حقيقة أن أكثر مايحيرني هذه الايام هي مهنة( الكتابة) والتي هي فعلا مهنة من لامهنة له،فالكتابة التي هي مجال عمل الكاتب تكاد تكون المهنة الوحيدة والاولى في العالم بلا راتب شهري محدد لها . فحينما يصبح المرء طبيبا لايحتاج ان يفكر بعمل أخر غير الطب فهي مهنته التي يعمل ويعيش بها ، وهي مجال ابداعه وحبه أيضا،فالطبيب لايمكن له ان يعمل في مجال الهندسة . أما الكاتب فعليه أن يفكر بقوت يومه وأن يفكر في (ماذا يطبخ غدا)؟وأين سيعمل؟ وماذا يعمل؟وأن يفكر في البحث عن عمل في مجالات لايحبها ،تأخذ من وقته وراحته وجهده وتذهب طاقته سدى ، في عمل لايبدع به تجعله عصبياغير قادر على الفرح.


الكاتب أولا يحتاج الى راحة جسدية تمنح الفكر طاقته في التجديد والكتابة وبما ان المجهود الجسدي يضعف المجهود الفكري لذا على الكاتب ان لايفكر في مهنة أخرى غير الكتابة.


حينما كنت أسير في الطريق مع أحدى الكاتبات السويديات،تحدثت معها بمشكلة الكاتب العالمية قلت لها
_ متى ستعتبر الكتابة مهنة للكاتب مثل الطبيب والمهندس والفلاح وكل المهن الاخرى في العالم.
قالت لي
ـومن أين سنأتي برواتب الكتاب؟
قلت لها
-لاأعلم ولكن ألى أن يحين ذلك اليوم ،أن تعتبر الكتابة مهنة مثل كل المهن اولا،وأن يتوقف استغلال الناشرين للكتاب وان لايعتبر النشر منة من الناشر للكاتب وأن تصدر قوانين عالمية لحماية الكاتب من الاستغلال، وبعد هذاوذاك تؤسس نقابة عالمية ينتمي لها كل من يملك ملكة الكتابة ويمتهنها، وأيضا يجب أن يفك أتحاد الادباء في العالم العربي زواجه الؤبد من ارتباطاته السياسية. والى أن يأتي ذلك اليوم على الكاتب أن يقاوم وأن يعمل الكتاب جميعهم في العالم كله اضرابا حقيقيا في أستغلالهم والرفض المطلق للنشر المجاني. وحتى يحين موعد هذه القوانين البعيدة، سأحلم بصدور الصحف بيضاء وبعد هذا وذاك يصبح لنا نحن الكتاب يوماعالمياأبيض اللون.
قد تتعجب عزيزي القارئ من عنوان مقالتي فأنت قد تعلم ولا تعلم أن سنوات ضياع الكاتب في الركض وراء العمل وتأمين حياته هي ضياع لطاقته الابداعية، وأعتقد أن سنوات ضياعه سوف تبقى امدا طويلا . . ولابأس من التفاؤل فلربما تنتهي سنوات ضياع الكاتب ، بنهايات مسلسل سنوات الضياع.

زهراء حسن

كاتبة عراقية
[email protected]