نيقوسيا: عبر زعماء القبارصة اليونانيين والأتراك عن تفاؤلهم بأن بإمكانهم تحقيق تقدم باتجاه توحيد شطري جزيرة قبرص المقسمة. وقال الفائز بالانتخابات القبرصية، ديميتريس كريستوفياس، إنه طلب من الأمم المتحدة ترتيب اجتماع مع زعيم القبارصة الأتراك، محمد علي طلعت.

وجاءت تصريحات كريستوفياس بعد ساعات من انتخابه رئيسا لقبرص خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وكانت الجهود الدبلوماسية التي بُذلت على مدى عقود قد فشلت في إعادة توحيد شطري جزيرة قبرص.

ويُشار إلى أن القبارصة اليونانيين كانوا رفضوا خلال استفتاء عام 2004 خطة أممية بينما قبلها القبارصة الأتراك.

وقالت مراسلة بي بي سي في قبرص، تابيذا مورجان، إن قضايا هامة، كانت قد تسببت في إفشال كل المبادرات الدبلوماسية السابقة، لا تزال في انتظار معالجتها وتشمل الوجود التركي في شمالي جزيرة قبرص.

وقال طلعت إنه لا يرغب في تكرار ما حصل عام 2004 عندما quot;أخفى القبارصة اليونانيون أجندتهم الحقيقية حتى الدقيقة الأخيرةquot;.

وقال كريستوفياس quot; لقد اتصلت بممثلي الأمم المتحدة في قبرص... وستكون الخطوة الأولى عقد اجتماع أولي لاستكشاف مواقف الطرفينquot;.

وكانت المفوضية الأوربية قد حثت في وقت سابق كريستوفياس على العمل على التوصل إلى اتفاق مع زعماء الشطر الشمالي من الجزيرة. ودعا رئيس المفوضية الأوربية، خوسي مانويل باروسو، الفائز بالانتخابات القبرصية كريستوفياس إلى quot; اغتنام هذه الفرصة ودون تأخير لبدء المفاوضاتquot; تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكان الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت دعا الرئيس القبرصي اليوناني الجديد ديميتريس كريستوفياس إلى محادثات مشتركة لتوحيد الجزيرة المقسمة. وقال طعلت انه يضم صوته إلى اصوات المجتمع الدولي الداعية إلى معاودة المحادثات، التي توقفت قبل اربع سنوات.

وكان الرئيس القبرصي اليوناني الجديد قد قال قبل ذلك انه يمد يد الصداقة إلى مواطنيه من القبارصة الأتراك.

ويُشار إلى أن كريستوفياس الذي ينحدر من قرية توجد الآن في الشطر الشمالي التركي من جزيرة قبرص أصبح أول رئيس يساري في الاتحاد الأوروبي. وكان كريستوفياس قد فاز بالجولة التكميلية الثانية من الانتخابات الرئاسية القبرصية التي شهدتها الجزيرة الأحد على منافسه اليميني ايوانيس كاسوليديس.

وكانت مجموعة الأزمات الدولية وهي مجموعة بحثية تتخذ من بروكسل مقرا لها حذرت الشهر الماضي من أنه في حال فشل المباحثات التي ستتلو الانتخابات، فإن النتيجة المحتملة هي تقسيم قبرص. وكانت قبرص قد قسمت بعد احتلال تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974، ردا على انقلاب عسكري في نيقوسيا مدعوم من النظام العسكري الذي كان يحكم اليونان آنذاك.

ولا تعترف بالشطر الشمالي من قبرص سوى تركيا وتحتفظ بنحو 30 ألف جندي في شمال الجزيرة.