حظر للتجوال في النجف اثر اغتيال ابرز قادة التيار الصدري
المالكي يعد بملاحقة القتلة والصدر يدعو لضبط النفس
أٍسامة مهدي من لندن:
اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصميمه على ملاحقة قتلة أبرز مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف اليوم في وقت دعا الصدر انصاره الى التهدئة وضبط النفس بينما فرضت السلطات حظرا للتجوال في المدينة وذلك بعد قليل من هجوم شنه خطيب الجمعة في المدينة والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي صدر الدين القبانجي على جيش المهدي الذي وصف عناصره بالخارجين على القانون مؤكدا تأييد الحكومة في اجراءاتها ضده .

واكد المالكي انه تلقى quot;ببالغ الاسى والحزن نبأ استشهاد السيد رياض النوري على ايدي عصابة اجراميةquot;. وقال في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; quot;تعد هذه الجريمة البشعة محاولة لاستئصال الشخصيات الدينية والوطنية المعتدلة واثارة الفتنة وزعزعة الامن والاستقرار في محافظة النجف الاشرفquot;. واضاف quot;اننا في الوقت الذي ندين فيه بشدة هذه الجريمة الوحشية،فقد اصدرنا الأوامر للاجهزة المعنية بإجراء التحقيق في الحادث وملاحقة وإلقاء القبض على القتلة لتقديمهم الى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادلquot;. ودعا الاجهزة العسكرية والامنية لان تكون على أهبة الاستعداد للتصدي لكل من يحاول العبث بالامن العام في محافظة النجف الاشرف.

ومن جهته دعا الصدر انصاره الى التهدئة وضبط النفس وطالب الحكومة بإجراء تحقيق عادل في عملية الاغتيال وكشف الجهات التي تقف وراءها . واصدر الصدر تعليماته بإقامة مجالس فاتحة في مكاتب التيار الصدري في النجف وبغداد وسوريا وقم .
وقد اعلنت الحكومة المحلية في محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد) بعد ظهر اليوم فرض حظر فوري للتجوال حتي إشعار آخر وذلك في اعقاب اغتيال أحد أبرز مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في المدينة هو رياض النوري في المدينة التي تضم مرقد الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين . وقتل النوري اثر مهاجمة مسلحين مجهولين له امام منزله في حي الفرات شمال النجف لدى عودته من صلاة الجمعة فيما لاذ المسلحون بالفرار مستقلين سيارة بلا لوحات.

واكد حازم الاعرجي مدير مكتب الصدر في منطقة الكاظمية في ضواحي بغداد الشمالية ان النوري يرتبط بقرابة عائلية مع مقتدى الصدر حيث تزوجت احدى شقيقات النوري بمرتضى الصدر شقيق مقتدى الذي اغتيل والده وشقيقه مؤمل في عام 1999 من قبل استخبارات النظام العراقي السابق .

واتهم الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري quot;قوات الاحتلال والاطراف السائرة في نهجهquot; بالمسؤولة عن اغتيال النوري . وقال quot;نحمل الاحتلال وبعض الاطراف السائرة في ركابه مسؤولية اغتيال النوريquot;. واشار الى ان هذه الاطراف تريد ان يبقى العراق في اوضاع غير مستقرة وان تبقى المواجهات مستمرة مع الصدريين .

وتأتي عملية الاغتيال إثر تصاعد الخلافات بين التيار الصدري والقوى المتنفذة في الائتلاف الشيعي الحاكم وخاصة حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف . وكان المالكي مدعوما بالحكيم قد اشرف على حملة عسكرية واسعة في مدينة البصرة ضد جيش المهدي التابع للصدر اواخر الشهر الماضي سرعان ما امتدت المواجهات الدامية الى بغداد ومدن جنوبية اخرى اسفرت عن مقتل 700 شخص واصابة 1500 اخرين .
وكان خطيب جمعة النجف والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي صدر الدين القبانجي قد اكد دعم الحكومة في مواجهة التيار الصدري .

وقال انه رغم الدماء التي سالت في المواجهات التي شهدتها البصرة الا ان نتائجها كانت ايجابية على صعيد ترسيخ قدرة الدولة وسلطتها والقضاء على الميليشيات المسلحة والخارجين على القانون في اشارة الى جيش المهدي . وشدد على ان المرجعية الشيعية العليا تؤكد فرض القانون وسيادته ووضع السلاح بيد الدولة وحدها .

ومن جانبه اكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب جمعة مدينة كربلاء وكيل المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني ضرورة إستعادة السيادة الكاملة للدولة العراقية على جميع أراضيها وضرورة الحفاظ على إستقلال العراق وهويته الوطنية والإسلامية . وشدد على ضرورة ان يكون القرار في جميع مناحي الحياة الأمنية والسياسية والاقتصادية والقضائية وغيرها تحت الإرادة العراقية فقط . وشدد على رفض اي هيمنة او تدخل اجنبي في شؤون العراق . وكما طالب وزارات الدولة بتقويم عملها خلال الفترة الماضية وتشخيص مواطن الخلل والتقصير والحرص على انتهاج مبدأ الكفاءة والنزاهة والإخلاص في اختيار مدراء ومسؤولي الوزارة quot;وليس إنتماء ذلك المسؤول إلى جهة أو تيار أو حزب معين ويجب إبعاد العناصر غير الكفوءة وغير النزيهة عن مواقع المسؤوليةquot; .
وتأتي عملية الاغتيال التي شهدتها النجف بعد ثلاثة اشهر من عمليات اغتيال متبادلة شهدتها مدن عراقية جنوبية ادت الى مصرع قياديين من الاحزاب الشيعية والقوات الامنية ايضا اضافة الى اغتيال محافظين ومدراء شرطة .
وتعتقد مصادر عراقية ان حدة الصراع بين الاحزاب الشيعية في مناطق الجنوب العراقي قد بدأت تتصاعد مؤخرا في حملة يبدو انها تدخل ضمن الاستعدادات الجارية لاجراء انتخابات مجالس المحافظات في تشرين الاول (اكتوبر ) المقبل .