من البرلمان العراقي وعبر بعض أعضائه، وأن بلادهم لم تكن البادئة في التصعيد، بل على العكس تماما، فالخطاب الكويتي الرسمي يدعو الى التهدئة وضبط النفس والتحلي بالحكمة والعقلانية، وهذا ما يؤكد عليه الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح منذ إنطلاق هذه الحملة على الكويت.

واعتبر خبراء السياسة أن عدم تعيين الحكومة العراقية سفيرا لها لدى دولة الكويت حتى الآن دليل على عدم حسن النية من جانبهم، بينما تم تعيين الفريق على المؤمن سفيرا لدولة الكويت منذ عدة أشهر ويمارس مهامه في بغداد.

وقد إلتقت quot;إيلاف quot;مع بعض خبراء السياسة في قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت لتشخيص الحالة الكويتية ndash; العراقية ووضع الحلول المناسبة لتطوير العلاقات بين البلدين ودفع عجلتها الى الأمام.

التهدئة ووقف الحملات

شملان العيسى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

بداية، أكد الدكتور شملان العيسى، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، أنَّ quot;الكويت حكومة وشعبا بقيادة الأمير الشيخ صباح الأحمد تدعو الى التهدئة والحكمة والصبر والعقلانية وضبط النفس مع الأخوة في العراق، وفي المقابل تدعو أيضًا الحكومة العراقيَّة إلى التهدئة وإلى الالتزام بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن التعويضات المقررة لدولة الكويتquot;.

ودعا العيسى الى تجاوز ونبذ الخلافات بين الكويت والعراق، وتغيير النظرة من أجل المستقبل لمصلحة البلدين وشعبيهما، كما طالب برلماني البلدين بعدم التصعيد الذي يضر ويفسد أجواء العلاقات في الوقت الذي من المفترض أن يدفعا العلاقات بين البلدين إلى الأمام على الصعيدين الرسمي والشعبي من خلال تبادل الزيارات من اللجان البرلمانية المختلفة، وتشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، فضلا عن إنشاء شركات إستثمارية مشتركة بين البلدين.

وطالب الجانبين بعدم النبش في الماضي، بعد أن إنتهى العهد البائد للنظام الصدامي وأصبح في خبر كان، ودعا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين في ظل الحكومة العراقية الحالية، مشددا على ضرورة وقف الحملات الإعلامية بين البلدين وعدم الإساءة الى طرف من الشعبين.

وإنتقد العيسى العقليَّة العربية، وقارن بينها وبين العقليَّة الأوروبيَّة، مستشهدا بالعلاقات القائمة اليوم بين روسيا ndash; وألمانيا، البلدين اللذين دخلا في حرب طاحنة سقط خلالها آلاف الضحايا. ومع ذلك، تمكن البلدان من تجاوز الماضي والتأسيس لعلاقات ممتازة.

العيسى الذي انتقد العقليَّة العربيَّة وقارن بينها وبين الأوروبيَّة، مستشهدًا بالعلاقات الممتازة اليوم بين روسيا وألمانيا على الرغم من الحرب الطاحنة التي كانت دائرة بين البلدين وحصدت آلاف الضحايا، أعرب عن تفاؤله إزاء العلاقات بين الكويت والعراق مستقبلا، معتبرًا أنَّها ستشهد تطورًا إيجابيّاً سينعكس على الشعبين في كافة المجالات.

شريك رئيس

هيلة المكيمي، مدرسة مادة العلوم السياسية في جامعة الكويت

من جانبها، أكدت الدكتورة هيلة المكيمي، مدرسة مادة العلوم السياسية في جامعة الكويت، أنَّ quot;الكويت شريك رئيس في بناء عراق ما بعد صدام، وبالتالي فإنني متفائلة تجاه مستقبل العلاقات بين البلدين، وخصوصًا أنَّ البلدين يحرصان على إقامة علاقة مبنية على الإحترام المتبادل والود والمصالح المشتركة مثل التبادل التجاري والإقتصادي وغير ذلك من الجوانب المهمة.

ولا ترى المكيمي quot;تصعيدًا على المستوى الشعبي، بل تعتبر أنَّ التصعيد يأتي من جانب السياسيين وليس من الشعب، لأنَّ الشعبين العراقي والكويتي يتطلعان الى مستقبل أفضل، على الرغم من محاولات للإستفادة من الأوضاع المتوترة، وخاصة أن العراق مقبل على انتخابات، بالتالي يمكن لبعض الأطراف الاستفادة من خلال اثارة قضايا وتسويقها للشارع العراقي لضمان عودتهمquot;. لذلك، تضيف المكيمي quot;يجب أن يكون هناك يقظة من كلا الجانبين الكويتي والعراقي بالإبتعاد عن هذا النوع من التكسب لأنه في النهاية كلا الطرفين سيكون خاسراquot;.

وتابعت المكيمي quot;العلاقات الكويتية ndash; العراقية تحتاج الى كثير من الإجراءات لبناء الثقة من الطرفين، فالجانبان يريدان أن تكون هناك مبادرات ثقة ودعمها بين الطرفين على أساس إبداء العراق حسن النية والثقة والتعاونquot;. وأضافت quot;أما ملف التعويضات والديون فلم تفتحه الكويت أو تثره، بل أثير من جانب العراقيين لأن الكويت لم تطالب وهذا دليل على أن الكويت مازالت تتمسك بإفتراض حسن النية تجاه الجانب العراقي، والكويت تنتظر ضمانات مهمة في سبيل دعم المستقبل، وهذه القضايا لها أولوية قصوى من جانب الكويتquot;.

وطالبت المكيمي البلدين بتفعيل العلاقات ما بين مؤسسات المجتمع المدني، وأشادت بالعلاقات الجيدة والشعبية بين البلدين، مشدّدة على أهميَّة الدبلوماسيَّة التي تسعى منظمات ومؤسسات المجتمع المدني لتبنيها وتسويقها على كلا الطرفينquot;.

سفير للعراق
ودعت المكيمي الحكومة العراقيَّة إلى حسم موقفها إزاء تعيين سفير عراقي في دولة الكويت، مشيرة الى أنَّ سبب التأخير في ذلك quot;التنافس الحاصل من جانب عدد من السفراء العراقيين لتمثيل بلادهم في الكويت وفق تصريحات المسؤولين العراقيينquot;. وأشارت المكيمي إلى أنَّ التأخير في تعيين سفير لا يخدم الطرفين، مطالبة الجانب العراقي بتسريع استكمال كافة العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين ومن ثم العمل على محتوى تفعيل العلاقات الاستراتيجية المهمة في مستقبل الكويت والعراقquot;.

تطوير العلاقات
وشددت المكيمي على أنَّ من مصلحة الكويت أن يكون لديها علاقات طيبة مع العراق والعكس صحيح، ودعت إلى تفعيل العلاقات التجارية والإستفادة من الموانئ عن طريق توقيع إتفاقيات إقتصادية بين الطرفين، وتغليب المصلحة العامَّة بهدف الإستقرار في المنطقةquot;. وشددت المكيمي على أهميَّة استقرار البلدين quot;لأن فكرة تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي في ظل إقليم غير مستقر لن تصب في مصلحة الكويت، لأن مصلحة الكويت تكمن في وجود إقليم مستقر سواء كان في العراق أو الخليج أو إيران، فعملية الإستقرار هي عملية مرتبطة بشكل مباشر بالمصلحة الإقتصاديةquot;.

صدق النوايا

فلاح المديرس، أستاذ مادة العلوم السياسية في جامعة الكويت

من جهته، أكد الدكتور فلاح المديرس.. أستاذ مادة العلوم السياسية في جامعة الكويت أنَّ صدق النوايا من الجانب العراقي من شأنه أن يعزّز إمكانيَّة تحقيق استقرار في العلاقات بين الكويت والعراق على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا موانع أمام الاستقرار بعد حلّ القضايا العالقة بين البلدين، فضلا عن إحترام الحدود الكويتية وسيادتها وفق ما تم ترسيمه من جانب الأمم المتحدة، وسداد التعويضات التي قررتها الأمم المتحدة من جراء الغزوquot;.

وشدد المديرس على ضرورة quot;تنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن بحذافيرها واحترامها بهدف تحقيق الاستقرار بين البلدين، لأن العراق هي الدولة التي اعتدت والجريمة التي إرتكبت بحق الكويت يجب أن يسدد ثمنهاquot;. وتمنى أن تكون هناك علاقات جوار طيبة وطبيعيَّة بين البلدين لما يخدم مصلحة الشعبين.