الياس توما من براغ: اتهم الرئيس السوفيتي السابق ميخاييل غورباتشوف الولايات المتحدة بالعمل على تطويق روسيا من خلال إقامة قواعد عسكرية حول الاتحاد السوفيتي السابق تتطابق والحدود الروسية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة بنت 120 قاعدة عسكرية جديدة وان الإدارة الاميركية الحالية تعمل بشكل مختلف عن إدارة الرئيس جورج بوش الأب مؤكدا انه قام مع الرئيس بوش الأب بإلغاء القواعد بدلا من زيادتها.

ورفض في حديث أدلى به للصحيفة الاقتصادية التشيكية التبرير الاميركي القائل بان وضع الرادار الاميركي في تشيكيا يستهدف التصدي لإيران مشددا على أن إيران لا تهدد أحدا وفي حال تهديدها بالفعل فانه يمكن التعامل معها بطريقة أخرى. وأكد أن الرادار يستهدف روسيا والصين وان الروس جميعا يشعرون بذلك معتبرا أن التشيك لا يتحملون ذلك تماما ولكنه لا يفهم لماذا يقدم سياسيو براغ على القبول بهذا الشيء الجدي رغم عدم امتلاكهم التفويض الخاص بذلك.

ورأى أن موضوع الدرع الصاروخي ليس قضية دفاعية فقط بل يمكن استخدامه لأغراض هجومية وانه في هذه المسالة تكمن المشكلة لان الروس قاموا بإزالة الصواريخ المتوسطة المدى وتم الاتفاق مع الاميركيين على الحد من انتشار الأسلحة التقليدية وفجأة بدأ الاميركيون يعملون بالاتجاه المعاكس .
وشدد على أن التشيك من حقهم اتخاذ القرارات الخاصة بهم بشكل حر واختيار الجهة التي سيتعاونون معها وطالما أن التشيك قد اختاروا الاميركيين فان الروس قد اخذوا علما بذلك وسيتوجب عليهم في ضوء ذلك ضمان أمنهم مشيرا إلى أن الرادار سيكون قريبا جدا من روسيا.

وأكد أن الاميركيين والتشيك هم الذين اجبروا الروس على العودة إلى موضوع الصواريخ المتوسطة المدى والى العودة إلى اتفاقية الأسلحة التقليدية الأمر الذي يعتبر تطورا جديا. ودعا التشيك إلى الخوف على حالهم من حالهم ومن الاميركيين وليس من الروس لان الروس سيعمدون إلى الدفاع عن أنفسهم وبالتالي يمكن أن يحدث أي شيء عندما يهدد أحد الروس.

وجوابا على سؤال لماذا يتوجب على التشيك أن يخشوا على أنفسهم من أنفسهم قال إن التشيك يتخذون قرارا يجعل من بلدهم هدفا مستقبليا للخطط والاستراتيجيات العسكرية ولذلك يتوجب عليهم أن يسألوا أنفسهم لماذا لم يناقشوا هذا الأمر مع مواطنيهم.

وبشأن التطورات الجارية في روسيا رأى الرئيس السابق غورباتشوف انه من دون إشاعة المزيد من الديمقراطية في المؤسسات الحكومية كافة فان الأمور لن تسير في روسيا إلى الأمام مشددا على أن روسيا تقف أمام مهام صعبة من أهمها تحديث الاقتصاد وإدخال تكنولوجيا جديدة وإصلاح التعليم والصحة وتقريبا إصلاح كل شيء.

وردا على سؤال بشان أحداث ربيع براغ في تشيكوسلوفاكيا التي قام الاتحاد السوفيتي بقمعها عسكريا مع قوات أخرى من دول معاهدة وارسو اعترف أن الروس بهذا التدخل قد أهانوا بعمق التشيك والسلوفاك وان هذا الأمر يظهر إلى اليوم في العلاقات بين روسيا من جهة وتشيكيا وسلوفاكيا من جهة أخرى.

ولفت إلى أن ليونيد بريجينيف نفسه كان يشكك بجدوى هذا الغزو وانه لم يرد اللجوء إلى العمل العسكري وان الاتحاد السوفيتي دفع الثمن الأكبر من أي جهة أخرى عن هذا التدخل معترفا انه شخصيا يشعر بالخجل من هذا العمل إلى اليوم.