ألمانيا تبلور إقتراحا لصفقة تبادل بين إسرائيل وحماس

كي مون: التزام أممي بتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

اسرائيل تفرض اجراءات عسكرية مشددة في القدس

أحمد مجدلاني: حماس تسعى إلى أسلمة غزة

عامر الحنتولي من الكويت: قال مسؤول أردني كبير لـquot;إيلافquot; الليلة الماضية إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لن يستقبل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل الذي يصل الى العاصمة الأردنية اليوم للمشاركة في تشييع جنازة والده الذي توفي أمس الجمعة في أحد مشافي العاصمة الأردنية عمان بعد أن تفاقمت لديه خلال الأسابيع الأخيرة أمراض شيخوخة، إذ يبلغ عمره نحو 90 عاما ولم يغادر الأراضي الأردنية منذ عودته إليها في العام 1990 على خلفية الغزو العراقي لدولة الكويت حيث كان يقطن وأسرته، لكنه سافر الى سوريا لزيارة بشكل متقطع خلال السنوات العشر الماضية لزيارة ولده خالد، بعد أن أبعد عن الأراضي الأردنية بسبب إرتباطه مع حركة حماس، إذ رفضت عمان على نحو متكرر إستقبال مشعل تحت أي شكل من الأشكال، خصوصا بعد أن ساءت العلاقات الى أبعد مدى بين الأردن وحركة حماس، في أعقاب ما كشفت عنه عمان في العام 2006، وأسمته مخططا للحركة للقيام بتفجيرات داخل الأردن، وهو ما نفته الحركة بشدة.

ويشير المسؤول الأردني إلى أن العاهل الأردني سيكتفي بإرسال رسالة تعزية بروتوكولية عبر مكتبه الخاص الى مشعل الذي لا يزال يحمل الجنسية الأردنية، وتجدد السلطات الأردنية جواز سفره بانتظام، فيما جرى التعميم على كبار المسؤولين الأردنيين بأنهم مخيرون في مسألة التوجه الى المقبرة، وبيت العزاء الذي سيقام في عمان لكن عليهم الإشارة الى أنهم يتحركون بصفة شخصية لا رسمية، لأن صفتهم الرسمية العامة ربما تخلق تفسيرات وتأويلات يصعب على الأردن التعاطي معها، على اعتبار أن العلاقات مقطوعة تماما مع الحركة السياسية التي يتزعمها مشعل، وبالتالي فإن حماس منخرطة في معركة منذ العام 2007 مع الفصيل الفلسطيني المعتدل حركة فتح، إذ إن قراءة فتح لأي حراك أردني باتجاه حماس من شأنه أن يخلق غيوما في سماء العلاقة معها، وهو ما تنأى عمان بنفسها عنه، خصوصا في السنوات الأخيرة عندما تأكدت عمان أن حركة فتح تظل هي الطرف الفلسطيني الذي يطمئن للتحالف معه، بوصفه حليفا سياسيا معتدلا، وشرعيا بنظر العالمين العربي والإسلامي، وأنه يبقى كذلك الطرف الفلسطيني المؤهل سياسيا للحسم بشأن القضايا النهائية في ما يخص القضية الفلسطينية.

ويشير المسؤول الأردني الذي تحدثت معه quot;إيلافquot; الى أن مسؤولا أردنيا رفيعا للغاية أبلغ مشعل على الهاتف قرار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالسماح له لاعتبارات إنسانية محضة، بعد أن تطوع مشعل للإتصال بمكتب رئيس الحكومة الأردنية نادر الذهبي بهذا الخصوص، إلا أن الذهبي لم يكن يملك اتخاذ قرار سياسي على هذا المستوى، إلا أن رد العاهل الأردني جاء بلا تفكير وبعد أقل نصف الساعة من اتصال مشعل، وهو الأمر الذي فاجأ مشعل تماما، وجعله يكيل المديح بشدة للموقف الملكي، لكن مشعل سمع تعليمات أردنية مصاحبة لقرار السماح الملكي، أهمها ألا تلجأ الماكينة الإعلامية لحماس بإخراج القرار الأردني الأعلى من إطاراته، وألا يقوم مشعل على الأراضي الأردنية بأي أنشطة سياسية أو إعلامية من أي نوع، وأن يغادر الأراضي الأردنية فورا بعد انقضاء أيام تقبل العزاء الثلاثة وفقا للعادات والتقاليد الأردنية، وهو التعليمات التي وافق عليها مشعل الذي إستأذن أن يرافقه طاقم أمني مصغر جدا وبما لا يتجاوز الأفراد الخمسة لتأمين الحماية الشخصية له، وكذلك قدوم رفاق له في الحركة في إطار التضامن والتعاطف معه، إلا أن عمان إشترطت بأن التعليمات التي تسري عليه تسري كذلك على رفاقه، وهو الأمر الذي لقي موافقة مشعل الفورية.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن الآلاف من الأردنيين قد بدأوا الإستعداد الى منطقة صويلح على الطرف الشمالي للعاصمة عمان، التي تضم مقبرة إسلامية كبرى، وذلك للمشاركة في تشييع جنازة والد مشعل، وتعزية الأخير، والتعاطف والتضامن معه، ومشاهدته بوصفه رمزا من رموز النضال الفلسطينية ضد إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد صمود حركة حماس في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في شهر ديسمبر كانون الأول من العام الماضي، إذ شوهدت أكثر من مرة صور مشعل وأعلام حركة حماس ترفع في تظاهرات ومسيرات أردنية غاضبة جدا من دون أي تدخل من السلطات الأردنية، إذ ينتظر أن تبذل السلطات الأردنية اليوم كل الإجراءات لتسهيل التوافد على المقبرة، التي ستعززها عمان الرسمية بإجراءات أمنية مشددة من شأنها أن توفر الحماية اللازمة لمشعل، وضبط أي إخلال بالأمن الى حين إنتهاء مراسم الدفن التي تنتهي بسرعة شديدة وفقا للشريعة الإسلامية، والتقاليد الشعبية المعمول بها أردنيا، لكن من العادات أيضا أن يصطف أهل المتوفى على أرض المقبرة لتلقي عزاء مبدئيا، وهي عادة يمكن أن ينصح مشعل بالقفز عنها كاحتياط أمني.

يشار الى أن عمان كانت قد أبعدت في العام 1999 قادة من حركة حماس بينهم مشعل عن أراضيها برعاية وساطة قطرية، هدفت إلى إنهاء أزمة إصرار الأردن على إبقائهم في السجن بعد أن رفضوا التخلي عن النشاط السياسي والإعلامي الخاص بحركة حماس، بوصفه مخالفا للقوانين الأردنية.