نيودلهي: سيواجه الرئيس الاميركي جورج بوش صعوبات في الحصول على موافقة الكونغرس الاميركي على الاتفاق النووي التاريخي الذي ابرمه مع نيودلهي اثناء زيارته الهند . واشاد المحللون ووسائل الاعلام الهندية بالاتفاق الذي ابرمه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الخميس مع الرئيس الاميركي و الذي يقضي برفع الحظر المستمر منذ ثلاثة عقود على تزويد الهند بالتكنولوجيا النووية المدنية.

وينص الاتفاق على ان تقوم الهند بفصل برامجها النووية العسكرية عن المدنية، وفتح 14 من مفاعلاتها النووية الـ 22 لعمليات التفتيش الدولية .الا انه لا يزال يتعين على بوش الحصول على موافقة الكونغرس الاميركي ودول مجموعة المزودين النوويين الـ 45 على الاتفاق . ويحذر الخبراء من ان بوش قد يواجه صعوبات في اقناع الكونغرس بانه لم يرضخ لرغبة لوبي القنابل النووية الهندي في الاحتفاظ بعدد كبير من المفاعلات النووية لانتاج الاسلحة الذرية.

وقال هنري هايد الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الدولية المتنفذة في مجلس النواب ان اللجنة ستدقق في الاتفاق بحذر بالغ . واضاف في بيان في واشنطن ان اللجنة quot;ستمحص بشكل دقيقquot; احكاما معينة في الاتفاق والاثار المحتملة على المصالح الاميركية ومصالح المجتمع الدولي .وقال جوزيف كيرينكيون خبير الاسلحة النووية الاميركي ان quot;الرئيس ربما ارتكب خطأ قاتلا في وضع الاسلحة النووية في قلب العلاقات الاميركية - الهندية التي تشهد تحسنا quot;.واضاف quot; ان المشرعين يرغبون في تحسن العلاقات ولكن ليس على حساب الاسلحة النووية quot;.و تابع quot;والاسوأ من ذلك ان المسؤولين الهنود اوضحوا ان الهند وحدها هي التي ستقرر اي من المفاعلات ستبقى ضمن تصنيف المفاعلات العسكرية بحيث لا تطالها عمليات التفتيشquot;.

وتعتبر امدادات الوقود النووي من الولايات المتحدة مهمة للمفاعلات النووية المدنية الهندية التي ستبنيها الهند في المستقبل لانتاج الطاقة اللازمة لاقتصادها المتسارع النمو .وينهي الاتفاق بشكل فعلي وضع الهند كدولة نووية مارقة رغم رفضها التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي.واشار داريل كيمبول المدير التنفيذي لرابطة مراقبة الاسلحة الاميركية المستقلة ان الحرية التي تتمتع بها الهند في منع قيام اية عمليات تفتيش على اي مفاعلات نووية مستقبلية تناقض مزاعم الادارة الاميركية بان الاتفاق يفيد الحد من الانتشار النووي.

ويضيف quot;لقد باع البيت الابيض المبادئ والمواقف الاميركية الاساسية المتعلقة بالحد من الانتشار النوويquot;.كما شكك عدد من الخبراء الهنود كذلك في حصول بوش على موافقة الكونغرس او مجموعة المزودين النوويين رغم ما وصفه المسؤولون بمفاوضات اللحظة الاخيرة في السباق على التوصل الى الاتفاق خلال اول زيارة يقوم بها بوش الى الهند.

وقال بهارات كارناد من مركز ابحاث السياسة الفكري في نيودلهي quot;المشاكل الحقيقية ستبدأ الان. والاختبار الحقيقي هو ما اذا كان الاتفاق سيحظى بموافقة الكونغرس ومجموعة المزودين النوويينquot;.واضاف quot;سيثير المحللون الاميركيون العديد من الاسئلة فور ان يبدأوا في النظر الى الاتفاق من ناحية الحد من الانتشار النوويquot;.

ومن ناحية اخرى واجه رئيس الوزراء الهندي معارضة شديدة من حلفائه اليساريين المهمين الذين نظموا احتجاجات ضخمة الخميس ضد زيارة بوش وضد الاتفاق.ويقول الشيوعيون الذي يمتلكون 63 من مقاعد البرلمان البالغة 545 مقعدا، ان الهند جلبت على نفسها تدخلا في سياستها الخارجية من خلال ابرام الاتفاق مع الولايات المتحدة quot;الامبرياليةquot;.

ويؤكدون ان الاتفاق يقيد برنامج الهند للاسلحة النووية بفتح معظم المفاعلات النووية لعمليات التفتيش . الا ان محللين اخرين يقولون ان مثل هذه المعارضة لا تمثل خطرا حقيقيا على حكومة سينغ التي يقودها حزب المؤتمر.

وصرح سي. راجا موهان المحلل الامني لوكالة فرانس برس quot;سيحدثون بعض الضجيج، ولكن بعد تفسير الاتفاق امام البرلمان سيقتنعونquot;، مضيفا quot;وبالنتيجة فان هذا الاتفاق جيد بالنسبة للهندquot;.