الجنس والغذاء هما سبب وجود المخلوقات على الأرض، فبدون جنس سوف تنقرض المخلوقات وإذا توقفت المخلوقات عن الأكل لمدة محددة لإنتهت حياتها، ولو أرادت دولة على أن تنفرد لوحدها بالكرة الأرضية، فما عليها إلا أن تخترع سلاح دمار شامل خطير وهو أن يقوم هذا السلاح بسد نفس الشعوب الأخرى عن الأكل لمدة شهرين، وبعدها سوف تنتهى حياة تلك الشعوب بدون أراقة دماء وبدون إطلاق رصاصة واحدة وبدون تدمير أى منشآت، وطريقة أخرى هى أن تضع فى الماء أو الهواء غازات تجعل الرجال والنساء يكرهون ويتوقفون عن ممارسة الجنس، ففى خلال أقل من مائة سنة سوف تنقرض تلك الشعوب.
والغذاء وأهميته معروفة ولا يتوقف أى شخص عن الأكل سواء كان فقيرا أم غنيا، طفلا كان أم شيخا، فالبشر والمخلوقات تأكل بإستمرار، أما الجنس فموضوع آخر تماما لا بد له من تنظيم معين، ففى بعض التجمعات البدائية كان الجنس يمارس على المشاع، وبعد أن بدأت المجتمعات والقبائل فى التكون، بدأ نوع من التنسيق فى ممارسة الجنس، فكان أقوى أفراد القبيلة يفوزون بممارسة الجنس مع أجمل بنات القبيلة، وفى الحروب بين القبائل كان أخذ النساء سبايا أحد أهم غنائم الحروب، وكان أخذ النساء سبايا بهدف ممارسة الجنس معهن من جهة وللعمل كخدم من جهة أخرى.
ومع إستمرار التقدم الإنسانى من الناحية الإجتماعية بدأ الزواج فى الظهور كأقدم تنظيم إجتماعى فى التاريخ البشرى، ومع ظهور الزواج بدأت عملية تنظيم الجنس، وإن كان هذا لم يمنع بعض القبائل والمجتمعات من قبول فكرة تعدد الزوجات وفى بعض المجتمعات ظهرت فكرة تعدد الأزواج، وإن كان تعدد الزوجات هو الأكثر إنتشارا وكان بهدف إشباع نهم الرجال للجنس أكثر من النساء، لأننا كما نعرف جميعا:quot;الرجالة عينيهم فارغة يندب فيها رصاصةquot;ّ!! وكان الأخ يتزوج أخته فى مصر الفرعونية وفى غيرها من المجتمعات، ثم جاءت الأديان وبدأ تنظيم الزواج بشكل أفضل ، وكان البنات والأولاد يتزوجون فى سن صغيرة بعد البلوغ وأحيانا قبل البلوغ.
وفى العصور الحديثة بدأت النساء فى الذهاب إلى المدارس والجامعات مع الرجال مما أدى إلى تأخير سن الزواج مما أدى إلى تأخير ممارسة الجنس فى معظم المجتمعات، وللأسف فإن الهرمونات الجنسية لا تعترف بتأخير سن الزواج من عدمه (لأن ده مش شغلها)، فظهر الكبت الجنسى مع تأخير سن الزواج، ومع ظهور وسائل حاسمة لمنع الحمل بدأت كثير من المجتمعات السماح للشابات والشبان بممارسة الجنس قبل الزواج ضاربة عرض الحائط بالتعليمات الدينية بالعذرية حتى الزواج، وأدى هذا إلى مفهوم جديد للزواج فى تلك المجتمعات، فلم يصبح الزواج مجرد وسيلة رخيصة للمارسة الجنس بإنتظام، بل أصبح الزواج يهدف إلى لقاء أرواح بجانب لقاء أجساد.
أما المجتمعات التى ظلت محافظة على تقاليدها ودينها بتحريم وتجريم الجنس قبل الزواج فزادت ظاهرة الكبت الجنسى، وكما قلنا فإن هرمونات الجنس لا تعترف بدين أو تقاليد وتستمر فى التواجد، ولذلك فكان لا بد لتلك الهرمونات أن تجد لها متنفسا، فزادت فى تلك المجتمعات ممارسة العادة السرية وزنا المحارم والشذوذ الجنسى والإعتداء الجنسى على الأطفال، ولم يقتصر الأمر على منع ممارسة الجنس قبل الزواج ولكن تم الفصل الكامل بين الولد والبنت فى المدارس والجامعات مما أدى إلى تفاقم الكبت الجنسى، وكلما تطرف المجتمع فى الفصل بين الجنسين بهدف حماية الشرف والفضيلة زاد الكبت الجنسى مما يؤدى فى الكثير من الأحيان إلى سقوط المجتمع إلى قاع الرذيلة، والفصل التعسفى الذى نشاهده والذى زاد كثيرا مع تصاعد التطرف الدينى سوف يؤدى فى النهاية إلى خسارة تلك المجتمعات إلى أداء نصف المجتمع أداء يحقق النهضة الشاملة، وتصبح تلك المجتمعات مجتمعات عرجاء تسير برجل وربع أو برجل ونصف فى أفضل الأحوال، ولن تستطيع أبدا أن تنافس فى العالم الجديد المنطلق بسرعة الإلكترون. ومما يلفت النظر أن تلك المجتمعات تفرز مخلوقات معقدة جنسيا وتبقى تلك العقد حتى بعد الزواج، وتجد أن الكثير من رجال تلك المجتمعات (حتى بعد الزواج) ينظرون إلى المرأة على أنها مجرد مخلوق خلق للمارسة الجنس، ولقد عانيت أنا شخصيا من تلك العقد الجنسية عندما عشت وعملت فى المجتمعات الغربية، فبذلت مجهودا كبيرا لإحترام زميلة العمل كإنسانة أولا وكزميلة عمل ثانيا وربما أنثى ثالثا، وفى بداية عهدى بالتعامل مع زميلة العمل كنت أنظر إليها فى البداية كإنثى أولا وثانيا وثالثا، وأعترف أننى حتى الآن لم أتخلص تماما من تلك العقد الجنسية، ومازلت أبذل مجهودا كبيرا للتخلص منها.
ولست أدعى أننى عالم إجتماع أو طبيب أعرف فى مسائل العقد الجنسية، ولكننى عشت لسنوات طويلة فى مجتمعات متطرفة دينية ومجتمعات منفتحة وشدتنى تلك الملاحظة، أن شابات المجتمعات المتطرفة وشبابها بدرجة أكبر يعانون من كبت جنسى فظيع يؤدى بهم فى النهاية إلى إرتكاب أكبر المعاصى فى الظلام، وتبقى تلك المعاصى تختبئ فى الصدور وتحت السجادة فى داخل تلك المجتمعات السرية، وقد يدفع هذا بعض الشباب إلى مزيد من التطرف الدينى على أمل التخلص من الشعور بذنب الجنس، ولكن هذا يؤدى بهم فى معظم الأحيان إلى مزيد من الكبت الجنسى ويدخلون أحيانا فى دائرة مفرغة جهنمية قد تؤدى بهم فى النهاية إلى quot;الإستشهادquot; على أمل دخول جنة الشهداء للقاء الحور العين والولدان المخلدون.
...
وهذه الظاهرة موجودة فى كل المجتمعات، وفضائح الكنيسة الكاثوليكية فى بوسطن وغيرها من المدن الأمريكية ليست ببعيدة، حيث مارس بعض رجال الدين التحرش الجنسى بأولاد وصبية الكنيسة، ومما زاد الطين بلة أن الكنيسة حاولت التغطية على تلك الفضائح، حتى حضر البابا بنديكت فى زيارته الأخيرة لأمريكا ووافق بعد ضغط على اللقاء ببعض ضحايا التحرش الجنسى على يد بعض رجال الدين بالكنيسة، ووعد بأن هذا لن يتكرر.
...
وعندما كنا صبية صغارا فى حوارى القاهرة لم يسلم أحد من السخرية، وكانت النكت تطال رجال السياسة وأحيانا كانت تطال رجال الدين عندما كانوا فى حجمهم الطبيعى، وكانوا لا يدلون برأيهم إلا فى الأمور الدينية المتعلقة بالعبادات والمواريث، أما الآن فرجال الدين أصبحوا أطباء وخبراء بنوك وخبراء تأمين وخبراء علم نفس وخبراء فى السياسة وخبراء فى الحروب وخبراء فى الفن والأدب وعلوم الفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم الدنيوية، وإذا غامرت ونقدت أحدهم فعليك أن تتوقع إتهامك بالكفر والإلحاد وتوقيع حد الردة عليك، وكأنك مسيلمة الكذاب.
hellip;
وسوف أختم مقالى هذا بنكتة كنا نتناولها قبل عصر التكفير:
وتحكى أن صبيا جميلا قد خرج جريا من المسجد متجها إلى كنيسة مجاورة، وهناك قابل quot;أبوناquot; القسيس وكان الصبى ينتفض رعبا، ودار بينه وبين القسيس الحوار الآتى:
- إيه مالك يابنى.. فى إيه؟
- شيخ الجامع إللى ع الناصية؟
- الشيخ حسن ؟ إيه ماله؟
- كان عاوز يعتدى علىّ وقال لى:quot;بس ضرورى تتوضأ الأولquot;!
- لأ.. مالوش حق الشيخ حسن، تعالى يابنى عندى فى الأودة من غير وضوء!!
....
[email protected]