مباحثات لإسقاط الحكومة الحالية برلمانيا
أميركا تدعم حكومة إنقاذ عراقية من دون المالكي

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يخوض سياسيون عراقيون إجتماعات ومباحثات مدعومة من الجانب الأميركي لإسقاط حكومة نوري المالكي بتجميع أكبر عدد من الأصوات داخل البرلمان. وعلمت إيلاف من مصادرها داخل المنطقة الخضراء في بغداد أن تكتلات خارج قائمة الإئتلاف العراقي الموحد الشيعية من شخصيات شيعية مستقلة وكتلة الصدر وحزب الفضيلة ومن جبهة التوافق السنية والقائمة العراقية باتت متفقة على رفضها لحكومة المالكي وتحتاج إلى جمع أكبر عدد من الأصوات داخل مجلس النواب العراقي لإسقاطها. وبهذا الصدد أبلغ مستشار لأحد الزعماء الكرد إمتنع عن الإفصاح عن إ سمه إيلاف بأن التحالف الكردستاني أجمع أمره داخليا على رفضه الإبقاء ضمن الوضع الحالي لحكومة المالكي وينتظر القادة الكرد انتهاء الازمة مع تركيا لمنح اصواتهم لمعارضي حكومة المالكي داخل البرلمان بعد الإتفاق على ترتيبات سياسية واضحة حول وضع كركوك.

وأضافت مصادر إيلاف العراقية خلال حديث هاتفي صباح اليوم أن الإدارة الأميركية باتت منحازة بشدة لإسقاط حكومة المالكي الذي ينشط مستشاروه هذه الايام لاستمالة التيار الصدري وحزب الفضيلة بضرورة العودة للائتلاف للوقوف بوجه دعوات تستهدف الوجود الشيعي. لكن جولات مستشاري المالكي، وفقا للمصادر، فشلت في اعادة الكتلة الصدرية او الفضيلة للائتلاف خاصة بعد استهداف اتباع التيار الصدري ومخالفي حزب الدعوة والمجلس الاعلى في كربلاء والديوانية من قبل قوات وميليشيات مرتبطة بحزب الدعوة والمجلس الاعلى وفقا للمصادر ذاتهافي هاتين المحافظتين الشيعيتين والبصرة والعمارة جنوبا.

واكدت المصادر ان رئيس حزب الامة العراقية النائب مثال الالوسي اكد وجود رغبة اميركية بحكومة انقاذ عراقية تمهد لإجراء الانتخابات القادمة التي يخشى ان يتكرر مشهد نفوذ التيارات الدينية على الناخبين فيها ترهيبا وترغيبا. وكشف رفض الالوسي التحالف مع الجلبي في هذه الحكومة المقترحة دون ان يعارضها. واضافت المصادر ان الالوسي كان توقع امام وفد من قبائل الانبار زاره مؤخرا ان حكومة المالكي ستسقط خلال شهربن.و اوردت المصادر اسم الدكتور أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي كرئيس لحكومة الانقاذ المقترحة حيث يقوم الجلبي بجولات في محافظات العراق ويجتمع مع شيوخ ومتنفذين فيها لحشد تأييد لمشروعه كرئيس وزراء سواء في حكومة الانقاذ او للانتخابات المقبلة. واستطردت المصادر بوجود ترشيح للدكتور أياد علاوي كرئيس لحكومة الانقاذ المقترحة اذ تفضل الاحزاب المعارضة للحكومة رئيسا توافقيا من بينها حيث يسعى معارضون للمالكي لجمع قادة التيار الصدري مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي لترطيب الاجواء معه بعد أن بات تأريخ الصدريين مثقلا، وفقا لادبياتهم، بمرحلة حكومة علاوي عام 2004 التي شهدت معارك بغداد وجنوب العراق راح ضحيتها المئات منهم. لكن بعد تجربتهم مع المجلس الاعلى وحزب الدعوة وما يجري من تصفيات لاتباعهم يجد عدد من قادة الكتلة الصدرية ان مرحلة علاوي ارحم مما يحصل له من حلفاء لهم كانوا في الائتلاف الشيعي.

واكد احد المتابعين العراقيين لايلاف مقترح حكومة الانقاذ وتأييد الجانب الاميركي شرط ان يكون عبر مجلس النواب. ووجد إبراهيم الصميدي من بغداد في حديث له مع إيلاف ان الحكومة الاميركية باتت محرجة من حكومة المالكي مستشهدا بما قاله قادة عسكريون كبار في الجيش الاميركي حول خطورة حكومة المالكي الان ان كان الادميرال البحريفالونأشار الىان المناخ العربي ليس مع حكومة المالكيو وصفها الجنرال ادرينو نائب القائد العام للقوات الاميركية في العراقبانها اخطر من الميليشيات. والسيناتور بوب كروك قال قبل ايام ان حكومة المالكي فشلت ويكفي ان يحرجنا الرئيس بوش اكثر من ذلك. واضاف الصميدعي ان الرئيس الاميركي جورج بوش كان يبحث عن اي حجة ليمدح خلالها رئيس الوزراء نوري المالكي بينما اليوم نقرأ الوجوم منه ومن احاديثه عنها. كذلك السفير الاميركي في العراق كروكر حين قال ان المالكي فشل كرئيس حكومة وحدة وطنية. اضافة الى تحرك نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي القريب من الادارة الاميركية اذ مايقوم به هو محاكاة لموقف هذه الادارة من حكومة المالكي. كل ذلك يدعم التحرك الاميركي لتأييد تشكيل حكومة انقاذ عراقية حيث ينتظر الجميع تأييد التحالف الكردستاني لها.

حكومة المالكي كانت افشلت مساعي سابقة لتشكيل حكومة انقاذ وطني بعد تحييد التحالف الكردستاني من خلال ورقة كركوك والفيدرالية ومغازلة كتل صغيرة في المكون السني لضمها إلى الحكومة وعلى تخويف الكتلة الصدرية من محاولات تفتيت المكون الشيعي في البرلمان لتفويت الفرصة لجمع الاصوات الكافية لاسقاط الحكومة برلمانيا.

ومن المتوقع ان تعتمد الحكومة على الهدوء الواضح واستقرار الوضع الامني الذي ستربطه ببقائها. يذكر ان الاغلبية البسيطة في مجلس النواب تكفي لحجب الثقة عن رئيس الوزراء اذا يبلغ عدد مقاعد مجلس النواب 275 ويحتاج حجب الثقة إلى 138 صوتا في الاقل.