القاهرة: قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد اليوم ان مصر تشارك في جهود تبذلها ليبيا واريتريا وتشاد وأطراف غير افريقية لايقاف نزيف الدماء في اقليم دارفور.وذكر عواد في تصريح للصحافيين عقب اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك مع العقيد الليبي معمر القذافي ان هذه الجهود تسعى للبناء على اطلاق جولة المشاورات التي انطلقت فى سرت يوم 27 أكتوبر الماضي مشيرا الى أن مصر تجري اتصالات عديدة بحكومة الخرطوم ومع كافة زعماء الفصائل دون تفرقة أو تمييز.

وقال ان الرئيس مبارك أطلع الرئيس الليبي على مشاركة مصر في بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة لحفظ السلام في دارفور التي انطلقت أمس الى جانب 11 دولة افريقية وعدد من الدول الاخرى موضحا أن مصر تأتي في المرتبة الأولى بعدد يتجاوز 1200 عنصر من القوات المسلحة والشرطة.

واضاف أن المشاورات تناولت مجمل الاوضاع العربية والدولية وتطرقت أيضا الى القمة التي سيعقدها الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا نهاية الشهر الحالي علاوة على تناول العلاقات الثنائية بين البلدين. واشار فيما يتعلق بالوضع في اقليم دارفور السوداني الى تبادل الرئيس مبارك مع الرئيس الليبي آخر التطورات فيما يتصل باتصالات البلدين ومشاوراتهما مع حكومة الخرطوم وفصائل دارفور موضحا أن الرئيس مبارك سيستعرض غدا هذه القوات قبل مغادرتها الى مواقعها فى دارفور.

وأوضح أن الرئيس مبارك تحدث مع الرئيس القذافي حول ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بتوسيع نطاق التعاون القائم بين البلدين خاصة فى مجالات الاستثمار والتجارة والنقل والسكك الحديدية وأوضاع العمالة المصرية فى ليبيا بما فى ذلك بعض الأحكام الصادرة في حق بعض المواطنين المصريين لارتكابهم جرائم قتل ضد مصريين وليبيين هناك.

وحول التنسيق بين مصر وليبيا في ضوء تولي ليبيا المقعد العربي في مجلس الأمن الدولي اعرب عواد عن سعادة بلاده بوصول ليبيا لشغل هذا الموقع في مجلس الأمن مؤكدا أن هناك تشاورا وتنسيقا مستمرين بين البلدين على مختلف المستويات مشيرا الى أن هذا التنسيق سيستمر خلال عضوية ليبيا فى مجلس الأمن الدولي خلال عامي 2008 و 2009.

وأشار عواد الى أن هناك تنسيقا عربيا دائما يجري في نيويورك بين المجموعة العربية والعضو العربي الذي يمثل المجموعة العربية في مجلس الامن الدولى مؤكدا أن مصر واثقة أن ليبيا سوف تضطلع بدورها على أكمل وجه دفاعا عن قضايا العالم العربي داخل مجلس الأمن الدولى.

وحول ما يتردد بشأن المصالحة الليبية السعودية أوضح عواد أن هذا الموضوع لايغيب في كل لقاءات الرئيس مبارك مع العقيد القذافي ومع القادة العرب مؤكدا حرص الرئيس المصري على التقريب بين العلاقات العربية - العربية ورأب صدع العلاقات بين الدول العربية الشقيقة .

وبشأن اتفاقية التوصل لحلول لوقف نزيف الدم في اقليم دارفور اعرب عن الامل أن توضع نهاية لهذه المشكلة وأن يكون الوضع في هذا الاقليم فى مقدمة هذه الأعمال لأن الوضع حرج في دارفور وهناك أحداث ومناوشات مشيرا الى ما حدث الاحد الماضي في منطقة الفاشر والى التوتر على الحدود بين السودان وتشاد.

كما أكد عواد حرص الرئيس مبارك على أن يتم التعامل بتوازن شديد باعتبار أن الجميع سودانيون وأن الحكومة السودانية عندما تبذل مرونة كما فعلت مع الأمم المتحدة فانها لا تقدم التنازلات لأجنبي ولكنها في اطار حوار وتفاوض بين اشقاء في السودان خارج دارفور وداخلها أو بين الشمال والجنوب فيما يتعلق باتفاق السلام الشامل.

وحول زيارة الرئيس التركي عبدالله غول لمصر خلال الشهر الجاري رحب بزيارة الرئيس التركي لمصر بالقول ان مصر وتركيا عازمتان على مواصلة مشاوراتهما وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهما حيال القضايا والموضوعات محل اهتمام البلدين.

وحول الجهود الجارية للمصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) قال عواد ان المباحثات بين الرئيس عباس والرئيس مبارك ستتناول المصالحة والحوار الفلسطيني الفلسطيني ذات الصلة في التطورات على الساحة الفلسطينية ومتابعة ما أسفر عنه اجتماع أنابوليس من اطلاق مفاوضات لم تتقدم حتى الآن فى اجتماعين بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وحول أزمة الحجاج الفلسطينيين وعودتهم الى غزة قال السفير عواد ان هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للرئيس مبارك وأجهزة الدولة على مستويات عديدة مشيرا الى أن قرب حل هذه المشكلة.