أنشأ بيان قاعدة معلومات عن التفجيرات في لبنان
لبنان: النقيب وسام عيد عاش عمراً إضافياً قبل اغتياله
إيلي الحاج من بيروت:
كان النقيب في فرع معلومات قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام عيد، الذي اغتيل ومرافقه عند العاشرة وخمس دقائق صباح اليوم بسيارة مفخخة شديدة الإنفجار عند منطقة الشفروليه ndash; الحازمية، مهندس كمبيوتر يعمل على إنشاء بيان قاعدة معلومات كومبيوترية حول التفجيرات الإرهابية التي عرفها لبنان منذ أول تشرين الأول/ أوكتوبر 2004 باستهداف الوزير مروان حمادة.
لتكر سبحة التفجيرات وتناهز العشرين وتقتل بعد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما مجموعة من الشخصيات يجمع بينها أنها محسوبة على الفريق المناهض للنظام السوري في لبنان. ولكن فوق ذلك كان النقيب عيد ضابطاً مقاتلاً ومن قادة وحدة فرع المعلومات التي دهمت جماعة quot;فتح الإسلامquot; إثر إقدامها على السطو على فرع لمصرف quot; البحر المتوسطquot; في بلدة أميون بمنطقة الكورة الشمالية المتاخمة لمدينة طرابلس فجر الأحد20 أيار/ مايو، مما دفع الجماعة الإرهابية إلى التحرك وفق خطة مسبقة ومهاجمة عناصر الجيش اللبناني وقتل نحو 20 منهم ، وعلى الأثر اندلعت معارك مخيم نهر البارد التي أوقعت مئات القتلى والجرحى وانتهت إلى القضاء على المجموعة الإرهابية بعد أربعة أشهر.

وكلف مجلس الوزراء النقيب عيد وضباطاً آخرين بعد أزمة صاخبة عام 2006 تأمين التنسيق المعلوماتي بين مختلف أجهزة الأمن اللبنانية. وكان سبب الأزمة الرئيسي عدم تجاوب المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني . وبعد خلاف بين جزيني الذي رماه خصوم quot;حزب اللهquot; بتهمة الحرص على مصالح الحزب من خلال هذا الجهاز، وانتهت المسألة بطريقة quot;اللفلفةquot; بين جزيني ووزير الداخلية بالوكالة في ذلك الوقت أحمد فتفت.

وسبق أن وضع مجهولون شباط / فبراير 2007 قنبلة يدوية على باب منزل الضابط عيد في quot;حي الأميركانquot; في منطقة غاليري سمعان، وكان برتبة ملازم أول في فرع المعلومات. قرع الفاعلون الجرس ولاذوا بالفرار ، لكن القنبلة انفجرت قبل أن يصل عيد إلى الباب ليفتحه ولم يصب . هكذا قدر له أن يعيش عمراً إضافياً، ووجهت أصابع الاتهام في ذلك الوقت إلى جماعة تابعة quot;القاعدةquot; باعتبار أن عيد كان مكلّفاً التحقيق مع أفراد شبكة من هذا التنظيم الإرهابي أوقفت في بيروت مطلع عام 2006 .
وكان الرئيس السابق لفرع المعلومات المقدم سمير شحادة تعرض لمحاولة إغتيال في 5 أيلول / سبتمبر 2006 بتفجير عبوة ناسفة لدى مرور سيارته على طريق بلدة الرميلة الساحلية بين صيدا وبيروت، لكنه نجا لأن المفجرين أخطأوا وفجروا سيارة مرافقيه فقتل أربعة منهم . وكان المقدم شحادة مكلفا خصوصاً متابعة التحقيق اللبناني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

وتردد بعد اغتيال النقيب المهندس عيد أنه كان عائداُ من اجتماع مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، لكن وزير الداخلية حسن السبع جزم أنه كان متوجهاً من منزله إلى مقر عمله الكائن في الأشرفية، منطقة مستشفى quot;أوتيل ديوquot;.
ويعتبر فرع المعلومات الذراع الأمنية لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو لذلك يتعرض لحملات شديدة من وقت إلى آخر، على السواء من حلفاء سورية في لبنان والتنظيمات الإرهابية.