الرئاسة في خطر والمهلة تقترب من نهايتها بلا حل
اللبنانيون يتطلعون بأمل إلى قمتي الفاتيكان وواشنطن

إيلي الحاج من بيروت: يتابع اللبنانيون على أبواب الإستحقاق الرئاسي في بلادهم بكثير من التنبه إلى أي تحرك خارجي يتعلق بأزمة بلادهم السياسية، وبعضهم يعلق عليها آمالاً لتخليص الرئاسة من خطر الفراغ وتاليًا الفوضى، وذلك بعدما تراجعت الرهانات على نجاح المبادرات الداخلية، كتلك التي أطلقها على التوالي رئيس مجلس النواب نبيه بري أو البطريرك الماروني نصرالله صفير أو رئيسا أكبر كتلتين في البرلمان سعد الحريري وميشال عون. وقبل ستة أيام من الجلسة المحددة لانتخاب رئيس، والتي لن تعقد كسابقتيها على الأرجح، اهتم اللبنانيون الحاملون خشية على المستقبل بعد انقضاء ولاية الرئيس الحالي إميل لحود في 24 هذا الشهر، بلقاء القمة التاريخي الذي جمع في الفاتيكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والبابا بينيديكتوس السادس عشر الذي يتبع لمرجعيته الروحية الموارنة. في حين تشهد واشنطن لقاء يجمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الاميركي جورج بوش يستمر يومين، خصوصًا أن المعضلة اللبنانية حاضرة في اللقاءين.

وذكر مصدر ديبلوماسي عربي انه quot;اذا كان صحيحًا أن قمة واشنطن مهمة بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني مسارًا ومصيرًا، فإن الصحيح ايضًا ان قمة الفاتيكان هي بالغة الاهمية بالنسبة الى الشأن اللبنانيquot;. وذلك ان قمة ساركوزي - بوش تناقش اجندة مصالح الدولتين في المنطقة بدءًا من مواجهة الارهاب مرورًا بالاوضاع السياسية والعسكرية والتحديات القائمة، وصولاً الى قوة حفظ السلام الدولية في الجنوب اللبناني، quot;اليونيفيلquot; التي تشكل فرنسا العمود الفقري فيها، ويقع الموقف الفرنسي والاميركي من الاستحقاق الرئاسي في خانة هذه العناوين.

وعلم أن قمة الفاتيكان ناقشت هذه المحطة اللبنانية انطلاقًا من عنوانين اساسيين كبيرين المشترك بينهما اهمية لبنان بالنسبة الى الفاتيكان والمملكة العربية السعودية، وان الكرسي الرسولي يعتبر لبنان quot;اكثر من وطن، فهو هو رسالةquot; حضارية لشعوب العالم، في حين ليست مواقف المملكة من لبنان في حاجة الى تذكير بحرصها على العيش المشترك بين الطوائف والفئات اللبنانية في جو اعتدالي.

ويلتقي الطرفان الفاتيكاني والسعودي على وجوب تجنيب لبنان الفراغ والفوضى السياسية، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية ووفق الأصول . ويعوّل سياسيون لبنانيون على أن تكون قمة بين الرئيسين بوش وساركوزي في العاصمة الامركية مناسبة حاسمة تصدر عنها كلمة سر تعمم على حلفاء الشريكين الذين شاركوا في اجتماع اسطنبول الاخير. علمًا أن دوائر الخارجية الاميركية تحافظ على خط ساخن مفتوح خصوصا مع السعودية ومصر اللتين تنسقان مواقفهما وتحركاتهما لمواكبة الحدث اللبناني.

ولن يكون مجلس الامن الدولي بعيدًا عن هذه المواكبة في ضوء الاعلان غير الملزم الذي صدر عنه الإثنين الماضي بإجماع اعضائه الخمسة عشر والذي حذر فيه من اي فراغ دستوري ومن اي تدخل خارجي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وتتناول قمة واشنطن التي تنعقد على مدى يومين المسألة اللبنانية كبند متقدم في جدول اعمالها، الى جانب الملف الايراني والازمة الباكستانية وقضية الشرق الاوسط حيث ستكشف لهجة البيان الختامي الذي سيصدر عنها كيفية التعاطي الدولي على هذا المستوى مع هذا الاستحقاق.

وتشير المعلومات الى ان الرئيس ساركوزي يحمل معه ملفًا متوازنًا يتحفظ فيه عن الانتخاب بمن حضر من النواب، ويركز على اولوية الانتخاب بالتوافق مع ما يعني ذلك من تنشيط حركة اتصالات داخلية وخصوصًا على خط بكركي - الحريري لتظهير شخصية مارونية تحظى بالتوافق المطلوب، وقد لا تكون من مرشحي 14 آذار/ مارس ولا من 8 آذار/ مارس بطبيعة الحال. أما في حال الفشل في التوصل إلى هذا الحل، فربما تسود في النهاية النظرية الاميركية التي عبّر عنها المندوب الاميركي في مجلس الامن زلماي خليل زارد، والتي لا تعارض انتخاب رئيس بأكثرية نصف النواب زائد واحد.