والد جندي العقبة القتيل ينتمي لحزب البعث
رسالة صدام إما لهاني الخصاونة أو لتيسير الحمصي
نصر المجالي من لندن: توقعت مصادر أردنية أن تكون رسالة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهي الأولى من نوعها يوجهها من معتقله الأميركي قرب بغداد لشخص من خارج أسرته موجهة لأحد شخصيتين أردنيتين، فهي إما أن تكون موجهة لصديقه الدائم وزميله في دراسة الحقوق في القاهرة في ستينيات القرن الفائت الدكتور هاني الخصاونة، وهو محام الآن وكان في وقت سابق وزيرا للإعلام وسفيرا للأردن في كل من الاتحاد السوفياتي السابق ورومانيا، أو أن تكون موجهة لتيسير الحمصي أمين عام حزب البعث الإشتراكي في الأردن.
ولكن احتمال أن تكون للحمصي هو الأكثر قبولا، حيث ربطت المصادر بين توقيت إرسال الرسالة وانعقاد المؤتمر السنوي الخامس للحزب في الأسبوع الماضي، حيث تصدرت صور صدام حسين قاعة الاجتماعات فضلا عن خطابات من المشاركين تشيد بدوره القومي والتنديد بقرار اجتثاث حزب البعث الذي أطيح به من حكم العراق بعد 35 عاما في السلطة.
وبهذا الاحتمال يمكن استبعاد أن تكون الرسالة موجهة للدكتور الخصاونة الذي كان زائرا دائما لبغداد في عهد الرئيس السابق، ولكنه التزم الصمت إزاء ما يجري في العراق منذ الحرب التي أنهت حكم صدام في إبريل (نيسان) 2003 .
وإلى هذا، فإن تيسير الحمصي صرح للصحافة الأردنية، أن جمال النجداوي والد الجندي أحمد النجداوي الذي قتل يوم الجمعة الماضي إثر التفجيرات الصاروخية في مدينة العقبة، من أبرز اعضاء حزب البعث الاشتراكي في مدينة السلط الأردنية. وكانت السلطات الأردنية صرحت رسميا للحزب بالعمل علنا بعد إقرار قانون الأحزاب في العام1991 وهو يعتبر من الأحزاب الفاعلة على الساحة الأردنية، ولا يزال يرتبط بعلاقات صميمية مع حزب البعث العراقي المنحل.
وفي الرسالة التي نشرت بعض فقراتها المهمة في صحيفتي (الدستور) و(العرب اليوم) الأردنيتين، امس الأحد، فإن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تعهد بـ "التضحية بحياته من أجل العراق وفلسطين، وقال عاش العراق حرا وعاشت فلسطين حرة عربية".
و وزع نص الرسالة المنشورة في عدد من الصحف حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن على هامش مؤتمره السنوي، وقال مسؤولون في الحزب إن صدام بعث الرسالة من سجنه إلى شخصية وطنية مستقلة في الأردن لم يكشف عنها.
وقال صدام في الرسالة التي شطبت الرقابة الأميركية في المعتقل أجزاء منها " نفسي وما ولدت لها ومنها فلسطيننا الغالية وعراقنا الصابر الحبيب المبتلى، إن الحياة دون اعتبارات الإيمان والمحبة والتاريخ الموروث في أمتنا بوار". وفي الرسالة أعلن صدام حسين أنه "يضحي بنفسه وبأفراد عائلته من أجل العراق الحبيب وفلسطين الحبيبة".
وتقول المصادر التي اطلعث على نص الرسالة إن لهجتها تشبه كثيرا خطابات صدام أثناء وجوده في السلطة"، وقام بنقل الرسالة إلى صديق صدام الأردني وهي الأولى التي يبعث بها صدام من سجنه إلى الخارج منذ اعتقاله في ديسمبر (كانون الأول) عام 2003.
وأكدت رنا صيداوي المتحدثة باسم الصليب الأحمر في عمان صحة الرسالة وقالت إن الخطاب تعرض للمراقبة من قبل سلطات المعتقل قبل أن يسلم للمنظمة الدولية التي نقلته بدورها إلى صديق صدام، وتتقول وكالة اسوشيتدبرس التي اطلعت على نسخة من الرسالة إن النبرة المتحدية واللهجة البلاغية الورادة فيها تشبه كثيرا ما كان يردده صدام حسين في خطاباته أثناء وجوده في السلطة..














التعليقات