مثل شامي يقول quot; اللي على رأسه بطحة يحسس عليها quot; ومثل احوازي يقول quot; اللي في عبه صخل يمعمع quot; وهناك العديد من الأمثلة المشابهة الأخرى وهذه الأمثال وغيرها تنطبق على واقع حال السلطات الإيرانية وكتابها المأجورين الذين لا يتحملون مقالا او خبارا واحدا تنشره صحيفة أو وسيلة إعلامية عربية تنتقد سياسة نظام الملالي أو تظهر عيبا من عيوبه أو تنقل خبراً عن جرائمه المتعددة بحق الشعوب والقوميات المضطهدة في إيران. على الرغم من أن الإعلام الإيراني المقري والمسموع والمكتوب الرسمي منه وغير الرسمي و بكافة لغاته ليس له سيرة غير التهجم على العرب والبلدان العربية. هذا ناهيك عن التطاول على الصحابة وأهل السنة. ومن يتابع الإعلام إيراني يجد ذلك واضحا. وهذا الموقف من العرب والبلدان العربية يشترك فيه إعلام المعارضة والنظام على حد سواء ما عدى إعلام منظمة مجاهدي خلق فهو الوحيد الذي لا يهاجم العرب بشكل مباشر كما يفعله غيره من المعارضين للنظام الإيراني. وهذا ليس مدحا لمجاهدي خلق ولكن من باب الأمانة التاريخية التي يجب قولها.
الإعلام الإيراني و المسؤولين في النظام اعتادوا أن يوجهوا هجماتهم ضد الأنظمة والمؤسسات الحكومية العربية إلا انه في الآونة الأخيرة اتجهوا إلى مهاجمة وسائل الإعلام والصحافة العربية وكان نصيب الصحافة الكويتية هو البداية من هذه الهجمة إلا أن الدائرة توسعت شيء فشيء فوصلت إلى قناة العربية التي تعرضت وما تزال تتعرض إلى هجمة عنيفة من قبل النظام والإعلام الإيراني وذلك منذ أن تم إحباط محاولة حزب الله الانقلابية في لبنان حيث كان لقناة العربية دورا هام في كشف هذه المحاولة وإفشالها إعلاميا.
وأخيرا وليس آخرا جاء دور quot; إيلاف quot; عمير لتكون في فوهة مدافع الهجمة الإيرانية. حيث كان نائب وزير الداخلية الإيرانية quot; عباس محتاج quot; مطلق صفارة هذه الهجمة وذلك في تاريخ 15 نيسان ابريل 2008م حينما وصف تقارير إيلاف بشأن الانفجار الذي وقع في مركز quot; رهپويان وصالquot; الثقافي في حسينية سيد الشهداء التابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة شيراز وخلف أكثر من مئتي قتيل وجريح والذي أعلنت مجموعة إيرانية تطلق على نفسها quot; حركة جهاد أهل السنة في إيران quot; مسؤوليتها عنه lsquo; بأنه يشكل حربا نفسية ضد إيران. وقال السيد quot; محتاج quot; أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية لا تؤكد تلك التقارير ووصف إيلاف بالموقع السعودي. وبعد ذلك انهالت الهجمة على إيلاف وعلى حزب النهضة العربي الأحوازي الذي وصف بأنه مصدر التقارير التي نشرتها إيلاف حول انفجار شيراز الذي وقع في مساء السبت12 ابريل العام الجاري و التي أنكرها المسئولون الإيرانيون و وسائل إعلامهم وبعض أصحاب الأقلام الموالية لهم في بداية الأمر ولكنهم بعد ذلك بفترة عادوا واعترفوا بصحة تلك التقارير ولكن من دون أن يعتذروا لإيلاف أو يوقفوا هجمتهم ضدها وضد مراسلها الدكتور أسامة مهدي.
جديد الهجمة الإيرانية ضد إيلاف تناول هذه المرة رئيس تحريرها الأستاذ quot; عثمان العمير quot; ( الذي أقف في صف المنتقدين لسياسته الليبرالية التي نرى أنها متطرفة أحيانا أكثر مما يتطلبه الأمر )، مباشرة حيث جرى وصفه بالصحفي المعادي لإيران. وذلك في تقرير أعده رئيس تحرير وكالة quot; جهان نيوز quot; ( أخبار العالم ) الإيرانية فواد پورعبادي.
فقد جاء في التقرير المذكور ما هو نصه : quot; إذا أردنا تسمية أعدى صحيفة عربية لإيران فلن نكون مجافين الحقيقة إذا قلنا أنها إيلاف. فإيلاف معروفة بأخبارها وآرائها وتحاليلها المعادية لإيران. ولمعرفة الجواب على سؤال ما هو السر وراء ذلك. فالأفضل أن نلقي نظرة على خلفية رئيس تحريرها فذلك فيه الكثير من الوقائع التي تجيبنا على السؤال.
ولد quot;عثمان العمیرquot; في 25 اغسطس سنة 1950 بمدينة quot; الزلفى quot;في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية. ابتدئ عمله مراسلا رياضيا في صحف quot; المدينة، الندوة، و مجلات اليمامة والرياض quot;. وفي السبعينيات التحق بصحيفة quot; الجزيرة quot; وأصبح رئيس تحرير القسم الرياضي فيها ثم بعد مدة عين نائبا لرئيس تحريرها. ولم تمضي مدة حتى سافر إلى بريطانيا لتعلم اللغة الانجليزية وبقي لغاية عام 1983م وعمل مراسلا لصحيفة الجزيرة في لندن.
ومن عام 1984لغاية عام 1987، عمل رئيسا لتحرير quot; مجلة المجلة quot;. وبفضل اطلاعه وخبرته الصحفية الواسعة فقد تمكن من أن يصبح رئيسا لتحرير جريدة الشرق الأوسط واسعة الانتشار و قدي بقي عشرة سنوات في هذا المنصب. فخلال عمله طوال العشرة أعوام في هذه الصحيفة المشهورة تهيئة له الفرصة لكي يلتقي بالعديد من القادة السياسيين في العالم كان من بينهم lsquo; الملك فهد بن عبد العزيز السعود quot; ملك السعودية السابقquot;، الملك الحسن الثاني،quot; ملك المغرب السابقquot;، الرئيس التونسي quot; زين الدين بن عليquot;، الرئيس المصري quot; حسني مبارك quot;، ميخائيل غورباشوف quot; رئيس الاتحاد السوفيتي quot; lsquo; الرئيس الفرنسي السابق quot; جاك شيراكquot;، الرئيس الأمريكي الأسبق quot; جورج بوش الأب quot;، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة quot; مارغريت تاتشر quot;، وغيرهم من القادة و المسؤولين في العالم وقد تمكن من بناء صداقات حميمية مع بعضهم. ويجب أن لا يخفى أيضا انه كانت لديه علاقة صداقة جيدة مع صدام حسين quot; الدكتاتور السابق للعراق quot; الذي تلقي منه مائة ألف دولار كهدية قيمة من وراء الستار وهو بنفسه قد اعترف بتلقيه هذه الهدية القيمة وقد كتب حولها مقالة بعنوان quot; حين ساعدني صدام quot; حيث و بعد انتشار هذه المقالة اشتهر في الوسط الإعلامي العربيquot; بصحفي صدام quot;. علما انه لمواقفه الايجابية من البعث في العراق وخاصة من quot; صدام quot; وما كتبه بهذا الخصوص استطاع أن يكسب قلب دكتاتور العراق السابق.
وفي عام 1995م استطاع بمساعدة quot;عبد الرحمن الراشدquot; رئيس تحرير جريدة quot; الشرق الأوسط quot;الذي يعد اقرب أصدقائه، من تأسيس شركة إعلانات في بريطانية. وقد ادخل معه في العمل احد أصدقائه الانجليز ومن اجل تقوية مكانة هذه الشركة.
وفي شهر أيار عام 2001م استطاع أن يؤسس موقع quot; إيلاف quot; الالكتروني الذي يعد أول جريدة عربية الكترونية في العالم.
وبحسب زعم السيد quot; العمير quot; واعتراف الكثير من المختصين في الشؤون المعلوماتية والإخبارية في العالم العربي فان quot; إيلاف quot; تعد من بين أهم المواقع العربية الأكثر شعبية وتأثيرًا وأكثرها تصفحًا في العالم العربي.
ويجب أن لا نغفل القول بان السبب في هذه المسألة ليس قوة أو جاذبية هذه الجريدة الالكترونية ولكن العامل الأصلي في الأمر وجود الأخبار الزائدة عن الحد المتعلقة بالفنانات والممثلات والأزياء النسائية والتي تسعين بالمائة منها تتضمن صورة وقيحة.
وقد تحدث quot;عثمان العمیر quot; قبل فترة في لقاء مع احد القنوات الإخبارية عن السبب في جذب هذا العدد من المتصفحين فقال quot; بوقاحة quot; واضحة، إن الأجواء في الدول العربية والإسلامية قل ما تسمح بنشر أخبار و تصاوير من هذا النوع ولهذا قررنا أن ننشر في إيلاف هذا النوع من الصور و الأخبار لجذب المزيد من الزوار والمتصفحين.
يذكر أن الإحصائيات تظهر أن عدد زوار هذه الجريدة الالكترونية يصل إلى حدود المليون زائر يوميا. على الرغم من أن هذه الجريدة محظورة في العديد من الدول العربية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية ولكن مع ذلك فهناك أكثر من عشرة الآف زائر سعودي يدخلونها عن طريق استخدام برامج لكسر الحظر.
وكان quot; عثمان العمير quot; قد أشار في احد لقاءاته انه يتبع طريقة قناة quot; العربية quot; لتغطية الأخبار المتعلقة بالأزمة اللبنانية والتي أخذت جانب الانحياز الكامل فيها، حيث قال مدافعا عن العربية، quot; صحيح ان على وسائل الإعلام ان تكون محايدة لكن في أزمة لبنان هذه القناة وقفت إلى جانب المواطنين السعوديين.
وفي الختام يجب التذكير بان قناة quot; العربية quot; الإخبارية كما هي جريدة إيلاف الالكترونية الاثنان تأسستا عام 2001م بأموال سعودية وقد تزامن عملهما مع بدء الحملة الأمريكية على أفغانستانquot;.
إلى هنا انتهى هجوم هذا الصحفي الإيراني الذي لم يجد فيه القارئ أي شيء يمكن ان يدين إيلاف أو يجعلها تبدو خارجة عن العرف والعمل الصحفي المهني السائد في الصحافة والإعلام العالمي حتى تستحق أن تهاجم أو يشتم رئيس تحريرها. فلو عرض علينا رئيس شبكة quot; جهان نيوز الإيرانية quot; مناقشة المعلومات والتقارير التي تدحض ما نشرته إيلاف حول الأوضاع في إيران وعرض دحضا علميا لها لكن بذلك كسب احترام القراء وسجل نقطة على إيلاف واضعف من مصداقيتها العالية. لكنه انخرط إلى مستوى ملالي السلطة الإيرانية الذين لايجيدون سوى هذا النوع من الافتراءات.

صباح الموسوي
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي
rlm;10rlm;/07rlm;/2008