الجلسة تحولت للوعظ وامتلأت بالآيات القرانية والأحاديث
الكويت: 19 صوتا فقط تفشل في إسقاط الوزيرة الصبيح
ممدوح المهيني من الكويت: انتهت فصول قضية طرح الثقة بالوزيرة الكويتية نورية الصبيح وذلك بنهاية سعيدة لها ولمناصريها الكثر. وكما كان متوقعا, فقد حافظت وزيرة التربية والتعليم الكويتية نورية الصبيح على مكانها وذلك بتصويت غالبية النواب ضد الطرح الثقة فيها وابقائها في مكانها. وقام 19 من النواب في مجلس الامة الكويتي بالتصويت في طرح الثقة في مقابل غالبية من المؤيدين (27) نائبا , فيما امتنع اثنان عن ابداء اصواتهما.
وضجت القاعة بتصفيق الجماهير الكثيفة والمؤيدة للوزيرة الصبيح الذين حضروا الجلسة بعد أن أعلن رئيس مجلس الامة بقاء الوزيرة في مكانها. وقام عدد من النواب المؤيدين لها بالنزول وتهنئتها في تجاوز طرح الثقة. وامتلأت جلسة طرح الثقة بالوزيرة بالأحاديث والآيات القرانية وتحوّلت في بعض الاوقات إلى مواعظ دينية خالصة موجهة للوزيرة الصبيح من قبل بعض النواب الإسلاميين.

وتضمنت الجلسة التي كانت تشير التوقعات انها محسومة سلفا بعض محاولات النواب لاستجلاب الأنصار وكسب الجماهير الكويتية التي ستشاهد هذه الجلسة التاريخية تلفزيونيا مساء الليلة.

فقد زاد النائب جابر العازمي من أجواء الاحتقان الجلسة عندما هاجم بعض التصريحات لبعض المؤيدين للوزيرة الصبيح والتي وصفها بالخطرة والذين قالوا فيها quot; إن من يؤيدون طرح الثقة بالوزيرة الصبيح هم كمن يقوم بتكفيرها وأن المعارضين لطرح الثقة هم من يجعلون منها مسلمةquot;.

وقال النائب العازمي :quot; هذا الكلام خطر جدا نحن نعتبر الوزيرة مسلمة على الرغم من تهاونها في بعض مهامها ولكن هذه محاولة واضحة للإساءة لبعض النواب المعارضين للوزيرةquot;. وشن النائب الإسلامي ضيف الله بورومية هجوما عنيفا على الوزيرة الصبيح وصفها بالتضليل والتدليس والتهاون عن الدفاع عن القرآن الكريم الذي ( تعرض للإساءة من قبل إحدى الطالبات).ووجه لها بعض النصائح الدينية التذكيرية التي تقول إنها ستكون محاسبة على كل ما تفعله امام الله.
من جانب آخر, أثنى النائب احمد المليفي على سمعة الوزيرة الصبيح وبرأها من الاخطاء التي وقعت وطالب بالوقوف معها في مشروعها لإصلاح التعليم. وقالت الوزيرة الصبيح في خطابها المنمق الذي ألقته بعد إعلان تجديد الثقة بها إنها سعيدة بثقة الحكومة بها وأكدت أهدافها الواضحة في تطوير التعليم.

وكانت قضية الصبيح قد أثارت الرأي العام الكويتي وأصبحت هذه القصة الرائجة في وسائل الإعلام الكويتية وقد طرحت تساؤلات كبيرة داخل وخارج الكويت حول العملية الديمقراطية واستخدامها بطرق استغلالية وغير ملائمة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنجح فيه وزيرة كويتية بتجاوز مسألة طرح الثقة وتنجو في البقاء في مكانها الوزاري.