اسلام اباد، وكالات: يكثف الفائزون من المعارضة في الإنتخابات الباكستانية الجهود لتشكيل إئتلاف يوم الجمعة فيما يثير إحتمال تولي حكومة مصممة على إزاحة الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة من السلطة. وتعهد زعماء الحزبين اللذين فازا في الإنتخابات وهما حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف يوم الخميس بالعمل معا على تشكيل حكومة جديدة لكنهم قالوا انه مازال هناك تفاصيل يجب الاتفاق عليها. وتعرض الحزب الرئيسي الذي يؤيد مشرف لهزيمة كبيرة في الانتخابات العامة التي جرت يوم الاثنين مما يترك الرئيس الباكستاني وهو من أكبر حلفاء واشنطن المسلمين في حربها ضد القاعدة ضعيفا في مواجهة برلمان معاد. تشكيل حكومة إئتلافية قد تضع نهاية لحكم مشرف
ويطالب نواز شريف بتنحي الرئيس مشرف الذي تدنت شعبيته. وشريف هو رئيس الوزراء الذي أطيح به في انقلاب عام 1999 وجاء حزبه في المرتبة الثانية في الانتخابات الاخيرة . لكن منذ الانتخابات قال مشرف انه غير مستعد للاستقالة. وحثت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الحكومة القادمة على العمل مع مشرف وتقول ان واشنطن تحتاج الى باكستان كحليف. وتقع باكستان على الحدود مع افغانستان حيث تقاتل قوات امريكية وقوات من حلف شمال الاطلسي ضد متشددين اسلاميين.
واجتمع شريف مع اصف علي زردار زوج بينظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني الراحلة التي اغتيلت يوم 27 ديسمبر كانون الاول في اسلام اباد في اول محادثات مباشرة منذ الانتخابات. وقال شريف بعد المحادثات في مؤتمر صحفي ان الحزبين سيعملان معا لتشكيل حكومة. وقال زرداري الذي فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات انه يريد حكومة ذات قاعدة عريضة لا يدخل فيها الحزب الرئيسي الذي يؤيد مشرف.
وقال زرداري ان حزب الشعب الباكستاني والحزب الذي يتزعمه نواز شريف quot;سيعملان معاquot; لكن هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين اعدادها. وقال quot;لدينا الكثير من البنود التي يجب تغطيتها. ولدينا الكثير من الارضية التي يجب تغطيتها. الحكم مسألة خطيرة ولا يمكننا تناول جميع القضايا في اجتماع يستمر ساعتين.quot; واضاف quot;سنجتمع من وقت لاخر. ومن ناحية المبدأ اتفقنا على البقاء معا.quot; ومن المقرر ان يجتمع زرداري مع اعضاء حزبه الذين فازوا في الانتخابات لاجراء مشاورات في اسلام اباد يوم الجمعة.
وقال محللون انه لا يوجد اتفاق يذكر على المسائل الايديولوجية بين حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية وتنتاب بعض المحللين شكوك في ان يتمكن الحزبان من تشكيل ائتلاف. لكن اذا توصل الجانبان الى اتفاق فان مشرف اما ان يتنحى أو يقحم باكستان في مزيد من المشاكل عندما يحاول البرلمان الاطاحة به على اساس انه انتهك الدستور عندما فرض حالة الطواريء.
مشرف مستعد للتعاون
الى ذلك قال مشرف انه لا ينوي الاستقالة من منصبه رغم الفوز الكاسح الذي حققته المعارضة في الانتخابات العامة. وقال مشرف في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ان هناك حاجة للمضي قدما والمساعدة في تشكيل حكومة ديمقراطية ومستقرة في باكستان. واضاف مشرف انه سيحاول التعاون مع اية حكومة جديدة، لكن آصف زرداري زعيم حزب الشعب قال انه سيحاول تشكيل ائتلاف بدون اي من انصار مشرف. فيما قال شريف انه ان الاوان ليتنحى مشرف عن السلطة. وأضاف انه يأمل في العمل يدا بيد مع باقي احزاب المعارضة لانقاذ باكستان مما وصفه بالدكتاتورية. وقال مراسلون إنه في حال تم تشكيل ائتلاف في البرلمان بأغلبية الثلثين فقد يقدم على توجيه اتهام للرئيس برفيز مشرف وعزله من منصبه.
تهنئة الصين
وقد هنأت الصين حليفتها القديمة باكستان على الانتخابات quot;الناجحةquot; التي اجريت مؤخرا، حيث اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو عن امله في ان quot;تستمر باكستان في تكريس الاستقرار والتنمية والديموقراطية والانسجام بعد تشكيل حكومة جديدة.quot; وتبقى الصين من اهم المستثمرين في باكستان، واهم شركائها في مجال التجارة والتسلح. وكان شودري شوكت حسين، رئيس حزب الرابطة الاسلامية الموالي لمشرف قد اقر بهزيمة حزبه في الانتخابات قبل ظهور النتائج النهائية. وتقول كريس موريس مراسل بي بي سي في اسلام اباد ان مشرف لم يكن يوما في موقف ضعف كما هو اليوم.
بقلب رحب
وحصل حزبا المعارضة على ما مجموعه 150 مقعدا من اصل مقاعد البرلمان الـ272. ولم يحصل حزب مشرف، حزب الرابطة الإسلامية- جناح قائد أعظم، الا على 33 مقعدا. وقال شودري شوكت حسين إنه quot;قبل النتائج بقلب رحب، وانه سيجلس في صفوف المعارضةquot;. وقد فقد بعض من ابرز وزراء مشرف مقاعدهم بينما حققت احزاب أخرى صغيرة نتائج مهمة. وكان مشرف قد قال ان quot;هذه الانتخابات هي صوت الشعب وان على الجميع تقبلها مهما كانت، بما في ذلك أناquot;، داعيا الى quot;التخلي عن منطق المجابهة وتبني رؤية تصالحية.quot; ولم يخض مشرف شخصيا الانتخابات البرلمانية ولكن هزيمة ساحقة لأنصاره تطرح شكوكا حول رئاسته.
التعليقات