محمد موسى من هولندا:مرة اخرى، تصر لجان التحكيم في مهرجان كان السينمائي على اغاظتي شخصيا !. هذه هي الدورة الثالثة التي احضرها من المهرجان، والتي تختار لجان التحكيم فيها الافلام الفائزة، من الافلام التي لم يتسن لي مشاهدتها في المهرجان، لانني ببساطة اخترت افلاما اخرى للمشاهدة، وبسبب تأخري يومين عن الدورة الاخيرة، وعودتي قبل يوم واحد من نهاية المهرجان.
لا شك ان الكثير من الزملاء الاخرين،والذين شاهدوا الافلام الفائزة في الدورة الواحدة والستين من المهرجان، فاتهم مجموعة اخرى من الافلام، ربما لا تقل اهمية او تجددية عن الافلام الفائزة. هو بالنهاية خيار تفرضه عوامل عديدة، اهمها الحظ، البرنامج اليومي الخاص لكل صحافي موجود في المهرجان، وكيف يتاثر هذا البرنامج، بواجبات التغطيات اليومية او الشبه يومية التي يلتزمون بها للقنوات الاعلامية والصحف التي يعملون فيها.
مهرجان كان السينمائي يعاني الازدحام ايضا، هناك اكثر من اربعة آلاف صحافي يحضرون المهرجان، معظم هؤلاء الصحافيين يرغبون في مشاهدة افلام المهرجان في وقت واحد. برنامج العروض للمهرجان والذي يبدا الساعة 8:30 صباحا، وينتهي مابعد منتصف الليل، لا يمنح الفرصة للجميع بمشاهدة الافلام التي يرغبون. بسبب الصالات السينمائية التي تبقى محدودة الاستيعاب .ورغم ان معظم عروض الافلام المشاركة في المسابقات يعاد تقديمها لاكثر من مرتين، تبقى الصالات مزدحمة دائما، وتبقى هناك مجموعة من المهتمين غير قادرة على مشاهدة كل الافلام التي كانوا يخططون لمشاهدتها.
الهيكيلية الحالية لمهرجان كان السينمائي، وعدد الصالات التي تقدم العروض السينمائية، لا تتناسب ابدا مع حجم الحضور الاعلامي والشعبي للمهرجان. وايضا مع حجم برنامج العروض السينمائية فيه، من مسابقات رسمية، وافلام تعرض خارج المسابقات، وفي سوق كان السينمائية. هناك الآن الكثير من التذمر بين الصحافيين، وخاصة في الدورات الاخيرة للمهرجان، الذين كانوا يضطرون إلى الوقوف لساعات في انتظار الدخول الى الصالات، البعض يفشل حتى بعد كل هذا الانتظار من التمكن في الحصول على مقعد، في الصالات التي تمتلئ بسرعة كبيرة جدا.

يبدو ان المهرجان مطمئن إلى سمعته ومكانته كثيرا، ولا يستعجل تغييرات كبيرة وجوهرية على ادائه ونظامه. تغييرات مثل اضافة قاعات سينمائية جديدة، او زيادة عدد العروض للصحافيين والجمهور. لا يبدو ايضا ان هناك اي منافسة جدية من مهرجانات عالمية اخرى لمهرجان كان السينمائي،تجبر مهرجان كان السينمائي على تحسين ادائه والاستجابة للتغييرات التي تحصل في الاعلام في العالم، من زيادة عدد الوسائل الاعلامية، وزيادة الاهتمام بالسينما وكل ما يحيط بها.
احد الصحافيين العرب، والذين حضروا الدورة الاخيرة من المهرجان، ازعجته الصفوف الطويلة من الانتظار، ومقاعد الصالات السينمائية الضيقة والمتلاصقة من بعضها،علق ساخرا، بان المهرجان يجب ان يستعين، باساليب العمل في مدنية عربية مثل quot;دبيquot;، او حتى يسلم المهرجان كله لهم، هذا من شانه ان يحل كل مشاكل مهرجان كان السينمائي، والتي تزداد وتتضح كل عام!