يعيش المواطن العربي بأستمرار في حالة دفاع عن النفس بسبب عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي... فالفرد تجده في حالة استنفار وقلق ووسواس مدمر!

وأضرار هذا السلوك الدفاعي كثيرة على الانسان، فحالة الخوف والترقب والتحسب والوسواس..هي بالضد من الحياة العفوية الطبيعية للانسان، وهذا الاضطراب المزمن في حياته هو قتل للعفوية والتلقائية.

فالشخص الخائف بأستمرار من الفقر والمرض والأعتقال وتعدي المجتمع عليه... شخص يعيش سجين مخاوفه ولايستطيع القيام بمبادرة ما، وانما هو فقط متخندق في سجون دفاعته وتوقعاته حدوث الأسوء.

والأستمتاع بمباهج الحياة يتطلب التحرر من المخاوف والعفوية، والشخص الخائف فاقد لنعمة تحسس جماليات الحياة والبشر والمعاني... وهو كان غير متفاعل ولايرى غير قلقه ومخاوفه.


والسلوك الدفاعي ناتج عن أمراض نفسية عصابية أنزرعت منذ الطفولة في اللاشعور وحصلت هذه الامراض غالبا بسبب سوء التربية، وعقد الطفولة، وتخلف المجتمع، واصبح لها سطوة قاهرة على العقل والارادة، وصارت هي من يتحكم بالفرد وليس صفاته وغرائزه الطبيعية.


ان الشخص الذي يعاني من مرض السلوك الدفاعي.. أشبه بالمحارب الذي يختفي بموضع القتال ويده على البندقية وينظر في الظلام ويتوقع في كل لحظة هجوم العدو عليه وعندها يفقد الاحساس بروعة الحياة والانسان والطبيعة والافكار والمشاعر... فياله من جحيم!

خضير طاهر

[email protected]