إبقاء الحظر على قاعدة الدرع الصاروخي في أوروبا
الياس توما من براغ : وصف نائب رئيس مجلس النواب التشيكي لوبومير زاؤراليك التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية الذي تحدث عن إيقاف طهران برنامجها النووي العسكري منذ عام 2003 بأنه يهز مصداقية السياسة الأميركية تجاه إيران مشيرا إلى انه في غضون عامين جرى تغيير جوهري في موضوع تقويم المخاطر الإيرانية من قبل الطرف الاميركي .

وأضاف في مقال نشره في صحيفة quot; برافو quot; اليوم فقبل عامين قيل بان إيران تخفي برنامجها النووي وأنها عازمة على إنتاج أسلحة نووية أما الآن فيقولون ان البرنامج النووي الإيراني جرى إيقافه وبالتالي فان إيران تتصرف بشكل براغماتيكي

واعتبر هذا الأمر بأنه تحول لا يمكن تصديقه بعد الهستيريا التي كنا شهود عيان لها. وأشار إلى عدم مقدرته على فهم الرئيس الاميركي جورج بوش الذي كانت لديه معلومات الاستخبارات الأميركية هذه في أيلول /سبتمبر الماضي ومع ذلك صعد الوضع عندما تحدث في تشرين الأول أكتوبر الماضي عن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة ستفجرها إيران كما شبه الناس المقربون منه الرئيس الإيراني بهتلر فيما أعلن المرشح الرئاسي جيولياني بان إيران هي أسوأ من الدولتين الشيوعيتين الاتحاد السوفياتي والصين لأن الدولتين كان بالإمكان ترهيبهما نوويًا خلال الحرب الباردة .وأضاف وحتى قبل ستة أسابيع أعلن نائب وزيرة الخارجية الاميركية دانييل فريد في مقر الناتوquot; ان إيران في الوقت الحاضر هي التهديد الرئيس وان لدى الإيرانيين أسلحة نووية وأننا نقدر بأن لديهم برنامجا نوويا عسكريا وفي هذا الأمر هناك توافق مع الدول الأوروبية quot;.

وأكد زاؤراليك انه التقى عدة مرات فريد ومدير وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية الجنرال اوبيرينغ وأنهما كانا يؤكدان دائما أن السبب الرئيس لبناء الدرع الصاروخي في وسط أوروبا هو المخاطر المتأتية من إيران
وأخذ على حكومة بلاده الحالية بأنها لم تحاول أبدا زج الخبراء التشيك في هذه النقاشات مشيرا إلى تصريح لرئيس الحكومة ميريك توبولانيك يقول فيه quot; ان أجهزة الاستخبارات الأميركية هي أفضل من استخباراتنا quot; .

وأضاف ليس صحيحًا ما يقوله توبولا نيك ونائب رئيس الحكومة للشؤون الأوروبية فوندرا ان لاشيء يحدث وانه يمكن لنا الاستمرار في موضوع القاعدة الرادارية الأميركية فالتقرير الأميركي حسب زاؤراليك يمثل سقوطا للركن الأساسي في التبرير الذي استخدم لوضع نظام الدفاع الصاروخي ويدل إلى أي مدى يتم أخذ التشيك من قبل الولايات المتحدة كشركاء لها ويكفي هنا تذكر العبارة التي قالها توبولانيك عندما تحدث وزير الخارجية الاميركي في براغ عن إمكانية التواجد العسكري الروسي في القاعدة الرادارية فوقتها لم يتمكن سوى من نطق عبارة quot; ليس لديه ما أقوله quot; .

وأضاف ولم يمض الكثير من الوقت حتى تشعر الحكومة التشيكية بان لديها المبرر لكي تصاب بخيبة الأمل الأمر الذي عبرت عنه بأفضل شكل مديرة قسم السياسة الأمنية في وزارة الخارجية التشيكية عندما قالت quot; سنقول للأميركيين بأننا حلفاء بالمستوى الذي نحتاج فيه إلى معرفة الكثير من الأشياء مسبقا .

ورأى أن رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير لم ينجح في تعديل توجهات هذه الإدارة الأميركية ولذلك لن ينجح التشيك فيها ولذلك دعا التشيك إلى الأخذ على محمل الجد ما تقوله الحكومة البولندية الجديدة برئاسة دونالد توسك فهذه الحكومة تقترح نقل موضوع الدرع الصاروخي بكامله إلى الناتو والاتحاد الأوروبي كما تعطي الانطباع بأنها لا تعتزم الإسراع إلى أن يصل رئيس جديد للولايات المتحدة .