عضو قيادة جبهة الحوار الوطني مصطفي امين لـquot;ايلافquot;
نسعى لحكومة انقاذ من دون انقلاب عسكري
واشار في حديث مع quot;ايلافquot; الى ان المصالحة الوطنية يجب ان تكون نابعة من ايمان وليس من تفضل ومنة من السلطة على الاخرين . واضاف انه من دون حلول سياسية واقتصادية صحيحة ترسخ المفاهيم الديمقراطية فان القوى السياسية لن تكون جادة في حل مليشياتها لانها اكتسبت قوتها وquot;شرعيتهاquot; من خلال هذه المليشيات . واوضح ان جبهة الحوار التي تقاطع الحكومة الحالية مستعدة لمساعدتها والوقوف معها بجدية ليس للحصول على مقاعد وزارية وانما للدفع باتجاه مشاركة شخصيات من المختصين والتكنوقراط فيها . وقال انه من المهم ان لا يتم اعتبار قومية او طائفة الوزير عند تعيينه لان من الضروري ان يساهم اكثر العراقيين في المشروع الوطني على اساس النزاهة والاخلاص .
وفيما يلي اسئلة quot;ايلافquot; واجوبة النائب والقيادي في جبهة الحوار العراقي عليها :
... اعلن رئيس جبهتكم الدكتور صالح المطلك قبل ايام عن نقاشات تجري بين قوى سياسية لانشاء جبهة انقاذ وطني .. فالى اين وصلت هذه الاتصالات ؟ ومن الذي يشارك فيها ؟ وماهو الهدف منها ؟
.. هناك عدة تجمعات داخل العراق وخارجه من السياسيين الليبراليين والعلمانيين والديمقراطيين يريدون الوصول الى رؤى عملية موحدة لاخراج العراق من ازماته الحالية وهي تجري نقاشات لانشاء جبهة انقاذ تقوم على اساس برنامج وطني مشترك واضح . لكن الامر المهم هو ان الجميع يجب ان يعرفوا ان هذه الجبهة لاتعني انقلابا عسكريا كما صورها البعض لان الوضع في العراق قد اختلف عن السابق وهو سائر نحو الديمقراطية . ان هذه الجبهة تريد ان تصل الى قناعة تتفق فيها هذه القوى والشخصيات على تغيير الحكومة او العملية السياسية برمتها بالاساليب اليدمقراطية لانه بعكس ذلك فانه سيتم معارضتها من قوى اخرى وندخل في دوامة جديدة .
ان هذه الجبهة ستكتسب شرعيتها من الشعب العراقي وقواه السياسية في مجلس النواب وتقوم بصياغة برنامج وطني بعيد عن التجحفلات الطائفية او الاثنية في مرحلة اولى يمكن بعدها ان تتقدم وتخوض الانتخابات النيابية المقبلة . لقد تم الاتفاق مبدئيا على خوض تجربة نزول قوائم مشتركة لاشيعية ولا سنية في انتخابات مجالس المحافظات المؤمل اجراؤها خلال الاشهر الثلاثة المقبلة .
والان وبعد تقرير بيكر ndash; هاملتون الاميركي والذي تتفق معه الكثير من القوى العراقية لما يتصف به من توازن وعدم انحياز وتأكيده على الدور الاقليمي في امن واستقرار العراق فان الوقت حان لان تجتمع دول الجوار وتبحث مع الحكومة العراقية الاوضاع في البلاد .
... ماهو رأيكم داخل جبهة الحوار الوطني بخطة امن بغداد المزمع تطبيقها خلال ايام وهل تعتقدون انها ستحقق اهدافها في الوصول الى امن واستقرار العاصمة ؟
.. اذا كان التفكير في تطبيقها يقوم على العقلية السابقة للخطط الامنية القائمة على القوة العسكرية وحدها فلن تنجح أي خطة امنية جديدة . ان هذه الخطة يجب ان تساندها خطط سياسية واقتصادية ايضا لانتشال الناس من البطالة وتحويلهم الى افراد منتجين ومنع استغلالهم من قوى معادية . ان تقارير الاسكوا (منظمة غرب اسيا الاقتصادية) التابعة للامم المتحدة تشير الى ان نسبة البطالة بين العراقيين زادت على 60% والتضخم 50% بينما لم تتجاوز نسبة الاستثمار الاجنبي 1% وخسائر الفساد المالي 7,5 مليار دولار سنويا كما ان السياسة النفطية تعاني من الفساد وهو مايعني ان الاقتصاد العراقي يسير نحو كارثة حقيقية .
ويجب هنا ادراك مخاطر هذا الوضع لانه اينما كان هناك فقر وانعدام للخدمات الذي وصل الى ادنى مستوى في العراق تحصل الثورات الشعبية والاضطرابات .. والتجارب التي مرت بها دول اخرى في هذا المجال خير دليل على ذلك .
انه من غير الممكن ان تضع الدولة شرطا مع كل مواطن لتراقبه ولذلك فان الخطط يجب ان تتأسس على اساس انعاش اوضاع المواطنين وحل ازمات المجتمع بالترافق مع تفاهم سياسي يسقط الانا في التخاطب وتحل العدالة والديمقراطية والسلام والحرية محل الظلم والفساد والقمع . لقد فشلت الخطط الامنية السابقة وتحولت الى قمعية لانها لم تأخذ بالاعتبار القضايا السياسية والاقتصادية للعراقيين . فكيف يمكن حل المليشيات وافرادها بمئات الالاف ؟ هل يمكن قتلهم كلهم لتزداد الامور سوءا ؟ كلا طبعا .. فالمفروض ايجاد حلول اقتصادية لتشغيل المجاميع من الايدي العاملة المعطلة عن العمل والانتاج . ان العراق امام صراع طبقي لبس لبوسا طائفيا .. وهو برز على شكل صراع شيعي ndash; شيعي وصراع سني ndash; سني وكردي ndash; كردي بين الطبقات المستغلة والطبقات المستغلة .
... الى اين تسير مبادرة المصالحة الوطنية ؟ وهل انتم متفائلون بنجاحها بعد ستة اشهر من الشروع بها؟
.. ان مفهوم المصالحة على اساس التفضل على الاخر خطأ جسيم .. المصالحة خرجت الان من وضعها العراقي .. لان هناك الوضعان الاقليمي والدولي .. وكل يبكي على ليلاه . . والوضع المتخلخل في العراق حاليا تستفيد منه دول كثيرة في المنطقة والعالم . ولو نأتي على جهة مثل ايران فانه اذا استقر العراق فهذا يعني ان اميركا ستتفرغ لها ولسوريا .. والامر نفسه اذا نجحت التجربة الديمقراطية في العراق فانها ستنتشر في عموم المنطقة ضد رغبات حكامها . ثم ان هناك الصراع العربي الاسرائيلي الذي يوقد جذوة بعض الراديكاليين والاسلاميين وهو له مساس بهذا الموضوع ويجب ان يحل بطريقة سلمية .
الان خرجنا من المفهوم العراقي الى المفهوم الاقليمي والدولي .. مثلا النظام السابق منح استثمارات نفطية ضخمة لشركات اوروبية ثم جاءت الشركات الاميركية الان فاستولت على هذه الاستثمارات في هذه الحقول ولذلك لايمكن ان تسكت تلك الدول وتكتفي بالتفرج على الولايات المتحدة .. كما ان التغيير في العراق كان دوليا ولذلك لابد لهذه الدول ان تساعد العراق المريض حتى يتعافى من ازماته .
فالمصالحة يجب ان تكون نابعة من ايمان وليس من تفضل ومنة من السلطة على الاخرين . اما بالنسبة لمشكلة البعثيين فاننا اذا اردنا ان ندخلهم في العملية السياسية يجب ان نعرف انه لو تحسنت الاوضاع في العراق بعد سقوط النظام السابق لما وجد هذا الاضطراب الخطير الذي نشاهده حاليا في الشارع العراقي . كما ان الكثير من البعثيين هم مواطنين لم يسيئوا الى احد ولم يخرقوا القوانين وكانت لهم اسبابهم المعيشية والادارية حين انخرطوا في الحزب .. وهناك منهم من آمن بفكر الحزب والفكر لايمكن اجتثاثه .. لقد حاول صدام حسين اجتثاث فكر حزب الدعوة الاسلامية والحزب الشيوعي .. لكن صدام سقط والحزبان يشتركان في الحكم الان .
ولذلك يجب ان تكون هناك فترة انتقالية لعامين تتشكل فيها حكومة على اساس برامج موضوعية تقلص من دور المليشيات وسيطرة الاحزاب المتنفذة على صناديق الاقتراع بالترهيب وضمن حرية حقيقية للتعبير عن الراي والعمل السياسي .. وبعدها يمكن اجراء انتخابات نزيهة يشارك فيها ناس واعون لمسؤولياتهم وواجباتهم . اما الان فان مسيرة المصالحة لاتبشر بخير .. ولولا تقرير بيكر والضغوط على الحكومة العراقية لما ذهبت الى الجامعة العربية لتعريب القضية العراقية خوفا منها من تحويلها الى دولية وتعيد بعدها بالعراق الى قرارات مجلس الامن المقيدة .
انتم تقاطعون الحكومة الحالية .. فهل لديكم الاستعداد للاشتراك فيها على ضوء التعديل الوزاري الذي يزمع رئيسها نوري المالكي اجراؤه على وزارته ؟
.. اننا مستعدون لمساعدة الحكومة والوقوف معها بجدية ليس للحصول على مقاعد وزارية وانما لانبثاق حكومة فاعلة.. وعندما تأتي الحكومة بشخصيات من المختصين والتكنوقراط فنحن معها وسنرشح اسماء للوزارات ونوصلها الى رئيس الحكومة .. عشرة اسماء لكل وزارة ليختار المالكي مايرغب من بينهم . نحن لانهتم من يكون الوزير او ماهي طائفته او قوميته لاننا نفضل ان يساهم اكثر العراقيين في المشروع الوطني على اساس النزاهة والاخلاص وبدون ذلك لن نتقدم للحصول على أي وزارة . لقد اوصلنا صوتنا هذا الى الحكومة وبعثنا بهذه الافكار الى المالكي عن طريق الائتلاف الموحد واقترحنا ان يكون رئيس الجمهورية او وزير الخارجية من العنصر العربي لان هذين المنصبين على اتصال بحاضنة عربية كبيرة اضافة الى ان 80% من العراقيين هم من العرب .
... كيف تنظرون الى تعطل جلسات مجلس النواب بسبب غياب اعضائه؟ وماهو تأثير ذلك على الاوضاع السياسية والامنية للبلاد ؟
.. ان مما يؤسف له ان هناك الكثير من الاولويات الملحة الموجودة لا تطرح على مجلس النواب .. واكثر مما يطرح لايرقى الى الموضوعات المهمة التي يجب ان تناقش وتعالج وفي مقدمتها الامن والخدمات والتي لم نبحثها بالشكل المطلوب لحد الان من الناحيتين التشريعية والرقابية . يعني انه كان يجب ان يحضر الى المجلس وزير الداخلية او الدفاع كلما حصل انهيار في الوضع الامني مرة واحدة على الاقل في الاسبوع ليوضحان ويستمعان الى مقترحات النواب .. واذا عجزا عن تحسين الوضع يجب استبدالهما وتغيير الخطط الامنية الموضوعة باخرى اكثر فاعلية واسنادها باخرى سياسية واقتصادية . كما يجب ان يتابع المجلس الوزارات الخدمية بشكل اكثر جدية وان لايعلق النقص في الخدمات على شماعة الامن باستمرار لان هناك محافظات تتمتع بالامن والاستقرار مثل محافظات الشمال والجنوب والاستثمار في أي محافظة ينعكس على جميع المحافظات ايجابيا .
ان اجتماعات مجلس النواب اصبحت بلا طعم لان ما يطرح فيها يذهب الى مسائل ثانوية وهو ماخلق احباطا لدى القوى الليبرالية والديمقراطية . ثم ان هناك الكتلتان الرئيسيتان للتحالف الكردستاني والائتلاف تتحدان في مواجهة مطالب للنواب .. فاذا اراد نواب استدعاء وزير لمساءلته عن سوء ادارته مثلا وكان منتميا لاحدى الكتلتين فانهما يقفان ضد الطلب ويسقطانه .. اضافة الى ان هناك الكثير من المناسبات الدينية التي اصبحت تعيق حضور الكثير من النواب .
ماهو رأيكم بالتهديدات الحكومية للنظر باعادة العلاقات مع الدول التي عارضت او انتقدت اعدام الرئيس السابق صدام حسين ؟
.. اولا لابد من الاشارة الى اننا كنا نتمنى ان تكون محاكمة صدام محاكمة للنظام السابق برمته وليس كفرد اسمه صدام لان هناك الكثير من الملفات التي يرغب العراقيون في معرفة ملابساتها ومنها قصف حلبجة بالكيمياوي وحربي ايران والكويت . لقد ماتت هذه الملفات باعدام صدام وموته وهو كان المسؤول الاول فيها .. وكان يجب ان نعرف من هم شركاؤه فيها ؟ ومن هم المتورطين معه؟ حتى لايعيدوا التجربة مع العراقيين من جديد او يظهرون مرة اخرى بأردية جديدة .
ثم اننا امام مصالحة وطنية .. وهنا اشير الى اننا كلما اقتربنا منها تثار قضية معينة تعرقل مسيرتها .. مرة بالتفجيرات او بالاغتيارت ومرة اخرى بالازمات السياسية او الاقتصادية .. وكل هذه تضع العصي في عجلة المصالحة . ولذلك فان قطع العلاقات لايجوز لان هذه الدول حرة في التعبير عن ارائها ومواقفها .. ثم ان ذلك سيؤدي الى محاصرة العراق من جديد . ولذلك نتمنى معالجة الامر بالطرق الدبلوماسية الصحيحة والنأي بالنفس عن اللجوء الى ردود الافعال الخاطئة .
. هل تعتقد ان القوى السياسية جادة في حل المليشيات التابعة لها ووقف عمليات التهجير والتغيير السكاني للعاصمة بغداد ؟
.. من دون حلول سياسية واقتصادية صحيحة ترسخ المفاهيم الديمقراطية لا اعتقد ان القوى السياسية جادة في حلها لان هذه القوى اكتسبت قوتها وquot;شرعيتهاquot; من خلال هذه المليشيات . ثم يبقى السؤال كيف نحل هذه المليشيات ونستقطب عناصرها ونستثمرها وطنيا و لا نعيد مأساة الهجوم الاميركي على مدينتي الصدر والفلوجة لان هذا لن يوصلنا الى أي نتيجة . نريد اسلوبا سلميا سياسيا وبرنامجا اقتصاديا وفهما وطنيا واعيا .. يجب ان ننزع البدلة العسكرية ونعالج المشاكل انطلاقا من حب العراق والحرص على حاضره ومستقبله . نعطي الحقوق ونأخذ الواجبات .. نرسخ الاداء الحكومي ونطبق الديمقراطية .. ونتبع برنامج مصالحة قائم على التسامح بشكل ينعكس على روح الدستور والقوانين وتكافؤ الفرص .
التعليقات