إيلاف من باريس: استدعت الشرطة القضائية الفرنسية ريما حسن، الناشطة الفرنسية ذات الاصول الفلسطينية والمرشحة للانتخابات الأوروبية المقبلة عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري ، بدعوة "تمجيدها للإرهاب"، حسبما أعلن الحزب مساء الجمعة الماضي، ووفقاً لـ"مونت كارلو الدولية" سوف يتم الاستماع اليها الثلاثاء 30 نيسان (أبريل) القادم.
كما أعلنت زعيمة الكتلة البرلمانية لنفس الحزب النائبة ماتيلد بانو الثلاثاء 23 نيسان (ابريل) استدعائها من طرف الشرطة القضائية في إطار تحقيق حول مزاعم "تمجيد الإرهاب".
وجاء في بيان نشره حزب "فرنسا الأبية" الذي جعل من الحرب الإسرائيلية على غزة أحد المحاور الاساسية لحملته للانتحابات الاوروبية المقررعقدها في 9 من يونيو/حزيران المقبل "علمنا بذهول تام باستدعاء الشرطة القضائية لريما حسن، المرشحة على قائمة الحزب للانتخاب الأوروبية، لسبب لا يصدق وهو تمجيد الإرهاب".
ترهيب الأصوات الداعمة لغزة
كما دان الحزب اليساري الذي يتزعمه جان لوك ميلانشون "عملية تخويف جديدة غير مَقبولة، تؤكد محاولة ترهيب وتجريم كل الأصوات التي ترتفع في وجه المجازر المستمرة في قطاع غزة".
ويأتي استدعاء الشرطة الفرنسية هذا لريما حسن بعد إلغاء ثم منع مؤتمر حول فلسطين كان يفترض أن تعقده الشابة البالغة من العمر 31 سنة رفقة زعيم الحزب، يوم الخميس الماضي، في جامعة مدينة ليل الواقعة شمال فرنسا، وذلك بعد طلب قدمته قيادات الأحزاب اليمينية.
من جهتها، ردت الناشطة الفلسطينية في حديث لها إلى صحيفة لوموند الفرنسية، على الاستداعاء، وقالت انها "مستعدة للتعاون الكامل مع رجال الشرطة القضائية، الذين يملكون ثقتها الكاملة"، كما عبرت عن قلقها "إزاء المناخ السياسي والاجتماعي المحتقن الذي يؤثر على المؤيدين للقضية الفلسطينية" واضافت ان هذه الضغوط "تهدد حرياتنا وديمقراطيتنا"، خصوصا في سياق اقتراب الانتخابات الاوروبية التي تعتبر حسب قولها "لحظة سياسية حاسمة في مستقبل الشعب الفرنسي".
وفي نفس السياق، قالت زعيمة نواب حزب "فرنسا الابية" ماتيلد بانو في بيان صحفي أن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يتم فيها استدعاء رئيس إحدى المجموعات المعارضة في البرلمان لهذا السبب الخطير".
حملة ضد ريما
والحقيقة أن الناشطة والحقوقية الفرنسية ذو اصول فلسطينية ريما حسن، تواجه حملة من الانتقادات تقودها الأوساط الفرنسية الداعمة لإسرائيل منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبرزت هذه الحملة بشكل أوضح حين صنفتها مجلة فوربس الاقتصادية بنسختها الفرنسية ضمن قائمتها السنوية المخصصة للشخصيات النسائية الاكثر تأثيرا في فرنسا ، إذ كان من المرتقب ان تنظم فوربس حفلا لتكريم هذه الشخصيات لكنه ألغي بسبب الجدل الذي أثاره إدراج ريما حسن في القائمة وكذلك مشاركتها المرتقبة في الاحتفال.
واندلعت موجة الضغوطات والانتقادات التي تعرض لها حفل فوربس خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بعدما تهجم "ارتور" وهو مقدم برنامج مشهور في فرنسا، على الناشطة، متهما إياها بمعاداة السامية. واعلنت المتحدثة باسم مجلة فوربس انذاك انه تم إلغاء الحفل لاسباب ""أمنية" وقالت إن "الظروف لم تعد مواتية لإقامة الأمسية كما هو مخطط لها" في العاصمة الفرنسية.
التعليقات