انقرة: اعلن رئيس هيئة اركان الجيش التركي الجنرال يشار بويوكانيت الاثنين ان بلاده ستشن عند الضرورة عمليات عسكرية جديدة على المتمردين الاكراد المتحصنين في شمال العراق. وقال بويوكانيت للصحافيين في انقرة ان العملية العسكرية التي استهدفت قواعد متمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة القريبة من الحدود التركية بين 21 و29 شباط/فبراير، كانت quot;نجاحا باهراquot;.

واضاف quot;كان علينا ان نلقنهم (المتمردون) درسا وقد قمنا بذلكquot;. وتابع quot;ثمة دروس اخرى ينبغي ان نعطيها. ستنفذ عمليات اخرى عند الضرورة. ما جرى لم يكن سوى مرحلة في مكافحة الارهابquot;. وقال بويوكانيت ايضا quot;لا اميركا ولا اي طرف في الداخل (تركيا) قال لنا اوقفوا العمليةquot;، مؤكدا انه quot;اذا تمكن احد من اثبات حصول ضغط اميركي فساخلع بزتي العسكريةquot;.

واعتبر ان اتهامات مماثلة لا تشكل quot;هجوما على الجيش فحسب، بل ايضا على تركياquot;. واعلن انسحاب القوات التركية غداة نداء وجهه الرئيس الاميركي جورج بوش لانسحاب quot;في اسرع وقتquot;. وكرر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الرسالة نفسها من انقرة، ما اثار تساؤلات حول دور واشنطن.

واوضح بويوكانيت ان العملية لم تستهدف سوى quot;القواعد العملانية الرئيسية لحزب العمال الكردستاني في منطقة الزابquot; التي تضم على قوله نحو 300 متمرد قتل منهم 240. واضاف رئيس الاركان التركي ان السلاح وحده لن يحل المشكلة الكردية، فيما اشار قائد القوات البرية الجنرال الكر باسبوغ الى quot;حلقة مفرغةquot; تقود الشبان الاكراد الى صفوف حزب العمال الكردستاني.

وقال باسبوغ quot;ثمة سببان رئيسيان يحولان هؤلاء الشبان المساكين الى متمردين: الدعاية الفاعلة ومزيد من البطالة والفقرquot;. واضاف quot;اذا افاد هؤلاء الشبان من التدابير الاقتصادية (لمصلحة جنوب شرق الاناضول ذي الغالبية الكردية) في موازاة استمرار الاجراءات العسكرية الفاعلة، فان الحملة ضد الارهاب ستحقق غايتها سريعاquot;. وقدر باسبوغ عدد المتمردين الاكراد المتحصنين في شمال العراق بما بين 2320 و2640، مؤكدا القضاء على 240 منهم.

رئيس الاركان التركي: سأخلع بزتي العسكري اذا ثبت ان انسحابنا اتى بأمر أميركي

من جانبه اكد رئيس هيئة الأركان التركي الجنرال يشار بيوكانيت أن التوغل البري الذي قام به الجيش في شمال العراق حقق كل الأهداف التي تم تحديدها نافيا بشدة أن يكون للولايات المتحدة أي دخل في قرار الانسحاب من العراق. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الجنرال بيوكانيت في أنقرة لتفنيد الانتقادات التي ظهرت عقب الانسحاب واكد ان تلك الانتقادات quot;ما هي الا نتيجة الفهم الخاطىء والمغالط الذي يصور بأن تركيا انسحبت بعدما طلبت الولايات المتحدة منها ذلكquot;.

وقال في هذا الصدد متحديا quot;كل هذه الادعاءات لا أصل لها من الصحة..نحن أنهينا العملية بقرار منا فقط وأراهن كل الذي يدعون عكس ذلك أن يثبتوا صحة كلامهم وسأخلع بزتي العسكرية اذا ما حدث ذلكquot;. واستطرد قائلا quot;هذا الهجوم ليس موجها فقط الى الجيش التركي بل للجمهورية التركية كلها واهانة كبيرة لدماء الجنود الذين قتلوا في المعاركquot;.

وفي الوقت الذي اكد فيه بيوكانيت تحقيق الجيش التركي هدفه الأساسي من الوصول الى موقع (زاب) اللوجستي والتسليحي لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق شدد على أن القيام بهذه العملية العسكرية في هذا التوقيت كان من صالح الجيش.

واضاف قائلا ان quot;منطقة زاب كانت الهدف لأنها معقل الارهابيين في التخطيط وكانت تضم نحو 300 انفصالي وقد استهدفناهم ووصلنا الى الحد الأقصى من الهدف بقتل 240 انفصالي منهم على الاقل..وطبقا للتقييم الذي أجريناه فان العدد أكبر من ذلك بكثير لأن هذا الرقم هو العدد الذي بلغنا به السلاح الجويquot;.

واعتبر بيوكانيت أن العملية تعد من أهم العمليات العسكرية التي جرت في تاريخ تركيا وشدد على نجاحها برغم الأحوال الجوية السيئة مضيفا quot;كانت هناك بعض العراقيل ونجحنا في أن نحولها لصالحنا بيد أننا قلصنا من دائرة التحرك امام الانفصاليينquot;.

واستطرد قائلا ان كافة الجنود المشاركين على خلاف رتبهم quot;شاركوا بهذه العملية مشيا على الأقدام حيث تم انزال لواء بأكمله في هذه المنطقة ولم يتم استخدام سيارة واحدةquot;. وحول ما اذا كان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان كان على علم بتوقيت الانسحاب قال بيوكانيت الذي بدا متجهما وغاضبا quot;لست محاميا لأحد لكني أيضا لا أؤيد الانتقادات..فنحن كنا نؤمن التنسيق والاتصال مع كافة أركان الدولةquot;. وعن تفسيره للجهة التي استقى منها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نبأ انتهاء العملية العسكرية قبل اعلان ذلك من جانب القيادة التركية قال بيوكانيت بشكل مقتضب quot;الأفضل أن تسألوه هوquot;.