دمشق: قال العميد وليد اباظة مدير مكتب وزير الداخلية غازي كنعان إن رئيسه انتحر برصاصة في فمه اليوم في مكتبه في دمشق.وأضاف فيتصريح لوكالة فرانس برسان "اللواء كنعان غادر الوزارة لمدة ثلث ساعة الى منزله ثم عاد ودخل مكتبه وبعد عدة دقائق سمع صوت طلق ناري وكانت الطلقة من مسدس في فمه".واستنادا الى اباظة فان كنعان اقدم على الانتحار حوالي الساعة 13.00 (11.00ت غ) في مكتبه ونقل جثمانه الى مستشفى الشامي على جبل قاسيون القريب من دمشق. واوضح اباظة ان اللواء كنعان سيدفن غدا في بلدته بحمرة القريبة من اللاذقية، على بعد 350 كلم شمال غرب دمشق.
الى ذلك قال المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع تعليقا على نبأ انتحاء غازي كنعان إن السؤال الذي يطرح نفسه هو "هل تكون نهاية غازي كنعان نهاية حقبة الدولة الأمنية في سورية ؟".
وقال لقناة العربية اليوم "اللهم لا شماتة في الموت، نحن نشهد اليوم الفشل الذريع لنهج الأمن السياسي والدفاع المستميت عن حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية وسيادة أجهزة الأمن وتغييب المواطنة ومأسسة الفساد. كذلك الطريق المسدود لمن اعتبر الأمن وسيلة للحكم، نحن بحاجة للأمن الديمقراطي، أي دولة قانون تعطي الأمن والطمأنينة للناس لا لسلطة متسلطة. فهل يعتبر من بقي حيا من الرئاسة والحكومة والجبهة الحاكمة؟ الخيار في سورية اليوم: استمرار دولة الأمن أم دولة قانون؟ لقد انتهى عصر غياب المحاسبة، واليوم، يمكن ويجب إشعار كل جلاد أو مسئول عن التعذيب أو القتل في سورية والعالم العربي بأن بالإمكان مقاضاته".
وطالب مناع بأن يتكفل القضاء العادي بالتحقيق في قضية انتحار وزير الداخلية ليكون ذلك الرد الأفضل على أنصار دولة الأمن والقضاء الاستثنائي وحالة الطوارئ.
يذكر أن غازي كنعان هو ثالث مسؤول "ينتحر" في الإعلان الرسمي منذ سيطر الجيش على الحزب والدولة في 1968 بعد فترة ازدواجية في السلطة دامت خمس سنوات. فقد "انتحر" عبد الكريم الجندي المدير السابق للمخابرات العامة في مطلع آذار 1969 بعد الضربة التي تلقاها من الأخوين رفعت وحافظ الأسد قبيل انقلاب الأخير عام 1970. ثم "انتحار" محمود الزعبي رئيس الوزراء الأسبق في أيار 2000.
إشارة الى انالسلطات السورية ل تعلن حتى مساء اليوم عن اي اجراءات خاصة للجنازة. وواصل التلفزيون والاذاعة السوريان بث برامجهما المعتادة بعد اعلان نبأ انتحار الوزير.
إقرا أيضا *غازي كنعان : هذا ربما تصريحي الأخير |
التعليقات