أخيرا آمنت بنظرية المؤامرة
كنت من أشد الرافضين لنظرية المؤامرة، ومحتواها ببساطة أن اليهود وإسرائيل وراء كل المصائب التى تحدث فى العالم، وكنت أمثل فى هذا جبهة (الرفض والصمود والتحدى)، وأخيرا أخذت أتأمل فى نظرية المؤامرة ووجدت أنها نظرية بسيطة جدا وهى أن لديك سببا واحدا لكل مشكلة من مشاكل الكون، ولذلك عندما نأخذ بنظرية المؤامرة فى كل شئ نجد أن حياتنا تصبح سلسة وفى إتجاه واحد بسيط يقدر عليه المثقف كما يقدر عليه المتخلف عقليا!!، وذكرتنى نظرية المؤامرة بصديقى هذا الذى لا يطيق حماته بأى شكل من الأشكال، ويؤمن إيمانا مطلقا بأنها سبب كل مشاكل حياته: إذا غضبت منه زوجته فلا بد أنها إتصلت بوالدتها والتى ملأت دماغها وحاولت أن تقويه عليه وأن تخرب عليه بيته، وإذا لم يسمع كلامه أولاده وبناته، فلا بد أن حماته قد قدمت لهم رشوة فى شكل شيكولاته أو لعبة أو سلسة ذهب كل حسب سنه، وأنهم بهذه الرشوة إستطاعوا أن يخرجوا عن طوعه، وإذا تم طرده من عمله، فلا بد أن حماته قد إتصلت برئيسه للإنتقام منه، لأنها تريد أن تطلق زوجته منه وتزوجها من إبن خالتها (سيد... سيده)، ولذلك فإن صديقى لم يعد يشتكى من كثرة مشاكله، فلديه مشكلة واحدة فقط هى:quot;حماتهquot;، هل رأيتم عبقرية أكثر من هذا، عندما تختزل كل مشاكلك فى مشكلة واحدة تكسب الراحتين: راحة معرفة سبب المشاكل، وراحة إستحالة الحل لأن المشكلة أكبر من إمكانياتك بكثير، لذلك بدأت فى الإقتناع بنظرية المؤامرة وملخصها أن إسرئيل وراء كل المصائب، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
مشكلة إنفجار سكان غزة الأخيرة وغزوهم لبر مصر رافعين أعلام حماس وفلسطين، وراءها إسرائيل ليس فقط بسبب حصارها غزة، ولكن لأنه سهلت الغزوة الفلسطينية ولأنها بذلك تمهد لإخلاء غزة من سكانها والبدء فى توطينهم فى صحراء سيناء الواسعة، وبهذا تخفف الضغط على أمن إسرائيل، ومش مهم أمن مصر. وليس من المستبعد أن حماس متفقة مع إسرائيل على هذا الحل، ألم تسمعوا الإشاعة القائلة بأن حماس تم إنشائها بتشجيع إسرائيلى حتى تضع حدا لسلطة فتح وحتى تستطيع شق الصف الفلسطينى والذى كان مترابطا حتى إنشاء حماس وصعودها إلى السلطة وبدلا من أن يوجه الفلسطينيون ضرباتهم لإسرائيل، يوجهونها لبعضهم البعض.
....
أحداث 11 سبتمبر فى أمريكا لابد أن يكون وراءها اليهود وإسرائيل لأنها بذلك ضمنت أن تخلق عدوا جديدا لأمريكا والغرب بعد إنهيار العدو الشيوعى، وماهو أفيد لمصالح إسرائيل من عدو للغرب أكثر من العرب والمسلمين، وحتى إن إعترف إسامة بن لادن بمسئوليته عن 11 سبتمبر ليس من المستبعد أنه يعمل مع الموساد، بدليل أنه مازال طليقا وأنه لم يتضرر المسلمون فى كل أنحاء الأرض فى التاريخ الحديث كما تضرروا بأحداث سبتمبر بسبب تنظيم القاعدة والذى يرأسه بن لادن، (يبقى أكيد هو شغال معاهم).
....
غزو الكويت بواسطة صدام حسين كان بسبب إسرائيل، لقد إعتقد صدام أن تحرير القدس لا بد أن يتم عن طريق تحرير الكويت، وذلك لإستغلال عائدات النفط لصالح القضية الفلسطينية، وحتى حرب إيران والعراق ما كانت لتحدث لولا وجود إسرائيل، لأن صدام إعتقد أنه لكى يهجم على إسرائيل لابد أن يؤمن البوابة الشرقية ويقفلها بالضبة والمفتاح بصفته بواب (أقصد حارس) البوابة الشرقية، ومن هنا كانت قادسية صدام تمهيدا، لحطين صدام فى القدس، ولكن الغدر الأمريكى ومن وراءه اللوبى الصهيونى لم تمكن صدام ولد العشائر من دخول القدس على ظهر حصانه الأبيض.
...
إسرائيل وراء تخلف العرب، لأنه بسبب وجود إسرائيل تم تجنيد إمكانيات عسكرية كبيرة لصالح المعركة ضد إسرائيل، وكلنا يعلم أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبذلك تقلصت مشروعات التنمية البشرية والإقتصادية لصالح المعركة.
....
إسرائيل كانت ومازالت وراء تفكك العرب، فهناك من العرب من يؤمن بأن السلام هو الطريق الوحيد لحل مشكلة إسرائيل، وهناك من يؤمن بأن حل مشكلة إسرائيل هو بإلقائها فى البحر (هيلا بيلا وكأنها شوال بطاطس) وإستعادة فلسطين من البحر إلى النهر، وبذلك إنقسم العرب إلى قسمين: قسم خونة ومطبعين ومتنطعين وقسم أبطال وصامدين ورافضين.
....
إسرائيل وراء فشل لبنان فى إنتخاب رئيس جمهورية حتى الآن، واصبحت بلد من غير ريس يحكمها، ودعونى أشرح لكم:
حزب الله وجماعته بالرغم من كونهم أقلية فى البرلمان البنانى إلا أنهم إستطاعوا أن يضعوا العقدة فى المنشار ويحولوا دون إنتخاب رئيس بالأغلبية، ومن الذى جعل قيمة لحزب الله سوى إسرائيل، فلولا وجود إسرائيل لما سمعنا بحزب الله، لأنه بدون إسرائيل لما كان هناك نصرا إلاهيا ولا نصرالله.
....
إسرائيل هى التى أعاقت قيام الديموقراطية فى بلدان الشرق الأوسط، لكى تصبح هى واحة الديموقراطية فى الشرق الأوسط على حد قول الرئيس الأمريكى الأسبق ليندون جونسون،والسبب فى هذا هو أن العرب قد جندوا كل قواهم لحرب ولعداء إسرائيل وجاء هذا على حساب الديموقراطية، لأنه كما قلنا لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.
....
وإسمحوا لى أن أقول شيئا سوف يغضب من يعبدون عبد الناصر، فلولا وجود إسرائيل لما سمعنا عن عبد الناصر، دعونى أشرح لكم:
بعد قيام دولة إسرائيل توجهت سبع جيوش من بينها الجيش المصرى للقضاء على تلك الدولة الناشئة ورفضوا قرار الأمم المتحدة بتقسيم إسرائيل بين العرب واليهود، وطالبوا الكثير من الفلسطينين أثناء وقبل حرب 1948 بترك أراضيهم وديارهم مؤقتا حتى لا تحدث خسائر فى المدنيين العرب،وأن المسألة مسألة أيام ويتم هزيمة اليهود ويعودوا من حيث أتوا ويرجع الفلسطينيون إلى ديارهم، وطبعا لم تأت الرياح بما يشتهى العرب وتمت الهزيمة النكراء من قبل عصابات (الكيان الصهيونى)، وعاد الجيش المصرى مهزوما حزينا ساخطا، وذاق عبد الناصر حصار اليهود له ولقواته فى الفالوجا، وعاد أكثر سخطا وقرر الإستمرار فى حركة الضباط الأحرار والتى تخلصلت من الملك فاروق، وكأنه هو سبب الهزيمة، ولهذا كان إنقلاب يوليو أو ثورة يوليو (حسب حبك أو كراهيتك لعبدالناصر).
...
والحقيقة أن القائمة طويلة، والأدهى من ذلك أن إسرائيل إستطاعت تجنيد أمريكا للعمل لحسابها، وإستطاعت إقناع أمريكا بأنها هى حاملة طائرات أمريكية فى الشرق الأوسط (كده بالبكش يعنى) لأنه لا يوجد جندى أمريكى واحد فى إسرائيل فى الوقت الذى يوجد فيه الآلاف من جنود المارينز على مرمى حجر من المقر الرئيسى لقناة لهلوبة الفضائية، لذلك فإنه لو جاءت المشكلة على قدر إسرائيل لكانت حلت من زمان ولرماها العرب فى البحر من زمان، ولكن ياحرام إسرائيل وراءها أكبر قوة ضاربة فى العالم، وعندما كان الإتحاد السوفيتى يساند العرب (بالكلام على الأقل)، كان العرب قاب قوسين أو أدنى من القضاء على إسرائيل، ولكن لجل حظهم النحس إنهار الإتحاد السوفيتى.
...
طيب وما هو الحل:
الإسلام هو الحل؟!!
[email protected]
اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات