لاهور (باكستان): فشل الشركاء في الائتلاف الحاكم في باكستان بقيادة حزب رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو يوم الجمعة في الاتفاق على استراتيجية للاطاحة بالرئيس برويز مشرف.
واستولى مشرف الحليف الرئيسي للولايات المتحدة على السلطة في انقلاب عسكري بينما كان قائدا للجيش في عام 1999. وشهد مشرف سلطته تتداعى منذ خسر حلفاؤه الانتخابات العامة التي جرت في فبراير شباط لصالح حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو وحزب نواز شريف رئيس الوزراء السابق.
وشكل الحزبان ائتلافا مما زاد الاحتمالات بأن مشرف الذي تراجعت شعبيته سيخرج قريبا من السلطة اما قسرا أو عن طريق التنحي أو من خلال مساءلته امام البرلمان لكن الحزبين فشلا في الاتفاق بشأن استراتيجية لذلك.
وقال خواجة محمد آصف المساعد المقرب من شريف للصحفيين بعد أحدث محادثات بين شريف واصف علي زرداري الذي تولى رئاسة حزب الشعب الباكستاني بعد اغتيال زوجته بوتو في ديسمبر كانون الاول quot;لا يوجد تفاهم كامل بيننا... ستعقد جولة أخرى أو جولتان من المحادثات لتسوية الخلافات.quot;
وشغلت مسألة مصير مشرف وقضية اعادة القضاة الذين اقالهم العام الماضي الى مناصبهم الائتلاف الهش رغم تزايد المصاعب الاقتصادية وتهديد العنف من جانب المتشددين.
وقوض عدم اليقين بشأن مصير مشرف والاحتمالات بشأن الائتلاف الحاكم والاقتصاد ثقة المستثمرين. وتراجعت الاسهم الباكستانية 1.8 بالمئة يوم الجمعة الى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 14 شهرا.
ويحجم زرداري عن مواجهة مشرف الذي تراجعت شعبيته فيما قد يؤدي الى مزيد من الاضطرابات في البلد الذي يمتلك اسلحة نووية.
وتخشى الولايات المتحدة من زعزعة الاستقرار في باكستان الشريك في الحرب ضد الارهاب والتي يعتبر تأييدها اساسيا في جهود حلف شمال الاطلسي لاشاعة الاستقرار في افغانستان.
ويريد شريف وهو رئيس الوزراء الذي اطاح به مشرف في عام 1999 مساءلة الرئيس الباكستاني بهدف اقالته بل وأثار امكانية اعدامه شنقا بتهمة الخيانة.
ويقول مسؤولون بحزب الشعب الباكستاني ان زرداري يقول انه يعتبر مشرف رئيسا غير دستوري لكن الحزب يحاول ايجاد مخرج كريم له على امل ان يتنحى.
وصرح زرداري يوم الخميس بأن حزب الشعب يعتزم تغيير مشرف بمرشح من الحزب.
وقال أمام نشطاء بالحزب في لاهور quot;اليوم ليس بعيدا عندما ندعو رجلا من حزب الشعب لكي يصبح رئيسا لباكستانquot;. لكنه لم يذكر كيف سيتم اخراج مشرف من السلطة.
وينتخب الرئيس في باكستان من خلال تصويت بمجلسي البرلمان وأربعة مجالس اقليمية.
وبعد انتخابات فبراير شباط هيمنت أحزاب مناهضة لمشرف على الجمعية الوطنية والمجالس الاقليمية غير أن خصوم الرئيس الباكستاني يفتقرون الى الاغلبية اللازمة بالبرلمان لمساءلته.
وامتنع رشيد قريشي المتحدث باسم مشرف عن التعليق بخصوص تصريحات زرداري لكنه قال ان الرئيس ليست لديه خطط للتنحي.