مقديشو: قال مسؤولون محليون إن شدة الجفاف وارتفاع نسبة التضخم في منطقة توغدير، شمال جمهورية أرض الصومال التي أعلنت استقلالها من جانب واحد، دفعا بالعديد من الأسر من الرحل وسكان الحواضر إلى حافة المجاعة.

وقال جمعة عبد الله، حاكم منطقة توغدير التي يسكنها 350,000 شخص تقريباً، إن quot;الناس لا يعانون فقط من الجفاف ولكن من ارتفاع كبير في نسبة التضخم مما جعل الغذاء خارج متناول العديد منهمquot;.

وقال عبد الله انه عندما كان الوضع في القرية في الماضي يزداد صعوبة، كان سكان الحاضرة يقدمون المساعدة. أما الآن فالطرفان يعانيان معاً ولا يستطيع أحدهما مساعدة الآخر. وأضاف أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتأثرة بالجفاف هم من فقدوا العدد الأكبر من رؤوس الماشية إن لم تكن كلها، وقد انتقلوا الآن إلى المدن.

وأشار إلى أن quot;كل مدينة في توغدير تستضيف مئات الأسر التي غادرت بيوتها بعد فقدان مواشيهاquot;، مضيفاً أن الجمال أيضاً بدأت تنفق، وهذا quot;دليل واضح على أن الأمور وصلت إلى حدهاquot;.

وأفاد عبد الله أيضاً أن مكتبه حصل على تقارير تفيد بوفاة عدد من الأشخاص، حيث quot;لقي شخصان حتفهما في دوروكسي [التي تبعد حوالي 90 كلم شمال غرب بوراو] بالإضافة إلى فتاة صغيرة في شرار [التي تبعد حوالي 60 كلم إلى الشمال الشرقي]quot;.

وأضاف الحاكم أن سلطات أرض الصومال والسكان المحليين عملوا كل ما بوسعهم للمساعدة quot;ولكننا استنفذنا قدراتنا ولم نعد قادرين على فعل الكثيرquot;.

وأفاد أن الوضع أصبح ميؤوساً منه في ظل عدم كفاية المرعي والمياه لما تبقى من المواشي ومعاناة الأسر من الفقر الشديد.

من جهته، قال صديق يوسف، وهو صحفي محلي في بوراو، عاصمة الإقليم، أنه حتى إذا جاءت الأمطار المتوقعة فإنها لن تحقق الكثير بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين فقدوا كل شيء، بل quot;لو جاء المطر الآن، فإنه قد يكون ضاراً أكثر من كونه نافعاًquot;.

مخاوف من آثار التضخم

وقال يوسف أن التضخم الكبير الذي تشهده البلاد يزيد الأوضاع سوءاً، فهناك أسر لا تستطيع أن تأكل أكثر من مرة واحدة في اليوم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

من جهته، أوضح قيسي محمود، أحد رجال الأعمال في بوراو، أن الفرص أمام الصوماليين تعتبر من أضعف الفرص في العالم، حيث ارتفع سعر 50 كلغ من الأرز من 17 دولار في العام الماضي إلى 40 دولار الآن، في حين ارتفع سعر 50 كلغ من الدقيق من 21 دولار في أبريل/نيسان 2007 إلى 39 دولار في الوقت الراهن. كما أشار إلى أن سعر برميل سعة 200 لتر من الديزل ارتفع من 132 دولار في العام الماضي إلى 215 دولار.

وأشار إلى أن الأسعار بدأت تجبر الناس على تقليص مشترياتهم بنسبة تتراوح بين 50 و70 بالمائة في حين بدأ التضخم يدفع بالعديد من الأسر إلى حافة المجاعة.

من جهته، عزا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) سرعة تدهور الأوضاع الإنسانية في الصومال إلى ثلاثة عوامل تتمثل في الجفاف الشديد وارتفاع معدلات انعدام الأمن وازدياد نسب التضخم.

وأشار عبد الله إلى أنه quot;من الضروري أن تقوم منظمات الإغاثة الإنسانية بتكثيف جهودها للتعجيل في رفع المعاناة الحادة عن المحتاجينquot;.

بدورها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها حيال الأوضاع الإنسانية في الصومال، حيث قالت في بيان أصدرته في 30 أبريل/نيسان أن quot;الأوضاع في الصومال تدهورت إلى أسوأ مستوياتها خلال سنوات وأن فرص الصوماليين من أضعف الفرص في العالمquot;. وكما جاء في تصريح لباسكال هوندت، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الصومال فإن quot;الناس يُدفعون إلى أقصى حدود تحملهمquot;.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)