إلى: حسن ناظم

-1-
شاهدٌ عليكَ..
وشهيدٌ عليَّ..
وكلانا نمضي بلا أوراقِنا..
أنتَ تنامُ في كلامٍ مؤجلٍ..
وأنا أفتحُ الليلَ وأغلقُ النهارَ..
ولا أجدُ كوكباً آفلاً أو غيرَ آفلٍ..
الكوفةُ غصنٌ يتكسّرُ..
وأنتَ بلا ربيعٍ تتكلمُ مع الفراتِ..
تضعُ أشجارَكَ على ظهرِكَ وتعبرُ الشطَّ..
الضفافُ أكذوبةٌ..
والفراتُ يعومُ معكَ بلا ضفتينِ..
يعومُ النخلُ وغبارُ الخيولِ..
تعومُ المخطوطاتُ المحفورةُ في ضلوعِ النساءِ..
يعومُ ليلُ المدافنِ والهواءُ المريضُ..
بماذا أتلفعُ وهذا الهواءُ الذي يجيءُ من ناحيةِ الكوفةِ
يجلدُ أضلاعَ اللغةِ؟!..
وأراني يسيرُ معي قاربٌ ونخلةٌ..
يسيرُ معي قميصُ الولايةِ..
رقابٌ ترحلُ وأخرى تُبعثُ..
ظلُّ عليٍّ يفتحُ جناحيهِ على كتفِ الفراتِ وكتفِ الصحراءِ..
وسيفُهُ مازالَ يسهرُ خارجَ غمدِهِ..
والرقابُ تنفرطُ كالرطبِ الناضجِ..
بوركَ نصلُ الحاكمِ/الخليفةِ،
الذي لفرطِ ما انفرطتْ عليهِ رقابُ البشرِ
ظنَّ أنّهُ خالقُها
-2-
عندما تهاويتَ على الاسفلتِ تنادي: أخـ......ـي..أخـ.......ـي..
ضاعتْ عظامُ أخوتِكَ وأبيكَ في ضميرِ الرمالِ والليلِ..
والعظامُ التي رُفعتْ رايةً سوداءَ لاقتحامِ عرشِ الكوفةِ.. ضاعتِ العظامُ وارتفعَ العرشُ..
هذا غَمامُ المُلْكِ يسحبُ خلفَهُ لقاحَ الفتنةِ وفهرساً لعظامٍ جديدةٍ..
وذاكَ السوقُ الكبيرُ غطاءٌ لكلِّ صوتٍ ينقرُ الموتُ رأسَهُ..
غطاءٌ لكلّ رأسٍ بلا رقبةٍ..
غطاءٌ لكلّ رقبةٍ بلا لسانٍ..
غطاءٌ لكلّ شِقشِقةٍ فوقَ لسانٍ نافرٍ..
وتلكَ مقبرة الغري امتلأتْ رئتُها بالنـزفِ..
امتلأتْ رئةُ الجرحِ بالصوتِ..
امتلأ الصوتُ بالمطرِ المهاجرِ من زَبَدِ الموتى..
امتلأتِ المقابرُ بالرياحِ..
والرياحُ بالمعاولِ..
وها نحنُ نمضي إلى قارتينِ..
أنا أفهرسُ ورقَ الخريفِ..
وبداياتِ الثلجِ..
وأنتَ تنامُ في كلامٍ مؤجلٍ

[email protected]