طالب حماس بالعودة عن الإنقلاب ووقف الصواريخ
عباس: القدس عاصمة فلسطين ولن نتنازل عنها

خلف خلف من رام الله: شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم السبت، خلال إفتتاحه المؤتمر الوطني الشعبي في مدينة رام الله على أن الفلسطينيين لن يرضوا بعاصمة غير القدس لدولتهم العتيدة، مشيرًا إلى أن المدينة المقدسة عامل توحيد للجميع بغض النظر عن التوجهات والانتماءات.

وأكد الرئيس عباس تمسك الفلسطينيين بثوابتهم خلال المفاوضات مع إسرائيل وعلى رأسها مدينة القدس، رافضًا ما تحاول إسرائيل الترويج إليه لضم الاستيطان لهذه المدينة، كما جدد أبو مازن شروطه لاستئناف الحوار مع حركة حماس، وطالبها بالعودة عن انقلابها، ووقف الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.

وتأتي تصريحات عباس، وسط توقعات بعقده اجتماع قريب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وكان مسؤول إسرائيلي رفيع كشف نهاية الأسبوع الماضي أن اللقاء يعقد الأحد، ويأتي في إطار الاجتماعات المنتظمة التي اتفق عليها في مؤتمر انابوليس، بينما أكد مسؤول فلسطيني أنهيجري التحضير للقاء، ولم يتم تحديد موعده بعد. وسيناقش الزعيمان خلال الاجتماع الذي سيحضره رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع ونظيرته الإسرائيلية وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، مسألة الحصار المفروض على قطاع غزة.

وعمليًا، تكاد أن تكون المفاوضات بين الجانبين متوقفة، وبخاصة في ظل الأزمات السياسية التي تعصف بهما،، فإسرائيل قيادة وشعبًا بانتظار نتائج تقرير لجنة فينوغراد لاستقصاء إخفاقات حرب لبنان الثانية، الذي سيصدر بعد أربعة أيام، وفلسطينيًا، تتواصل حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس، والتي بدورها تضعف موقف القيادة الفلسطينية، وممثليها في المفاوضات بشكل خاص.

ومنذ عودة الوفد الفلسطيني من مؤتمر انابوليس الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية وتوج بإطلاق مفاوضات الحل النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول مدى قدرة الطرفين على التوصل لحلول وسط في ما يتعلق بالقضايا الأساسية الشائكة كالقدس، واللاجئين والاستيطان، والأسرى.

وفي هذه الأثناء، تواصل إسرائيل كذلك عمليات الاعتقال والتوغل في صفوف الفلسطينيين، كما أن حواجزها تمزق مدن الضفة الغربية، وبين تقرير صدر عن ائتلاف المنظمات والوكالات الدولية مؤخراً أنه خلافاً لوعود أولمرت التي قدمها للرئيس عباس فأن عدد الحواجز في الضفة ازداد في الأشهر الأخيرة بدلاً من أن ينقص (من 528 ndash; 563 وهذا العدد لا يشمل 8 حواجز الموجودة على الخط الأخضر).

كما تحدث التقرير عن الاستيطان الذي وصفه مسؤولون فلسطينيون في مواقف كثيرة بأنه العقبة الأولى في عملية التفاوض، وجاء في التقرير أن 40% من أراضي الضفة الغربية محتلة بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية، والمعسكرات، والمحميات الطبيعة، والمناطق المغلقة غرب جدار الفصل العنصري، مما يعني أن 10 آلاف فلسطيني على الأقل يعيشون في جيوب محصورة غرب الجدار بعيداً عن الخدمات الحيوية والروابط الأسرية والاجتماعية، كما أن عدد كبير من الفلسطينيين خصوصاً المزارعين القاطنين شرقي جدار الفصل العنصري يحتاجون إلى تصاريح خاصة للوصول إلى أراضيهم والمصادر المائية.

وحسب آخر استطلاع أُجري على 67 تجمع سكاني فلسطيني، متأثر من الجدار في شمال الضفة أظهر أن 20% فقط ممن كانوا يفلحون أراضيهم في الماضي في خط التماس يمتلكون التصاريح اليوم، مما يعني أن 80% من المزارعين فقدوا حق فلاحة أراضيهم التي تعتبر بالنسبة إلى الكثيرين منهم مصدر الزرق الوحيد.

وتوضح المعطيات التي أوردتها ائتلاف المنظمات والوكالات الدولية أن 34% من الفلسطينيين لا يمتلكون quot;الآمان الغذائيquot; (المحدد كـ 1.6 دولار في اليوم فما فوق للدخل والاستهلاك) هذا من دون أخذ المرحلة الأخيرة من الأزمة التي لم تظهر في التقرير بعد بالحسبان: معطيات الاونروا تشير إلى أن 57.5% من الأطفال أبناء 36 شهرًا و44.9% من النساء الحوامل في القطاع (في الضفة 37.1% من الأطفال و31.1% من النساء الحوامل) يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد.

وإضافة إلى ذلك، فإن منع المواطنين من الوصول لقطاع الخدمات الطبية في الضفة هو أمر متفاقم، وذلك بسبب القيود المفروضة على الحركة والمداخيل الاقتصادية الشحيحة، كما أن المستشفيات قلصت خدماتها في كافة المجالات.

وأيضا فيما يخص قطاع المياه، فأن الفلسطينيين يعيشون على الكفاف، بينما ينعم المستوطنون في المياه، وتبين المعطيات أن إمدادات المياه هبطت في السنة الماضية إلى 75 ليترًا للفرد يوميًا في غزة والى 80.5 في الضفة ndash; التي هي نصف المعيار الدولي المحدد لـ 150 لتر في اليوم. ويقول ماكس جايلرد المنسق الإنساني الأعلى من قبل الأمم المتحدة بأن نظام الإغلاق الشديد لا يمس فقط بالوضع الاقتصادي في المناطق المحتلة، وإنما يؤدي أيضًا إلى سحق الكرامة الذاتية الأساسية لدى الناس.

بينما يضيف مانويل باسلر مدير مكتب التنسيق الإنساني التابع للأمم المتحدة في القدس المحتلة أنه إذا تواصلت الاغلاقات في المناطق رغم التطورات المشجعة في الأفق السياسي، فإن الوضع سيتدهور أكثر فأكثر.

وعلى المستوى ذاته، كشف تقرير لمركز الأسرى للإعلام التابع لجمعية الأسرى والمحررين الفلسطينيين quot;حسامquot; صدر ليل الجمعة أن إسرائيل اعتقلت خلال الشهر الجاري نحو 207 فلسطينيين، غالبيتهم من الضفة الغربية، وجلهم من حركتي فتح والجهاد الإسلامي، وبين التقرير الذي وزع على وسائل الإعلام أن مدينة نابلس احتلت صدارة قائمة مدن الضفة الغربية في عدد الاعتقالات حيث بلغ عدد المعتقلين فيها 68 فلسطينيًا، وذلك جراء الاقتحامات المتواصلة من قبل قوات الإسرائيلية للمدينة.