يبدو مثيراً هذا التزامن الحاصل في التصعيد الاعلامي من قبل الحكومة العراقية وايران ضد الولايات المتحدة الأمريكية، فكلما حصل تصعيد ايراني في المواقف والتصريحات، أعقبه مباشرة تصعيد من قبل الحكومة العراقية التي تقودها قائمة الأئتلاف الشيعية.

واخر مسلسل التصريحات هو بعد صدور التهديدات الايرانية ضد اسرائيل والأسطول الامريكي الخامس المتواجد في الخليج العربي، صدر مباشرة تصريح لمستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي بعد خروجه من زيارة السيستاني أعلن فيه عن رفض العراق توقيع اتفاقية التعاون مع أمريكا مالم تتضمن بنداً حول جلاء القوات الاجنبية.

وقبلها ما صدر عن رئيس الوزراء المالكي اثناء زيارته للامارات العربية عن سحب القوات الامريكية، والذي نفته الأدارة الامريكية مباشرة، وقد جاء كلام المالكي ايضا في ظل تصاعد الأزمة بين ايران وامريكا.

ومن المعروف للجميع ان العلاقة ما بين قائمة الأئتلاف الشيعي الذي يقود الحكومة والبرلمان في العراق وايران، هي علاقة تابع ومتبوع، واضافة الى كونها علاقة محكومة بالولاء العقائدي الى ايران، فأنها ايضا محكومة بسيطرة ايرانية مطلقة على الاحزاب الشيعية العراقية سياسيا ومالياً وعسكرياً بشكل صارم وفي أدق التفاصيل.

وعليه ليس غريباً هذه التبعية من الحكومة العراقية الى ايران في اللجوء الى التصعيد الاعلامي، والتلويح بأستعمال ورقة السيستاني ضد أمريكا، وغيرها، فوجود وبقاء الاحزاب الشيعية العراقية في السلطة مرهون ببقاء نظام ملالي ايران على قيد الحياة، وفي حال حصول ضربة أمريكية الى ايران، فأن هذه الضربة حتماً ستطال حلفائها في العراق ويتم سحقهم وإبعادهم عن الحياة السياسية بعد القضاء على ملالي ايران ودفن نظامهم الظلامي المتخلف في مزبلة التاريخ.

خضير طاهر

[email protected]