أسامة العيسة من القدس: ضبطت الشرطة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية نحو 3 ألاف قطعة أثرية عراقية، يعتقد أنها هربت إلى إسرائيل من العراق أو من الأردن. ووفقا للصحف الإسرائيلية، فان المضبوطات هي من القطع التي كانت تحويها المتاحف العراقية وتعرضت للنهب بعد سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) 2003. وقدرت مصادر مطلعة قيمة المضبوطات بعشرات الآلاف من الدولارات، وتضم قطع أثرية مختلفة الحجم، من بينها تماثيل من النحاس والبرونز، بالإضافة إلى نثريات أثرية سومرية وآشورية وغيرها. ومن بين المضبوطات رؤوس لحيوانات، ووجوه ملوك وكتابات مسمارية.

ونسبت الصحف العبرية لمصادر في الشرطة قولها بان تجار فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة، لعبوا دورا في تهريب هذه الآثار بالتعاون مع تجار ومهربي أثار إسرائيليين. ولم يتضح ماذا ستفعل الشرطة الإسرائيلية بالمضبوطات، ولم تفصح عن نيتها في إعادتها للعراق، ويحتمل أن لا تتخلى على ما وصف بأنه ثروة أثرية، وتعرضها في المتاحف الإسرائيلية. وتنشط في إسرائيل منذ قيامها ما يسمى مافيا الآثار، التي تعمل في المتاجرة بالآثار المسروقة والمنقب عنها بطريقة غير مشروعة، وتورط في هذه التجارة السياسي الإسرائيلي والأكاديمي إيغال يادين، الذي سخر علم الآثار لخدمة أهداف أيديولوجية، والجنرال الراحل موسى ديان، المتهم بالاستيلاء على ألاف القطع الأثرية من المناطق الفلسطينية المحتلة وشبه جزيرة سيناء والجولان ومناطق عربية أخرى. ونفذت الحكومة الإسرائيلية نفسها اكبر عملية سطو على الآثار بعد أسابيع من انتصارها في حرب حزيران (يونيو) 1967، عندما استولت على المتحف الفلسطيني في شرق القدس المعروف باسم (متحف روكفلر) ونقلت محتوياته إلى متحف الكتاب بالقدس الغربية، وتسيطر السلطات الإسرائيلية الان أيضا على المتحف الفلسطيني وتتحكم بمحتوياته.