واشنطن: أبلغت السيناتور هيلاري كلينتون أعضاء الكونغرس الأميركي الثلاثاء بأنه quot;من الخطأ الاستمرار في الفشل بالعراقquot;، رداً على التقييم الذي قدمه كل من قائد القوات الأميركية، الجنرال ديفيد بيتريوس، والسفير الأميركي، ريان كروكر، بشأن الوضع الأمني والسياسي بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب في العراق.

وقالت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، والتي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية أواخر العام الجاري: quot;لقد حان الوقت للبدء في عملية منظمة لسحب قواتناquot; من العراق، بهدف التركيز على أفغانستان والمصالح الأخرى للولايات المتحدة.

وذكرت السيدة الأميركية الأولى السابقة، خلال الجلسة التي عقدتها لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن quot;التقدم غير الكافي الذي تم إحرازه في العراق خلال الشهور الستة الأخيرة، وفشل الحكومة العراقية في التصدي للمليشيات في جنوب البلاد، يعكس أن الأمور لا تجري على النحو المطلوب هناك.quot; وتضم اللجنة في عضويتها كلاً من عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطية هيلاري كلينتون، والسيناتور عن ولاية أريزونا، جون ماكين، المرشح المفترض للحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية.

بيتريوس يطلب quot;تجميدquot; الانسحاب

من جانبه، طلب الجنرال بيتريوس، خلال إفادته أمام اللجنة، تأجيل استكمال سحب القوات الأميركية من العراق إلى ما بعد المحدد في يوليو/ تموز القادم، إلا أنه رفض الكشف عن جدول زمني محدد، غير أنه أقر بضرورة العمل على تقليص حجم القوات ألأمريكية بالعراق خلال الشهور المقبلة.

وتقضي خطة الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من العراق، التي اضطرت الإدارة الأميركية لقبولها بعد ضغط من الديمقراطيين، بتخفيض الحجم الحالي للقوات، الذي يبلغ نحو 155 ألف جندي، إلى 140 ألف جندي، بحلول النصف الثاني من العام الجاري، فيما يعارض كثير من الجمهوريين تلك الخطة.

وطلب الجنرال الأميركي من أعضاء اللجنة 45 يوماً إضافياً، بعد نهاية التاريخ المحدد لخفض القوات، قبل أن يتم اتخاذ القرار بشأن quot;متى يمكننا تقديم توصيات أخرى بإجراء تخفيضات مستقبليةquot;، مضيفاً أن quot;خطة زيادة عدد القوات، حققت نجاحاً ملموساً رغم بعض العثرات.quot;

وتابع بيتريوس موضحاً: quot;لقد طرأ انخفاض ملموس بأعمال العنف، وتراجع أعداد القتلى بين المدنيين، كما تلقى تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالعراق ضربات موجعة، إضافة إلى تحسن قدرات قوات الأمن العراقية، كما أصبح العراقيون أكثر فاعلية في حماية الأمن.quot; ولكن قائد القوات الأميركية بالعراق انتقد الهجوم الذي نفذته القوات العراقية ضد مليشيا quot;جيش المهديquot; في البصرة، قائلاً إنه quot;كان من الممكن أن يتم التخطيط له بشكل أفضلquot;، وأضاف أنه تم إبلاغه بخطة هذا الهجوم قبل ثلاثة أيام فقط من بدء تنفيذه.

كروكر: إيران ستظل تحدياً على المدى البعيد

وفيما جدد الجنرال الأميركي اتهامه إلى إيران بـquot;تمويل وتدريب وتسليح وكذلك توجيهquot; الوحدات المسلحة المعروفة باسم quot;الفرق الخاصةquot; في العراق، فقد اعتبر السفير الأميركي ببغداد أن إيران ستظل تشكل تهديداً لأمن العراق على المدى البعيد. وقال كروكر إن طهران ما زالت تقدم الدعم للعديد من الجماعات المسلحة في العراق، وحدد أسماء بعض هذه الجماعات، ومنها جماعة quot;ثأر اللهquot;، وجماعة quot;حزب اللهquot; العراقي، مشدداً أن هاتين الجماعتين بالتحديد تتلقيان دعماً عسكرياً ومالياً من إيران.

وعلى عكس ما ذكرته السيناتور كلينتون، شدد السفير الأميركي، خلال إفادته أمام اللجنة، على أن التطورات التي شهدها العراق خلال الأشهر القليلة الأخيرة، quot;تؤكد أن الأمور تسير نحو الأفضلquot;، إلا أنه تابع قائلاً quot;رغم أن تحركها ما زال بطيئاً.quot; وحول مستقبل الوجود العسكري للقوات الأميركية في العراق، قال كروكر إن quot;أية اتفاقية يتم إبرامها مع العراقيين بشأن وجود عسكري طويل المدى، لن تعني إقامة قواعد دائمة، كما أنها لن تحدد عدد القوات التي ستبقى هناك، ولن تكبل أيدي الإدارة المقبلة.quot;

وكان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، جون ماكين، قد دعا إلى استمرار تقديم المساعدة للعراقيين، رافضاً في الوقت نفسه، أي انسحاب مبكر للقوات الأميركية، واصفاً الخطط الرامية للانسحاب من العراق بأنها quot;مخططات متهورةquot;. وفي المقابل، شكك رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي، كارل ليفين، في نتائج زيادة القوات الأميركية في العراق، مستشهداً بزيادة العنف في البلاد مؤخراً.